فتنة «الفيديو» تتمدّد في الشارع وإجراءات الجيش تخمدها

عوّلَ اللبنانيون على اتفاق وقف إطلاق النار السياسي على الجبهة المفتوحة بين الرئيسين ميشال عون ونبيه بري، ‏بعدما نجحت وساطات الأصدقاء في بدء سريانه نهار الأحد، إلّا أنّ ما سُمّيت "تسريبات الليل" محت اتفاق ‏النهار، وعادت وأشعلت فتيل الأزمة مجدداً وعلى نحوٍ غير مسبوق.

رأت “النهار” أنه لم يخطر ببال أي من اللبنانيين ان تنزلق “فتنة البلطجة” أو “فتنة الفيديو” الحامل أوصافا مقذعة في حق رئيس ‏مجلس النواب نبيه بري اطلقها وزير الخارجية رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل في لقاء حزبي انتخابي ‏موسع في محمرش بمنطقة البترون، الى الشارع على نحو هدد فعلا باشعال فتنة لولا مسارعة الجيش الى اتخاذ ما ‏يلزم من اجراءات حالت دون “اشتباك” مناصري “امل” و”التيار الوطني الحر” حول مركز التيار في سنتر ‏ميرنا الشالوحي بسن الفيل. واذا كانت المخاوف تركزت خصوصا على المواجهة التي حصلت أمام هذا المركز ‏الاساسي فان ذلك لم يحجب الدلالات الخطيرة للانتشار الواسع لأنصار “امل”  وحرق الإطارات في بيروت والضواحي بلوغا الى ‏مناطق في الجنوب والبقاعين الأوسط والشمالي في فائض غضب على الفيديو المسرب لباسيل.

إقرأ ايضًا: بعد توالي مقاطع الفيديو التي تنال من برّي: هل يشفع حزب الله لباسيل وينقذه؟!

وبين فعل ورد فعل أكبر اشتعلت الحرب الكلامية الشعواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحيث احصيت أكثر ‏من 25 الف تغريدة رد على باسيل من “الجيش الالكتروني” لحركة “أمل ” سقط معها التمييز بين باسيل ورئيس ‏الجمهورية  الذي صار بدوره هدف الردود الحادة والعنيفة وهو ما ترجم في مناطق عدة حيث أزال مناصرون ‏لـ”أمل” صوراً للرئيس عون، كما رفعت لافتات انزلقت بدورها الى تعابير مقذعة‎.‎

وبدا واضحا لـ “الجمهورية” ” من أجواء عين التينة أنه في ظلّ عدم مبادرة باسيل الى الاعتذار، فإنّ الامور مفتوحة على كلّ الاحتمالات، ‏وباب الخيارات ايضاً. في وقتٍ اعرَبت مصادر سياسية عن اعتقادها انّ هذا الجو المتأزم ستصيب شظاياه ‏الجميع، ولن يكون العهد بمنأى عن التداعيات، وكذلك الحكومة التي ستتأثّر حتماً بما يجري، ربّما بلجوءِ اطرافٍ ‏سياسية الى مقاطعتها أو حتى الاستقالة منها. ولم تنفِ المصادر او تؤكّد إنْ كان وزراء “أمل” في هذا الوارد‎.‎

وقالت مصادر عين التينة لـ”الجمهورية”: “الوصول الى ايّ تسوية الآن بات على عاتقِ قواعد جديدة، وإنّ ‏معادلات السابق كلّها سقطت”. واعتبَرت “أنّ الحديث عن شدّ العصب في الشارع هو تسطيح وتسخيف لِما ‏حصَل، فالمسألة باتت اكبرَ بكثير، إنّ استحضار لغة التحريض وافتعال هذا الجوّ التوتيري بشكل مفاجئ بعد هدنةٍ ‏اعلامية بين “التيار” و”أمل” ولو كانت هشّة لا يمكن تفسيرُه إلّا نيّاتٍ لتطيير الانتخابات، لكن اكّدنا لكلّ مَن ‏تواصَل معنا أنّنا بِتنا مصرّين على إجرائها في موعدها اكثر من ايّ وقت مضى‎”.‎

وقالت: “واهمٌ من يعتقد انّ ما جرى سيمرّ مرور الكرام، وخطواتُنا ستعلَن في حينه، ولا قرار على مستوى ‏الحكومة، وكلّ شيء في أوانه”. ونفت المصادر ان يكون “حزب الله” قد تدخّلَ او اطلقَ ايّ وساطة للتهدئة بين ‏‏”أمل” و”التيار” في الساعات الماضية التي سبقت كلام باسيل، وأكّدت ‏المصادر انّ الخطوات اللاحقة ستُعلَن في وقتها‎”.‎

كما أشارت “اللواء” أن تفاهم معراب شهد اوّل اهتزاز من هذا العيار، حيث قال الحزب في بيان: نرفض رفضاً قاطعاً الكلام الذي تعرض بالإساءة ‏إلى الرئيس برّي شكلاً ومضموناً، ونرفض الإساءة له من أي طرف كان‎.
وانتقد بيان الحزب ما وصفه “باللغة التي لا تبني دولة ولا تأتي بإصلاح بل تخلق مزيداً من الأزمات وتأخذ البلد ‏إلى مخاطر هو بغنى عنها‎”.  ودعا الحزب إلى المسارعة “بمعالجة هذا الوضع بأعلى درجة من الحكمة، والمسؤولية‎”.

ومع ان اخبار المساء حملت انباء طيبة، مفادها حصول لقاء رباعي جمع الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر ‏الله والوزير جبران باسيل في حضور مسؤول الارتباط في الحزب وفيق صفا والمعاون السياسي للأمين العام ‏الحاج حسين خليل، الا ان نفي مصدر قيادي في الحزب لاخبار هذا اللقاء، بدّد الآمال التي علقت على احتمال ‏دخول الحزب على خط الوساطة .

إقرأ ايضًا: الانفجار الكبير وقع بين«أمل» و«التيار الحر».. فهل سيدفع باسيل الثمن؟

‎ في المقابل، بدا لـ “الجمهورية”  أنّ “التيار” قد بنى تحصيناته الدفاعية في وجه الهجوم العنيف على رئيسه ومطالبته بالاعتذار. إلّا ‏أنّ أوساطه أكّدت لـ”الجمهورية” الرفضَ القاطع لإقدام باسيل على الاعتذار‎.‎
وبينما زار باسيل المقرّ العام لـ”التيار” في سنتر ميرنا الشالوحي برفقة وزراء ونوّاب، أصدرَ “التيار” بياناً قال ‏فيه إنّ عناصر من “أمل” هاجَموا المقر العام “ورشقوه بالحجارة وأحرقوا الدواليب وأطلقوا النار، فاضطرّ ‏عناصر حمايةِ المقر الى الدفاع عن انفسِهم..” ودعا مناصريه “الى عدم القيام بأيّ ردّات فعل وتركِ معالجةِ الامر للقوى الأمنية فقط”، كما طلب من ‏مسؤوليه “عدمَ التعليق الإعلامي “.

ولفتت ” الشرق الأوسط ” أن تداعيات كلام باسيل لم تقتصر على لبنان، بل وصلت إلى أفريقيا عشية المؤتمر الاغترابي الذي تنظمه وزارة ‏الخارجية، واعتصم صباح أمس، مناصرو بري في السفارة اللبنانية في أبيدجان، اعتراضاً على كلام باسيل، غير ‏مرحّبين بحضوره‎

السابق
إعلامية الميادين تصف الحركة بـ«الزعران».. وتحذف التغريدة!
التالي
مغردون: جبران باسيل #قزم_العهد