تسامح عون لفض اشتباك «بري-باسيل» هل يحظى بنعيمه الناشطون؟

تسامح العهد مع الشتامين والمخربين وتشدده بعقوبة الناشطين المعارضين طرح تساؤلات عديدة؟

“بالتسامح جئناكم”، عنوان لما قاله رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون في أوّل تعليق له على الشتائم التي نشطت على مواقع السوشيل ميديا، وعلى المشاهد التي عمّت الطرقات اللبنانية يوم أمس والتي سببها ما قاله وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل بحق دولة الرئيس نبيه برّي.

فـ”بي الكل” قرر وبرحابة صدر أن يعفو عن كل الإساءات التي لحقت به وبعائلته مؤكداً أنّه يسامح الجميع من موقعه الدستوري والأبوي، ولافتاً إلى أنّ ما حصل على الأرض خطأ كبير بُني على خطأ.

كذلك دعا رئيس الجمهورية الجميع إلى التسامح وتجاوز الخلافات التي حصلت لأجل الوطن.

كلام الرئيس ميشال عون لا غبار عليه، إلا أنّ ما أثار التساؤلات، هو غياب التسامح الأبوي عن الناشطين والصحافيين، والمدونين، الذين لاحقهم مكتب جرائم المعلوماتية منذ بداية العهد على خلفية اراء مناهضة للرئيس وللوزير جبران باسيل.

غير أنّ دعوة رئيس الجمهورية إلى التسامح بعد الذي شهدناه يوم أمس هي مسألة لا نستطيع إلا تقييمها بطريقة إيجابية، وذلك بحسب ما أكّد الكاتب والصحافي وسام سعادة لـ”جنوبية”، مضيفاً “البلد يمر بأزمة حقيقية، ومشاهد الأمس ليست إلا وجهاً إضافياً من وجوه هذه الأزمة، يضاف إلى ذلك كل الاستفهامات التي يطرحها المواطنون حول الأداء سواء اقتصادياً أو فيما يخص الحريات، أو إذ ما كانت الأمور ذات طابع مؤسساتي أو لا”.

إقرأ أيضاً: العهد الجديد في «أبرز» إنجازاته.. «كمّ الأفواه»

يوضح سعادة أنّ المعايير في لبنان تتبدل، فهناك أزمة معايير، ولا يمكننا في نهاية المطاف أن نتخيل وطناً لا يقوم على المقاضاة، معتبراً أنّ التسامح اليوم إيجابي، ومتمنياً بالتالي لو أنّ هذه الإيجابية تتحول إلى معايير تعتمد في مختلف الأمور.

 

سعادة الذي أثنى على ما قاله الرئيس ميشال عون، مؤكداً على أهميته، أشار إلى أنّه في وقت يؤكد التيار الوطني الحر أنّه ما من اعتذار، وصّف رئيس الجمهورية ما حدث بأنّه نتيجة خطأين، وهذا التوصيف لا بد من التوقف عنده.

إقرا أيضاً: النشطاء يثأرون من باسيل.. وأنصار بري يتخطون الخطوط الحمر

يتابع سعادة حديثه، مطالباً بأنّ لا تقتصر هذه المعايير التي شهدناها على الطبقة السياسية، التي تتخاصم وتتصالح فيما بينها، وأن لا نشهد معاييراً مختلفة مع الشباب والصحافة وطلبة الجامعة، الذين تتم محاسباتهم إن قالوا كلمة لا تعجب الجهات المعنية، أو تمّ اعتبارها من قبل أهل السلطة بأنّها قد تجاوزت الحدود.

ليخلص سعادة بالقول “لا يمكن تجاهل إيجابية الموقف إذ لا يجب أن تذهب الطبقة السياسية إلى الاحتراب والاقتتال، لاسيما وأنّ هذا ليس من مصلحة اللبنانيين، ولكن في المقابل يجب تعميم هذا الموقف، فلا يكون فقط حكراً على أطراف الحكم ليتم تسوية الأمور بينهم بالتي هي أحسن، في حين عندما تتعلق الأمور بالذين هم خارج السلطة يتم التعاطي معهم بحرفية، والتفتيش عن القوانين التي تدينهم، أو حتى دون تفتيش كما حدث في قضية الإعلامي هشام حداد”.

السابق
فياض: جمهور «حركة أمل» غير قابل للضبط وبلحظة يقلب الطاولة على رأس الجميع
التالي
الابتزاز الطائفي…استثمارٌ دائمٌ في الجهل