ماذا لو كان كامل الأسعد محل نبيه بري؟!

(شيلنا من السياسة، وشيلنا من حكايات الإقطاع والتوريث، وعم نعلملكن أحمد أو عم نعلملكن الحج عبدالله).
شئنا أم أبينا فان موقع رئاسة المجلس النيابي في هذا النظام الطائفي المقيت هو الممثل الشرعي والوحيد للطائفة الشيعية، مما يعني أن الإساءة لهذا الموقع هي إساءة للطائفة (بحسب الأعراف القبلية المعمول بها) أو على الأقل هذا ما يدعيه أرباب الطوائف أنفسهم.
ما كان يميز رئيس مجلس النواب الراحل كامل الأسعد هو تلك الأنفة وعزة النفس والتعاطي بالندية إن لم نقل أكثر من ذلك مع الخصوم كما مع الأقران، ولعل هذه الميزة هي أهم ما كان يجذب الجمهور الشيعي وتعلقهم بالبيك، في زمن كان يقال عن الشيعة أنها الطائفة المحرومة والمستضعفة.

إقرأ أيضاً: رسالة غربية قوية: الانتخابات في موعدها وأضرار تأجيلها كبيرة

ولا تزال حكايات “عزة النفس” حاضرة ونابضة يرويها بفخر جماعة الأسعد حتى يومنا هذا، وتسمع الكثير منها مع تعدد لقاءاتك مع محبي البيك، حتى تعتقد أن لا نهاية لها، ويساورك الشك من كثرتها ويكاد يتسلل إلى نفسك الظن بأنها مجرد توليفات محبين من زمن غابر، ولا يقضي على ظنونك تلك إلا عندما تسمعها من مصدر ثان وثالث ورابع.
واحدة من حكايات الأنفة وعزة النفس، هي ما حدث مع موكب كامل الأسعد عند الحدود السورية اللبنانية، ولأن رئيس مجلس الشعب السوري لم يكن بانتظاره على نقطة “المصنع” كما تقتضي البروتوكولات، ما كان من الرئيس الأسعد حينها إلا أن أمر موكبه بالتوقف والإستدارة للرجوع إلى لبنان وإلغاء الزيارة، لأنه اعتبر أن هذا الخطأ فيه إساءة للبنان أولا ولرئاسة المجلس بما يمثل ثانيًا.

إقرأ أيضاً: ذا بوست، بلوك رقم 9، وورقة التفاهم

نستحضر تلك الحادثة الآن، ليس للمفاضلة بين الرئيس بري والرئيس الأسعد، وإنما للقول في أجواء الأزمة التي أحدثتها تسريبات وزير الخارجية جبران باسيل أنه من غير المسموح لمن يتبوأ موقع الطائفة الأول أن يستهين به أو أن يسمح بالتطاول عليه من أجل مصالحه الشخصية، وأن قوة الطائفة ليست هي بما تملك من سلاح وإنما بما يحمل المتصدي للمسؤولية من عنفوان وكرامة.
فان كنا نرفض كل أشكال ردات الفعل التي حصلت بعد التسريب، فاننا أيضا نرفض أي تهاون بالموضوع وإنهائه على قاعدة (تبويس اللحى)، فلو كان الراحل الرئيس الأسعد هو الآن محل بري، لما قبل بأقل من طرح الثقة بوزير الخارجية، ولما كان قبل بأقل من إستقالته، وإن لم يقدر على ذلك فمن المؤكد أن كامل الأسعد ما كان ليبقى بسدة الرئاسة يوم واحد ولأقدم هو على الإستقالة.

 

السابق
الناشط محمد جمعة مرشحاً في النبطية: «بكفي» ربع قرن من احتكار الثنائية
التالي
الإعلامي ربيع دمج يتعرض لمحاولة قتل