عن انتقادات باسيل لـ«حزب الله» وأمل وصحّة رسائل التطمين

وصف رئيس المجلس النيابي بـ"البلطجي"، وهدد بـ"تكسير رأسه"، وتشبّث برفضه الاعتذار، ووجه كلاما ملتبسا عن أداء "حزب الله" الداخلي. مما أظهر ان ثمة خطأً جديداً بدأه زعيم التيار البرتقالي. فماذا يقول، عن هذا الخط الجديد، كل من المحللين السياسيين طارق ابراهيم وسعد محيو؟

زعم موقع “ديبكا” الإسرائيلي أنّ الرئيس السوري بشار الأسد وجه رسالة سرّية إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر وسيط أوروبي، وأن “رسالة مماثلة وصلت من بيروت”. وأن “رسالة سرية” وصلت إلى مكتب نتنياهو من الرئيس ميشال عون، مشيرا إلى أنها هدفت إلى “تطمين” إسرائيل إلى عدم وجود مصانع للصواريخ الإيرانية في لبنان، وأن الحكومة اللبنانية لن تسمح ببنائها. وقال الموقع إن “ديبلوماسيا غربيا حمل هذه الرسالة- التي طلب عون من وزير الخارجية جبران باسيل التوقيع عليها وتمريرها- زاعماً أنّ باسيل شدد على أن عون لن يتردد برفع الصوت والقول إن عمليات “حزب الله” لا تخدم مصلحة لبنان..”.

إقرأ ايضا: احتجاجات إيران: التجربة الإسلامية الشيعية في خطر

في هذا الاطار، يقول المحلل السياسي، طارق ابراهيم، تعليقا على الكلام الصادر عن “ديبكا” انه: “اذا كان هذا الكلام صحيحا، نقول ان هناك نكتة تقول ان استاذا طلب من تلميذه ان يعرّف له بلاد روسيا، فقال له التلميذ شعب متوّحش، فقال له الأستاذ من أين أتيت بهذه المعلومات؟، قال التلميذ من صوت أميركا”.

فاذا كنا نصدق موقع “ديبكا” الاسرائيلي، فتقديري انه نكون بذلك على خطأ، واذا كنا نريد دراسة بعض الظواهر، وبعض زلات اللسان لا يجب ان نذهب الى هذا الموقع مباشرة. من جهة أخرى، اذا اراد باسيل تقديم ورقة اعتماده لدى اسرائيل، فالافضل له ان يقدمها الى الاميركيين والخليجيين، وليس لإسرائيل. رغم تقديرنا ان الرئيس ميشال عون لا يمكن ان يقبل بهذه التعهدات سواء الشفهيّة او الخطيّة”.

ويتابع طارق ابراهيم “واذا اردنا ان نصدّق هذا الكلام نقول انه لا يمكن للرئيس بشّار الاسد ان يقدم تعهدات لإسرائيل، كونه على علاقة قوية مع الروس، الذين يديرون العلاقات الروسية – الاسرائيلية في المنطقة”.

فـ”كل الجهات عندها بروباغندا مضادة، تقدّم معلومات خدمة لسياستها. اما بخصوص ما اعلنه الوزير جبران باسيل في أكثر من لقاء فيما يتعلق بتوجهاته الفكرية والثقافية، نقول من قال ان ثقافة المسيحيين غير ما يقوله جبران باسيل؟. فالجميع يقول ان اسرائيل ليست بعدوّة، ومن البطاركة من قال “من قال انه يمكننا ان نخرج من علاقتنا باليهود؟. هناك مناخ عام عند النخبة المسيحية لا يجب ان تنفصل عن المناخ العربي، وعن المناخ الاسرائيلي، الذي يتعلق بقرار دونالد ترامب الأخير بخصوص القدس. فعندما اعلن ترامب عن قراره الأخير، نرى ان هناك علاقات مباشرة سعودية-اسرائيلية عبر صهر ترامب غيرد كوشنر. وثمة معلومات تقول ان محمد بن سلمان التقى اسرائيليين بحضور كوشنر، فكيف نلوم الاقليات التي تخشى على ذاتها. ونحن كشيعة، أقلية كبرى، نخاف على ذاتنا، لكننا لم نذهب مذهبهم”.

ويختم، طارق ابراهيم، قائلا “لا يمكن ان يكون باسيل قد قدّم اوراق اعتماده لدى الاسرائيلي، وهو كلام ليس خارج السياق. وما قاله الموقع الاسرائيلي هو خارج السياق أيضا”.

سعد محيو
سعد محيو

من جهة أخرى، يؤكد المحلل السياسي، سعد محيو، لـ”جنوبية”، أن “المفاجئ انه في ليلة ظلماء خرج كلام جبران باسيل الى قناة “الميادين”، وهو يقول هذا التصريح، وهو ليس بحاجة الى تفسير، من ان نيته ارسال رسالة لمن يعنيهم الأمر، من انه لا يسير مع حزب الله”.

ويتابع، بالقول “انا شخصيا أرى ان هذه تلميحات غير بريئة، وان كان البعض رأى انها رسالة بريئة، فقد رأيتُ فيها رسالة خطيرة وغير بريئة، وهناك أكثر من رسالة، وهي إعلان عن بدء تحوّل حيال العلاقة مع اسرائيل، وخاصة فيما يتعلق بحزب الله، المعنيّ الاول باسرائيل”.

و”الثانية مع مجلة “الماغازين”، الناطقة بالفرنسية، أقول أنها ليست هفوة او زلّة لسان، خاصة انه قال انه لم يعرف معنى كلمة “إيديولوجيا”. لا ليس بريئا في هذه العملية، وهو وزير خارجية، ويدرك معنى كلامه، وقد قيل ان نقاطا حمراء كثيرة أضاءت حيال موقفه من اسرائيل، والتصريحين برأييّ ليسا بريئين”.

ويشدد، محيو، بالقول “اليوم الذكرى الثانية عشرة لتحالف التيار الوطني الحرّ وحزب الله، فلا يمكننا عمل أي شيء، ولكن ليس واضحا ان جبران باسيل ينطق باسم الرئيس ميشال عون، خاصة ان الرئيس عون لم ينحز يوما الى اسرائيل. وعلى الرئيس ميشال عون ان يأخذ مسافة من باسيل، وإن كان صهره. وأن يُعلن موقف ما، خاصة ان موقفه ثابتا وطنيا، هو والرئيس إميل لحود. وهذا أمر مفروغ منه”.

ويشدد “اما اذا كان هذا الكلام صحيحا، نكون قد دخلنا نفقا، وان ثمة شيئا كبيرا يُعد للبلد. وتبعا لنظرية المؤامرة، فانه يجب ان نفتش عن خلفيّات الموضوع من البداية. فالتهديد بالحديث عن الصواريخ الايرانية، وتمويل الجيش اللبناني المستمر، والحملة السعودية على لبنان، ومن ضمنها احتمالية الاطاحة بالرئيس سعد الحريري، نقول ان هناك خضة كبيرة في البلد”.

إقرأ ايضا: حوار عربي- إيراني في بيروت.. فهل تسمع الرياض؟

ويختم سعد محيو “هذا الكلام يلعب دورا سيئا جدا حيال التوازنات في البلد. وانشاءالله يكون كلام الوزير باسيل مجرد كلام شعبوي ذو خلفية انتخابية، وان طموحاته محض انتخابية، لكن من المفترض ان يقوم حزب الله بالتعليق على الموضوع، وان يوضّح ايضا الرئيس ميشال عون موقفه من تحركات صهره هذه”.

فمن هي الجهة التي واجب عليها ان توّضح للبنانيين ما يتم تداوله اعلاميّا على لسان رئيس الدبلوماسية اللبنانية جبران باسيل؟

السابق
مقاعد الاقليات في الجنوب تتشبّث فيها بقوّة الثنائية الشيعية
التالي
تطورات ميدانية تدفع نحو الحرب بين اسرائيل وحزب الله