وليد عربيد.. الصوت الدرزيّ في بيروت ضد التوريث السياسيّ

هل يفيد الاعتدال في تمثيل اهالي وابناء بيروت بعد ان تغيّر هواها بُعيد العام 2005 وهل يصل وليد عربيد "الدرزي" الى مجلس النواب لعام 2018 متكلا على اصوات الشيعة والسنة في بلد النظام الطائفي؟

يرفع شعار الاعتدال، وهو منسق حركة 11 آذار التي ولدت عام 2007 في بيروت التي أسسها مرعي أبو مرعي وآخرون، بعد ارتفاع حدة الخلاف بين فريقي 8 و14 آذار وانقسام البلد. يمثّل المواطن اللبناني الفقير الذي يسعى للتغيير عبر اختيار وجوه جديدة بعيدة عن التعصب. هو ابن منطقة وطى المصيطبة الشعبية التي خرج من احيائها قيادات حزبية وطنية كبيرة.

إقرأ ايضا: بعد اعتقال عنان: الديكتاتوريّة تلّف مصر

مرّ على الحزب التقدمي الاشتراكي، فكان مسؤول منظمة الشباب التقدمي في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية خلال فترة الشهيد أنور الفطايري، سافر الى فرنسا ليكمل تعليمه الجامعي وعاد بشهادات وأوسمة، كما هي حال جميع ابناء الطبقة الفقيرة.

هو ابن الشويفات وابن عشيرة انتقلت من الشويفات الى بيروت، انه وليد رامز عربيد، العروبي الوطني في زمن باتت صفة العروبة من الافكار المنقرضة في زمن تهافت العرب على الغرب والانصياع لاوامرهم.

هو الدكتور والخبير في العلاقات الدولية وليد عربيد الذي ارتبط بسيدة شيعية في زمن اللاطائفية، خاصة ان عشيرته تمتد على جميع الطوائف، يؤكد لـ”جنوبية” ان “العمل السياسي يحتاج الى نفس طويل في نظام طوائفي ومقاطعجي”.

وهو رغم اعتبار نفسه مواطنا لبنانيا لا يميّز بين أحد من المواطنين، الا ان اي نائب مضطر للترشح بناء على ما ورد على بطاقة هويته حين الولادة. يؤمن بالمواطنية والمساواة، أكاديمي، يسعى الى اعادة الروح الى الجامعة اللبنانية.

يتكل عربيد على الصوت التفضيلي في دائرة بيروت الثانية التي تضم كل من مناطق “رأس بيروت، والباشورة، والمرفأ، وميناء الحصن، ودار المريسة، والمزرعة، والمصيطبة، وزقاق البلاط”.

مع الاشارة الى ان عربيد يحتاج للفوز الى اصوات السنّة والشيعة كون الصوت الدرزي رسميّا 5000، اما الناخبون فيبلغ عددهم 1800 صوت فقط، مقابل 15 ألف صوت من جمعية المشاريع أي الأحباش و45 ألف صوت شيعي. حيث ان حزب الله سيرشح النائب السابق أمين شري، اما حركة أمل فسترشح محمد خواجة.

ويلفت عربيد، بالقول “صحيح ان الدروز في بيروت أقليّة، الا انهم صوت العروبة، وبيروت جمعت الكل، وهي رمز مواجهة الصليبيين، خاصة ان لعائلة عربيد امتداداتها من الجنوب الى الجبل فبيروت. ويتكل عربيد اليوم على الصوت التفضيلي لمواجهة الاقطاع.

يقدّم الدكتورعربيد نفسه كمثقف سياسي يريد التغيير في بلده في ظل نظام انتخابي جديد، ويستطيع ذلك عبر الصوت التفضيلي، ليخرج الدروز عن الارتهان للاقطاع الدرزي أي الاحزاب التاريخية. لذلك ان أي تغيير في التمثيل لدى الاقليات كالبروتستانت والارثوذكس يرتكز على اصوات السنّة والشيعة.

إقرأ ايضا: بين الهلال الإيراني والهلال الشيعي…أين أصبحت حدود إيران؟

ويحبّذ عربيد تعدد اللوائح مما يسمح بمرور نواب من خارج اللوائح المدعومة سياسيا. ويرى ان تيار الاعتدال في بيروت الذي يمثله فؤاد مخزومي وتحالفه، وهو بتحالفه مع الثنائية الشيعية والاحباش قد يأتي بنواب تغييرين عبر مرشح الاقليّات. ويرفع شعار الاعتدال.

وينشط عربيد ضمن لائحة “مدينتنا” ضمن أولويات تركز على التخفيف من نسب الفقر والبطالة والعمل على ايجاد حل لمسألة النفايات. واللافت ان عربيد كان اول من تحدث عن التنمية المستدامة في بيروت.

من جهة أخرى، يؤكد الخبير في الشأن الانتخابي، محمد شمس الدين، ردا على سؤال لـ”جنوبية” انه “من المستبعد فوز أي مرشح آخر غير الذي يدعمه وليد جنبلاط في بيروت. حتى لو تحالف مع أي كان، فالشيعة في بيروت يفترض ان ينتخبوا من ضمن التفاهمات التي تمت بين حزب الله وحركة أمل من جهة، وتيارالمستقبل من جهة أخرى. وبالتالي هناك قرار تم بالتفاهم مع وليد جنبلاط على انتخاب من يزكيه وليد جنبلاط، وهو الذي سيطرح اسم الدكتور فيصل الصايغ عن المقعد الدرزي في بيروت”.

فهل ثمة مشهد جديد سيخرج الى النور في بيروت على خلاف ما يتفق عليه السياسيون الكبار؟

السابق
باسيل: التفاهم مع حزب الله ما زال حاجة واستراتيجية لحماية البلد
التالي
اعدامات ميدانية علنية بحق عناصر داعش في ليبيا