خفايا عملية «غصن الزيتون» التركية في عفرين

هل ان سبب دخول منطقة عفرين الاساس، كما صرّح أمس الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، هي لدواع إنسانية أي اعادة ثلاثة ملايين ونصف مليون نازح سوري الى كل من مناطق حلب وحماه وادلب؟ ام هي عبارة عن رسم فيدرالية سورية بإرادة تركية؟

المفاوضات تجري في “سوتشي” من جهة، والعمليات العسكرية تسير على قدم وساق فى الاراضي السورية من جهة أخرى، من خلال محاولة نقل اكثر من 3 نازح سوري الى الداخل. رغم ان لبنان البلد المجاور الصغير لم يعمد الى اعادة النازحين إليه بالقوة، كما يفعل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في عملية ابتزاز واضحة للغرب.

في هذا المجال، يؤكد الخبير في الشؤون التركية، الدكتور محمد نورالدين، ان “في الواقع، تركيا لم تبدأ عملية ما أسمته “غصن الزيتون” سوى باتفاق وتفاهم مع القوى السياسية في مسار “آستانة” وهي روسيا. لكن- في الوقت نفسه- لا تريد تركيا ان تستقطب معارضة الدول الكبرى الأخرى في محاولة لعدم عرقلة الأهداف التي يريدها إردوغان من العملية”.

اقرأ أيضاً: سوتشي… نهاية مسارات وبداية أخرى

ويتابع “في هذا الاطار، كان كلام إردوغان عن رغبته في اعادة اولا مليون ونصف مليون نازح سوري، ثم 3 ملايين من السوريين الى سوريا، لكي يوحي للاوروبيين والغربيين ان العملية هي بداية تخليص الغرب من أزمة اللاجئين، ومثل هذا الكلام يحظى برضا غربي، لذلك كانت ردة الفعل الدولية اجمالا خجولة في معارضة هذه العملية”.

ويضيف نورالدين، ردا على سؤال، يبقى “هذا الكلام ضمن نطاق التمنيّات، ولا يعكس واقع وحقيقة التفكير التركي في انهم يريدون السيطرة على عفرين، ثم على منبج الواقعة غرب الفرات، والتي يوجد فيها قوات أميركية وأكراد، وهو بهذه السيطرة يتجاوز التفاهمات مع روسيا وإيران وسوريا من اجل تغيير البنيّة الديموغرافية في عفرين وشمال إدلب، ومنطقة درع الفرات ومنبج، وإسكان أكبرعدد ممكن من السوريين من غيرالأكراد، وربما من غير العرب، وهذا لايتم الا من خلال اعادة جزء من اللاجئين”.

وأكد الخبير في الشؤون التركية، ان “إردوغان يريد ان ينظّف كل تلك المناطق من كل المجموعات التي يراها عدوة لتركيا، قد يكونون سنّة او غير من غير السنّة، او أكراد، ويريد ان يضع مواطنين غيرمعادين لتركيا، وان يوّزع الجيش السوري الحرّ على الحدود، وهم تابعون له. فوزير العدل التركي قال انه يريد تسليم ادارة تلك المناطق الى ادارات محلية، وسيقيم مناطق حرة بادارة ذاتية حرة”.

في الجهة الأخرى، يؤكد الناشط الإسلامي، عمر المصري، أنه “لا شك ان موضوع مواجهة تركيا الحديثة هو من خلال اقامة حزام كردي حولها كتوطئة لإقامة الدولة الكردية الموعودة، والتي ستفتت المنطقة. لذا هناك هاجس عند الاتراك، وعملية “غصن الزيتون” هي من أجل فتفتة الحزام، ولمنع اقامة دولة كردية. والتصريح بنقل ثلاثة ملايين ونصف مليون سوري الى إدلب وحماه وحلب يطهر كأنه هناك اتفاق روسي- تركي لإدارة المنطقة في شمال سوريا. ولكننا نشّتم رغبة أميركية في توريط تركيا”.

اقرأ أيضاً: عفرين: على أنقاض سوريّة

ويختم الناشط الإسلامي عمر المصري بالقول ان “فتح معركة مع الأكراد هو عملية استنزاف لتركيا. وهي ليست نظرة من خلفية طائفيّة، بل ننظر إليها كدولة قوية، حيث شعرنا بحنين الى هذا الخطاب الذي يُنادي بتحرير القدس، والدفاع عن غزة، والدولة المسلمة القوية، حيث لا زلنا نذكر سفينة مرمرة، وهذه تدغدغ شعور المسلمين بالعودة الى المنطقة بقوة في مواجهة سياسة واشنطن”.

وبالنهاية ونتيجة لما سبق، السؤال يبقى هل تكون معركة عفرين مدخلا لفدرلة سوريا باتفاق اميركي – روسي وبأدوات تركية في الشمال، وإيرانية في الجنوب؟

السابق
مصدر مقرب من «حركة أمل»: كل الإحتمالات واردة من الإستقالات إلى تعطيل المجلس
التالي
صوايا بعد التهجّم على صورته ومنزله: أسامح لأني من أنصار «العيش المشترك»