الأحدب لأهل طرابلس: أنتم أمام معركةٍ وجوديةٍ وسياسيةٍ بامتياز

عقد رئيس لقاء الاعتدال المدني مصباح الاحدب مؤتمراً صحافياً في مقر اللقاء بطرابلس استهله بالقول:

“لطالما حذرنا من أن ساستنا يستهدفون طرابلس بمشاريع تخريبية خبيثة، من خلال اتهام مدينتنا بأنها بيئةٌ حاضنةٌ للإرهاب، تمهيدا لضربها والسيطرة على قرار أهلها.

وما جرى بالأمس من استشهادٍ لعسكريٍ من أبنائنا وجرحِ آخرين خلال مداهمة لتوقيف مطلوبٍ في باب التبانة، لا يجب أن يمر دون فتح ملف شباب طرابلس المتهمين بالإرهاب، فقط لأنهم دعموا المعارضة السورية وهنا لا أعني داعش بل المعارضة التي قاتلوا إلى جانبها بتوجيهٍ وتحريضٍ ممن يتحدث باسمنا.”

أضاف “كلنا نتذكر دعوة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله اللبنانيين للقتال في سوريا، والكل يعلم من حرض شبابنا ووفر لهم المال والسلاح وغطاء الدولة للقتال في سوريا آملاً بالعودة إلى لبنان منتصراً على حصان أبيض من مطارِ دمشق.

ولكن عندما اختل التوازن وخسر المواجهة، عقد تفاهماً مع حزب الله عاد بموجبه إلى السلطة وحفظ حصةً له من غنائم الدولة، وبالمقابل ماذا فعل؟
تنازل عن حقوقنا، وتخلى عن مبادئنا، وعن مشروعنا السياسي السيادي الذي كان يقاتل بنا من أجله، لا بل أكثر من ذلك لقد تخلى عن أهله الذين وقفوا إلى جانبه وصدقوا خطاباته وساروا تحت رايته بصدقٍ ووفاء، فأصبحنا أمام واقع مأساوي، لأن من يمثلنا أعطى غطاءاً ميثاقياً لمؤسساتِ الدولة كي تتعامل مع بيئتنا على أنها خطيرةٌ، حاضنةٌ للتكفيرِ، وولادةٌ للعنفِ والإرهاب، وبموجب ذلك سلطوا الجيش على أهله وحرضوا أهل طرابلس على مواجهتهِ وهو المؤسسة الوحيدة التي نثق بها والقادرة على حمايتهم، وبالمقابل يعطون الحصانة القضائية لأدواتهم التي ساهمت بالتحريض على الجيش, وهم يحمونها رغمَ ورودِ أسماء كثيرة في التحقيقات.”

تابع: “إن الاستقرار لا يتحقق بوجود الظلم والقهر، بل يتأمن بتحقيق العدالة ورفع الظلم، وبالتعامل مع أبناء هذه الشريحة الضحية كمواطنين لبنانيين بعيدا عن السجون والأحكام الجائرة،
ان الاستقرار لا يكون بتحويل طرابلس الى منطقة عسكرية لقمع الآلاف من الشباب العاطلِ عن العمل. فالمؤسسات التجارية اصبحت تغلق ابوابها وتعلن افلاسها في طرابلس وتصرف مئات العمال، هل هكذا يتحقق الاستقرار؟ انه “استقرار القبر” كما سماه الخبير الاقتصادي (توفيق كاسبار).
ان الاستقرار يتحقق بخلق مشاريع انمائية منتجة تؤمن فرص العمل لشبابنا، وتؤمن لهم رعاية صحية واجتماعية أُسوةً بباقي المواطنين اللبنانيين”.

وقال: ” اليوم ومع قرب الاستحقاق الانتخابي، أود أن أتوجه إلى كل القوى المعترضة على الظلم والفساد، والتي لم تشارك معهم في السلطة ولم تساوم على مصلحةِ أهلنا يوماً، ولا تسعى اليوم للتحالف مع هذه البوتقة السياسية التي تتاجر بالبلاد والعباد لأخذ مواقع في السلطة.
أدعوهم أن يقوموا بواجبهم تجاه أهلهم, وان يجتمعوا لخلقِ تحالفٍ يخوضون به الانتخابات القادمة، لوضع حدٍ لهذه البوتقة المصابة بمرض الجشع، والتي لا عمل لها سوى نهبنا بوقاحة ثم التحدث بالعفة، وإنني أمدُ اليد لكل هذه القوى التي أُبعدت واستُهدفت وهُمّشَت، فمناطقَنا تنتظرُ منا الكثير وعلينا جميعاً أن نُضحي من أجل حمايتها.”

وختم متوجهاً لاهل طرابلس بالقول : “أنتم أمام معركةٍ وجوديةٍ وسياسيةٍ بامتياز، لإعادةِ وضعِ طرابلس على الخارطة اللبنانية واستعادةِ دورها في التوازنات الداخلية اللبنانية، بعد أن هُمشت وضُربت وأُفقرت وهُجِّرت وأُبعدت عن المعادلة، فالفرصةُ أمامكم كبيرة للتغيير ولمحاسبة كل من وعدكم وخذلكم وتاجر بثقتِكُم ثم ورطكم وباعكم وتخلى عنكم ومدد لنفسه لسنواتٍ بوقاحةٍ ودون حياء، وإنني أؤكدُ لكم أن التغيرَ الحقيقيَ آتٍ لا محال، ولن يستطيعوا إجهاضَهُ هذه المرة بفضل إرادتكم وبإذن الله.”

 

إقرأ أيضاً: في حوار مطوّل مع «جنوبية » مصباح الأحدب: لا أخجل إن كنت اغني، بل أخجل إن كان في رقبتي دماء!

السابق
إقفال الإدارات العامة في 14 آذار
التالي
نظام جمال أنور حسني السيسي