في حوار مطوّل مع «جنوبية » مصباح الأحدب: لا أخجل إن كنت اغني، بل أخجل إن كان في رقبتي دماء!

المعركة الانتخابية "حامية"، شمالاً، ففي طرابلس يأتي الحسم لجهة الثقل السني، وفي سياق سياسة الأخذ والرد بين الرئيس سعد الحريري، واللواء أشرف ريفي، ومحاولة كل منهما جذب الشارع السنّي، إلا أنّ قوى سياسية مستقلة، وشخصيات في المجتمع المدني، تعمل على الوصول إلى لائحة موحدة تواجه التحالفات السياسية، وتنافس المعركة "على السلطة"، لأجل الإنماء.

الأحدب وفي لقاء له مع “جنوبية” يؤكد استعداده لخوض هذه المعركة، مشيراً إلى أنّ “التحالف الانتخابي سيكون مع كل القوى التي أثبتت أنّها لم تساوم وما زالت قادرة وتملك مصداقية لمواجهة منظومة أصبح من الواضح أنّها تريد أن تنهب البلد بطريقة وقحة، وثمة قوى كثيرة تؤيده في هذا التوجه”.

يلفت الأحدب إلى أنّه من المبكر طرح الأسماء التي سيتحالف معها، مؤكداً أنّ المفاوضات جارية مع القوى الفاعلة والحقيقية، وأنّه “على علاقة وثيقة مع الرموز التي تجسد المجتمع المدني فعلياً والذين بقوا على الحياد خلال فترات طويلة وحافظوا على مصداقيتهم في الشارع وأمام المواطنين”.

اقرأ أيضاً: دائرة طرابلس – المنية – الضنية: من سيكون المارد السنّي الحريري أم ريفي؟

مشيراً إلى وجود تعتيم على هؤلاء مع أنّهم يشكلون طاقات فعلية ونراهن عليهم كحليف اساسي ضمن التركيبة التي نسعى للوصول إليها مع القوى السياسية الفاعلة”.

الأحدب ينتقد لوائح المجتمع المدني المقربه من المناخ السياسي سواء للحريري أو الميقاتي أو الريفي، معلقا ً “علينا نسأل السياسيين عن لوائح هؤلاء”، أما نحن فسنكون حتماً مع المجتمع المدني الذي لا يتواصل مع أي من الأطراف السياسية”.

الأحدب يصف المعركة في طرابلس بالـ”سياسية”، موضحاً أنّ الخلافات بين السياسيين هي على تضييع بوصلة الحلول، في المقابل يشدد أن من سيدخل من خارج التركيبة الحالية إلى المجلس وسيتحدث بلسان الشعب مقدماً الأفعال لا الأقوال”.

مضيفاً : “مطالبنا واضحة، يجب أن تصل كل القوى المعارضة الفعلية التي دفعت الأثمان إلى صيغة مشتركة توحد كل ما كانت تناضل لأجله، ولا بد لهذه القوى أن تضع حداً للمنظومة التي تريد أن تنهب البلد بكل وقاحة. إذ من المهم أن يتلاقى الأطراف الذين حافظوا على مصداقيتهم وجديتهم ودفعوا ثمن وقوفهم في وجه التحالف المالي – السلطوي، الذي ينهش البلد ويهدر مقدراته”.

وعن علاقته مع الرئيس سعد الحريري يؤكد الأحدب بحزم :” “لا علاقة، لقد انتهت منذ مدة ولم يعد هناك من تواصل”.

متابعاً “في العام 2005 طلب مني التضحية ولم يجدوا لي مكانا على لائحة 14 اذار تحت ذريعة تسوية إقليمية ستأتي باستقرار وإنماء، نحن قبلنا، ولكن من الطبيعي أننا حين نجدهم قد تصرفوا بطريقة خاطئة أن ننتقد الخطأ وهذا أساء الى العلاقة بيننا في مرحلة محددة، وقد وجدت أنّ الخطابات والشعارات تجري في اتجاه، والأعمال والوقائع تجري في اتجاه آخر”.
يضيف الأحدب “هم يقولون أنّهم يحبون مصباح الأحدب، في حين ان جهدهم انصبّ لوضعي خارج طرابلس وهذا ما لم تقم به المخابرات السورية، وكأنّه كان المطلوب منا أن نغادر طرابلس، وليس المقصود هنا مصباح الأحدب فقط، بل انهم يريدون لكل أهل طرابلس مغادرة المدينة لتحويلها لمنطقة يستعملونها وفق ما تقتضي مصالحهم. وهذا دفعنا لأن نكون في مواقع مختلفة تماماً، ليتبين لاحقاً أننا كنّا على حق، فمنذ 7 سنوات وحتى اللحظة لم يعد هناك توافق والتنازلات التي قدموها لم تفاجئنا بل توقعناها ولطالما حذرناهم من الاقدام عليها’.

في المقابل يصف رئيس لقاء الاعتدال المدني العلاقة مع الرئيس نجيب ميقاتي بأنّها ودية وليست سياسية، نافياً كذلك أن يكون هناك أيّ علاقة مع اللواء أشرف ريفي، مشيراً “جربنا أن ننسق مع الوزير السابق أشرف ريفي في الانتخابات البلدية على أساس الطرح الإنمائي غير أنّهم واجهونا وحولوا المعركة الانمائية الى سياسية، نحن اليوم لدينا برنامجاً واضحاً، ونسأل في المقابل القوى المحلية عن برنامجها”.

متابعاً “لقد شاركنا في الانتخابات البلدية لنؤكد أنّ المطالب التي نطرحها يمكن إقرارها محلياً إذا كان هنالك أي تعسف على مستوى مركزي، هنال فريق من الشباب عاطل عن العمل، مضروبة ملفاته الأمنية، والمطلوب تنظيف السجلات العدلية، ونطالب كذلك بالإعفاء الضريبي وهذا أقل ما يمكن فعله كتمييز إيجابي لمدينة عانت أكثر من 20 جولة عنف ولم يفكر أي فريق بالتعويض لها. كذلك طرحنا وما نزال نطرح تقديم تغطية عبر مؤسسات رسمية لتأمين صحي للشباب المحتاج في طرابلس إسوة بما يجري بمناطق لبنانية أخرى”.

الأحدب يؤكد أنّه لن يتحالف مع القوى السياسية الموجودة ، قائلاً: “نحن لدينا برنامج واضح، وحينما تحدثنا عن ألفي وظيفة لم يناقشونا في هذا الموضوع، وما من فريق حالياً لديه خطه للانتقال من الوضع الراهن إلى وضع أفضل، فهل من الطبيعي أن تكون نسبة الفقر في طرابلس 80%، ونسبة الحرمان 57%، ونسبة التسرب المدرسي 43%، و15000 وثيقة اتصال، هذا ظلم سيما وان ساسة المدينة لا يملكون اي تصور للنهوض بالمدينة، فعلى أي أساس سنتحالف.”

مضيفاً عند سؤاله إن كان يستطيع المواجهة خارج هذه المنظومة، “سابقاً كنا نواجه المخابرات السورية بالقانون الأكثري ونكسب لأن القضية واضحة، الخسارة بدأت مع قوى 14 اذار التي اعتبرتنا حليفاً لها، فأصبحت تعمد إلى تخسيرنا من الداخل والمزايدة علينا في الشعارات. اليوم بحفاظنا على ثوابتنا تحررنا وبتنا في خندق مختلف تماماً، لانهم انتقلوا الى خندق من كانوا يظهرون أنّهم يحاربونهم، فيما منحوهم لاحقاً مواقعنا النيابية، ومنعونا من الدخول إلى الوزارة لأجلهم، وأعطوهم الحقائب بأسمائنا”.

هذا ويشير الأحدب إلى أنّ “القضية اليوم واضحة والقانون النسبي مناسب، وهناك قوى فعلية قادرة أن تواجه، وهناك كذلك استياء شعبي عارم من انقلابهم على شعاراتهم، لذا نحن متفائلون”.

يرى الأحدب عند سؤاله عن التجربة البلدية أنّ ” المعركة الانتخابية البلدية انقلبت من طرح إنمائي إلى مواجهة سياسية، وقد تبين ذلك جليا عندما اعتبروا أنّهم كسبوا الحرب السياسية وحصل التغيير، فلم يكن هدف المعركة البحث عن خطة إنمائية لطرابلس وإنّما معاقبة التحالف الهجين للرئيس الحريري الذي خان القضية وتحالف مع ممثل النظام السوري الرئيس نجيب ميقاتي.
وعندما ربحوا ذهبوا وجلسوا مع الرئيس نجيب ميقاتي تحت ذريعة الإنماء واكن للاسف الوضع الانمائي في طرابلس في تدهور مستمر “.

متابعاً “البلدية كانت مفيدة لي لأنّي رأيت الثغرات الموجودة، فهم عملوا على فريق حولوه إلى مجموعات ومصالح، وهمشوا فريقاً آخراً، نحن لدينا استراتيجية مختلفة تماماً ولا ننافسهم، هم عليهم ضغط مالي وأمني ولا يستطيعون التحرك إلا وفق رغبات الجهات التي تحركهم، بالعادة نحن لا نراهن عليهم، نحن نراهن على السواد الأعظم البعيد عن مجالسهم وغير المحمس”.

يؤكد الأحدب أن “لا مشروع لدى اللواء ريفي حتى اللحظة”، موضحاً لقد طرحت تأمين 2000 وظيفة عبر البلدية لألفي شاب ولكن لا رغبة لديهم بانقاذ شبابنا ،متسائلاً في السياق نفسه عن موازنة البلدية وعن تخصيص مبلغ 3 مليارات للأعياد والتمثيل ولماذا لا يتم في المقابل بمثل هذا المبلغ ضمان الاف الشاب في طرابلس ممن يحتاجون إلى بطاقات صحية”.

بالعودة إلى الفترة التي كان فيها عضواً في المجلس النيابي وإنجازاته، يؤكد النائب السابق مصباح الأحدب “أنّه قام بما يقوم به النائب وهو تمثيل الناس”، مضيفاً “أنا الوحيد الذي وقعت على خروج المخابرات السورية من لبنان باسم طرابلس وقد اتهمت في حينها أنّي مرتد حيث سوقوا شائعات عن ان السنة في لبنان لا يقبلون خروج المخابرات، فيما وصفني المتواجدون في السلطة حالياً والذين يعتبرون أنفسهم أبطالاً بأني متهور”.

متابعاً “هناك العديد من الأمور التي قمنا بها أثناء مشاركتنا في السلطة التشريعية، منها صندوق المهجرين الذي قمنا بتحريكه، لجان المال والموازنة جميعها موثقة وهناك العديد من الخدمات أذكر منها الجسر الذي يبدأ من باب التبانة صعوداً، والذي تمّ افتتاحه من قبل نجيب ميقاتي وسمير الجسر ولم تتم دعوتي”.

ليعلق “من كان يحرمنا من السلطة هم المخابرات السورية وعندما غادرت المخابرات كان يجب أن نشارك بالحكومات، إلا أننا قد منعنا ولم نكن ولا مرة في السلطة التنفيذية”.

لا ينفي النائب السابق مصباح الأحدب زيارته إلى دمشق في العام 2009، مؤكداً “زرت دمشق بالفعل ولكن ليس بالتنسيق مع أحد، وقد قمت بختم جواز سفري على الحدود، وهذا حصل في مرحلة كان ينسق فيها الشهيد وسام الحسن مع رستم غزالة، بعدما نام الرئيس الحريري في قصر بشار الاسد”.

مضيفاً “في تلك المرحلة قد علقت لي يافطات في طرابلس اتهمت فيها أنّي خائن لأهل السنة”.

ولفت الأحدب إلى أنّ “الذين يقولون اليوم أنّهم ضد المخابرات السورية نحن نعرف تماماً ماكانت مواقعهم وكيف تم ترويضهم ولدينا ملفات للجميع”.

يعتبر النائب السابق مصباح الأحدب أن “قانون العفو العام مسخرة كبرى”، كاشفاً أنّ هناك حصانة سياسية لكل الذين حرضوا شبابنا على الجيش اللبناني وقد أثبتت التحقيقات ذلك، والموقوفون اعلنوا اسماء من منحهم السلاح لقتال الجيش بعد ان وصفه بالكافر فلماذا لم يحقق مع هؤلاء ببساطة لان السلطة السياسية تغطيهم.

يلفت الأحدب إلى أننا “نريد أن نحصن الجيش اللبناني، وأن نضع حداً لمن حرض عليه، إلا أنّه لم يتم توقيف هؤلاء حتى اللحظة لكونهم يعتبرون أنّ عملية التوقيف هي استفزاز لمكون أساسي أي السنة، فيما الاستفزاز الحقيقي هو للسياسيين”.

مشيراً إلى أنّه مع معالجة جذرية للموضوع، “فقانون العفو سيستفيد منه الجميع ما عدا المتهمين بالإرهاب من غير تفسير واضح لهذا المصطلح الفضفاض، فالشباب المتهمين بهذه التهمة هم الذين سيبقون في السجون فيما المحرضين طلقاء، هذا القانون غير عادل وليس هناك أي معالجة فعلية للمشاكل الموجودة”.

هذا ويتوقف الأحدب عند التحرك الذي قام به في العام 2008 في هذا الاتجاه بعد اعتقال ألف شاب من طرابلس اثر قضية فتح الإسلام وشاكر العبسي، كاشفاً أنّ السلطة قد عملت على عرقتلهم لإرضاء الأطراف الأخرى، فيما هم لم يقبلوا الدخول في الكلام السخيف والمتطرف وإنّما عملوا على المخالفات القانونية وقد أثر الأمر إيجاباً.

يشدد الأحدب أنّه لا تمويل له من الخارج، فمن يمول مصباح الأحدب هو مصباح الأحدب، مضيفاً “دخلت المجلس النيابي في العام 1996 قبل أن أتعرف على الرئيس الشهيد رفيق الحريري وفي حينها كان الجميع يقول عن دولة الرئيس نجيب ميقاتي أنّه مفلس والحريري أتى به”.

ليردف ” جميعنا أولاد بلد ونعرف بعضنا لست لدى الميقاتي ولا الحريري ولا أي طرف من القوى الإقليمية، بل لدي إمكانياتي الخاصة، إضافة إلى كوني لا أدفع الأموال وإنّما أعطي بطاقات تأمين صحي لمجموعات محددة تعمل معنا”.

خطة الأحدب لطرابلس هي نفسها الخطة التي طرحت أثناء ترشحه للانتخابات البلدية، وفي صدارتها تسوية أوضاع الـ2000 شاب الذين تمّ توريطهم ومعالجة واقع منطقتنا التي تحولت الى منطقة عسكرية أضرّت بالتجار، مشدداً أنّ هؤلاء الشباب “ليسوا زعران”.

اقرأ أيضاً: عون سيتسبّب بفراق انتخابي بين «أمل» و«المستقبل»

كذلك يطالب الأحدب بالإعفاء الضريبي لمدينته، وبتحرير رئيس مجلس إدارة معرض رشيد كرامي من وصاية وزيرين، وبالطلب من الوكالات البحرية فتح فروع لها بطرابلس.

معلقاً “هذه من النقاط المطروحة ضمن برنامجنا، والتي سنعمل عليها، في المقابل سنقول للجميع ليس صحيحاً أنّ طرابلس نصفها يريد أن يقاتل لأجل الأسد والنصف الأخر لأجل الملك سلمان، نحن لا نريد أن نقاتل، بل نريد النهوض ونرفض التحريض على الجيش اللبناني أما الذين حرضوا على الجيش سابقاً، ها هم اليوم في السلطة”.

يكشف الأحدب كذلك لموقعنا عن الحصار الإعلامي الذي تعرض له، كاشفاً أنّه أخذ تغطية إعلامية من الـmtv مقابل مشاركته في “ديو المشاهير”، ليخلص بالتأكيد “أنا لا أخجل إن كنت أغني، أنا أخجل إن كان هناك في رقبتي دماء، والرأي العام في لبنان متقدم أكثر من العديد من السياسيين الذين انتقدوا وقد تقبل الموضوع بكل سلاسة فالسياسي في نهاية الأمر هو إنسان طبيعي ولديه هواياته، إضافة إلى أنّه حينما كانت طرابلس مدينة العلم والعلماء كان فيها مسرحاً وفناً، هذا هو تاريخنا”.

السابق
الوزير علي حسن خليل ينتقد الـotv!
التالي
معركة صيدا – جزين: تناتش المقاعد بين عون وبري.. وجاد صوايا يتقدم كاثوليكياً!