الحرب الأهليّة مستبعدة في لبنان…رغم اشتعالها في الاعلام

هل تعود الحرب الأهلية الى لبنان فتكتمل الصورة في بلاد الشام، وتشتعل المنطقة كلها. أجمع عديدون على ان بوادر الحرب غير ممكنة لأسباب عديدة. ما هي هذه الاسباب؟

“عشتَ الحرب الأهلية بمخاطرها كلها.. هل شعرتَ ان ثمة تقارب بين بداياتها عام 1975 واليوم؟ في ظل ما شهدنا من تراشق كلاميّ وتصعيد خطابيّ، وصل ليل أمس لاطلاق الرصاص في الهواء في منطقة الحدث وقبلها في سن الفيل؟؟”.

إقرأ ايضا: مصطلحات الحرب الأهلية ومتاريسها

ردا على هذا السؤال الذي أقلق كثيرين، يرى ستينّي، عاش وشارك في الحرب الأهلية بتفاصيلها، وفضّل عدم الكشف عن اسمه، قال “ليس هناك أيّ دليل على عودتها، لسبب بسيط هو ان القادر على الحرب ولديه امكانيات الحرب ولوازمها لا يريدها، وكل الذي يجري هو فقاعات وبالونات واستعراضات، لذلك لا ارى بوادر حرب أهلية أبدا. اضافة الى ذلك ليس هناك من أجواء دولية مؤاتية في ظل وجود مليونييّ نازح سوري. والازمة السورية لم تنته فصولا بعد، ولم تتحقق التسوية التي تعيش مخاضا، يحتاج الى مسارات دولية لم تكتمل بعد”.

وفي الاطار نفسه، تؤكد الباحثة الاجتماعية الدكتورة دلال البزري “أن هذه الاجواء هي اجواء الحرب، لكن لا مقومات موضوعية، هناك تناسب بين الطرفين في لبنان، لكن لا توازن عسكري. وهي حرب أهلية، غير تقليدية. وهي واقعة في النفوس والرؤوس لكن لا مقومات متوفرة، ومن دون ادواتها كون تجييش، نسأل الى اين نحن ذاهبون؟.

وتتابع البزري “في الحرب الاهليّة لم يكن ثمة تجييش طائفي، بل اندلعت جراء التجييش السياسي (يميني/ يساري) عشية العصر الذهبي للبنان حيث الحريات كانت في مداها الاقصى، ولكن انتهت الى ان تحولت الى حرب طائفية، لدرجة ان بعض الاشخاص الذين كانوا يساريين انزلقوا الى طوائفهم. والخوف اليوم هو ان نظل في حالة انعدام الجاذبية وانعدام التوازن، والخوف ان لا نستطيع التفكير بمرحلة ما بعد الغد”.

وتستدرك البزري قائلة “لكن هذا لا يعني ان الانفجار العسكري هو الافضل، وهو، وان كان يطلق غرائز الشباب في القتال، لكن هو أسوأ ما قد يحصل. ولا اتصور ان الامور ستبقى على حالها من التسعير، وهذا ما يحمل اخطارا. ولكن لن ترتدي لبوس الحرب لانه لا وجود لطرفين مسلحين، كما حصل خلال الحرب الاهليّة بين اليمين واليسار. وهي ان وقعت فانها لن تكون بمثابة حرب تقليدية. لان تسليح الطرف غير المسلح اليوم، يحتاج الى وقت وتدريب، اضافة الى ان الوضع في سوريا يؤّخر الحرب في لبنان”.

وأكد الباحث السياسي، الدكتور حارث سليمان، بالقول “لستُ مع كل هذا التحليل، القصة تافهة، ولو كان هناك رأي عام لبناني لكان حاسب الطرفين، أيّ كل من جبران باسيل ونبيه بري. ان ما يحدث اليوم هو عبارة عن سيرك ليس إلا. والسياسيون يلعبون باللبنانيين، وهي ليست الا مناورات لأخذ ضمانات لمرحلة ما بعد الانتخابات النيابية. ومن هو رئيس مجلس النواب القادم”.

ويضيف بالقول “من يتفق على بلوكات النفط، وموضوع النفايات، وعائدات الصفقات، كصفقة الميكانيك، وارقام السيارات، يختلف على كلمة “بلطجي”؟! لماذا لم يردّ الرئيس بريّ كرجل دولة عبر وزرائه في مجلس الوزراء من خلال الامتناع عن حضور الجلسات، فلا يرسل “البلطجية” الى الشارع.كما كان يمكنه ان يطلب الاعتذار، لكن ليس بطريقة ميليشياوية، بل كرجل دولة.

إقرا ايضا: في ذكراها: الحرب الأهلية قائمة بعونه تعالى

ويختم، الدكتور حارث سليمان، قائلا “هذه التحركات نفعت جبران باسيل أيضا من خلال اعادة تجميع المسيحيين حوله، لكن ليس كل المسيحيين فهم ليسوا “تافهين”، ولا كل الشيعة اجتمعوا حول نبيه بري، فهم ليسوا “سمجين” أيضا!.

آراء متنوعة ومتعددة، لكنها كلها أجمعت على قول واحد وهو استبعاد الحرب الأهليّة من جديد!!

 

السابق
وفد من الحزب والحركة سيزور منطقة الحدت
التالي
وفاة والد النائب محمد رعد