الياس الزغبي لـ «جنوبية»: مدرسة عون وباسيل واحدة.. والتعابير خارج قواعد الأخلاق غير مفاجئة

في ظلّ اشتداد  الأزمة الواقعة بين بعبدا وعين التينة وتاليا بين “التيار الوطني الحرّ” و”حركة أمل” على خلفية الفيديو الأخير المسرّب للوزير جبران باسيل وهو يوجه إهانات لرئيس مجلس النواب نبيه بري.  كان لـ “جنوبية” حديث مع الصحافي والمحلل السياسي إلياس الزغبي الذي رأى أنّه “لا شك أن الأزمة التي حصلت قبل بضعة أيام هي إمتداد في العمق لتراكم الأزمات منذ إثني عشر عاما وليس منذ بضعة أيام فقط، وهي أزمة خيارات ومصالح متراكمة”.

وعن بيان التسامح الذي صدر عن رئيس الجمهورية قال “يصح في هذا الموقع أن يطلق الرئيس عون مثل هذا النداء، لكن هذا البيان لا يمكن أن يطرح حلّا، بل لعلّه أدّى إلى عكس المرجو منه لأن الطرف الآخر المتمثل بالرئيس برّي وجد في الأمر مساواة بين المعتدِى والمعتدى عليه”.

وفي تقدير الزغبي الأزمة ستتفاعل أكثر إذ وجد أنّه “ربما هناك خيوط خفيّة تحرّك وتصعّد هذه الأزمة لكي لا تتم الإنتخابات في موعدها، لأن هناك فرقاء وتحديدا فريق التيار العوني يخشى من نتائح هذا الإستحقاق خصوصا في الدائرة الثالثة في الشمال حيث أن المقعد الذي يطمح إليه باسيل مهدّد بحكم وجود قوى سياسية فاعلة في هذه الدائرة من شأنها أن تقطع عليه الطريق”. وأضاف “لذلك من مصلحته التصعيد في الخطاب السياسي إلى درجة توجيه الإهانات للوصول إلى حالة توتر يصعب معها إجراء الإنتخابات في موعدها”.

إقرأ ايضًا: «التسامح» سقف بيان رئيس الجمهورية… ولكن ماذا عن تصعيد محطة الـotv؟

وعن تباين المواقف في “التيار الوطني”، فبإعتقاد الزغبي أنه ” نتيجة السياسة الغير مبنية على أسس علمية موضوعية واضحة، فطالما أن السياسة مبنية على مصالح فقط ومن المعلوم منذ سنوات كيف كان يتمّ شلّ الحكومات وعدم تشكيلها لأجل إيصال شخص معين، وكيف تم تفريغ رئاسة الجمهورية على مدى عامين ونصف كي يصل شخص آخر. فكل هذه السياسة الرعناء المبنية على المصالح الشخصية والمغلّفة بشعارات الحقوق والشراكة والميثاقية وهي في حقيقتها تعتمد على ثنائية السلطة والمال هي التي أدّت بالأمور إلى هذا الحد ومن هذه النتائج هذه الصراعات داخل التيار العوني التي نشهد لها فصولا متتالية خصوصا أن الرهان الأساسي لسياسة هذا التيار على “حزب الله” وعلى ورقة تفاهم “مار مخايل” التي أثبتت أنها لا تستيطع أن تحمي هذه السياسة بل إنها حتى لا تحمي مراكزهم ورموزهم وما شهدناه من إعتداء على المركز الرئيسي للتيار العوني قبل يومين دليل على ذلك”.

وفيما تضع “حركة أمل” الكرة في ملعب الرئيس عون، هل يستطيع الأخير المون على باسيل كي ينزل عند رغبة الفريق الآخر رأى أنه “لا يمكن لأي مراقب محايد و موضوعي أن يرى تمايزا بين موقع الرئيس عون وموقع الوزير باسيل فهما موقع واحد ولا يمكن الحديث عن تمايز بين الموقفين كي يتم الضغط من قبل عون على “صهر””. وأضاف “السياسة هي نفسها للرئيس وللوزير وربما أعمق من ذلك ، فكل الأداء السياسي لهذا الوزير هو من المدرسة نفسها التي نشأ عليها . فليس مفاجئا حين تصدُر تعابير خارج قواعد الأخلاق وهي التي طالما إستخدمها العماد عون قبل أن يصل إلى رئاسة الجمهورية من الرابية“.

السابق
مناصرو الحركة يسخرون من صهر الرئيس: #نكته_عن_جبران_باسيل
التالي
وئام وهاب: على الكل أن يعلم أن اللعب بالسلم الأهلي ثمنه كبير