ما هي اصلاحات «حزب الله» بعد عودته الى المجلس النيابي؟

ستنتخب جماهير حزب الله (اا) نائبا جديدا للبرلمان الجديد المنتظر في السادس من آيار 2018. لكن ماذا تنتظر هذه الجماهير من هؤلاء النواب؟ وهم الذين يعانون من الاهمال والبؤس والفقر والمخدرات والحصار العربي والدولي عليهم؟.

في حادثة حي السلم الاخيرة التي وقعت نهاية تشرين الأول من العام الفائت، استشاطت الناس غضبا وطفح الكيل، فخرج على لسانهم ما لم يستطيعوا قوله بطريقة هادئة. وكان ما كان. هذه الحادثة دلت على ان الخطاب السياسي دفع الناس الى السكوت عن التقصير الانمائي باستبداله بالانتماء السياسي. ولكن صبر الناس نفذ، فهل سيستمرون في صمتهم ام سيغيّرون عبر الاقتراع القادم؟.

إقرأ ايضا: المرشحون البقاعيون يصوّبون على الإنماء والعفو العام

برأي المراقب السياسي المقرّب من حزب الله، غسان جواد، ان “مشاركة حزب الله في الانتخابات القادمة سيعلن عنها في مؤتمر صحفي يوم غد الجمعة، وسيعلنون عن برنامجهم الانتخابي، لكن من دون شك ان حزب الله والمقاومة امام تحد كبير ودائم امام الوضع المعيشي والاقتصادي. وفعلا هناك نواب في كتلة حزب الله ينشطون في مناطقهم كالنائب حسن فضل الله والنائب علي فيّاض”.

ويضيف جواد “صحيح هناك واقع يفرض نفسه، فهم ليسوا بدولة، لكن دون أدنى شك ان المناطق التي يمثلها حزب الله تحتاج الى عناية خاصة لا سيما في البقاع والضاحية. وهذا كله لا ينفي ان الانتخابات تجري على اساس سياسي، وهي اول انتخابات، واول معركة انتخابية بعد  عملية الدفاع المقدس، واول انتخابات بعد معركة سورية”.

بالمقابل، يرى المحلل السياسي، علي الأمين، أن “سلوك حزب الله في الفترة الماضية يدل على ان اولوياته هي حماية وضعية سلاحه، ومقابل هذه الاولوية هو مستعد لان يبيع جميع القضايا التنموية، مع عدم الدخول في أية قضية داخلية قد تنعكس على وضع سلاحه. وبالتالي لا يُتوقع اي دخول له في الملف الانمائي”.

ويلفت، الاعلامي علي الامين، الى ان الحزب “يقوم بما كانت تقوم به الوصاية السورية قبل العام 2005، ويلعب الدور نفسه، فهو لا يقوم بأي اصلاح جدي للحفاظ على المعادلة التي شكّلت له حماية لوضعية سلاحه استراتيجيا. ومن الغباء المراهنة على أي اصلاح في ادارته لشؤون البلد”.

ويضيف، عضو لقاء الدولة والمواطنة، أنه “طالما انه يرفع  شعار الخطرين الصهيوني والاميركي، امام جمهوره، وانه امام خطر كبير داهم يوميا، وانه امام مواجهة اميركا، يبقى العامل الانمائي في درجة ثانية. وهذا يعني ان أي تعاطي انمائي واصلاحي لن يظهر في الخطة التي يمكن ان تنتج عن المعادلة السياسية مع كل من الرئيس سعد الحريري والرئيس ميشال عون والرئيس بري. وان اكبر موضوع فساد كملف الكهرباء والنفايات، اظهر ان لا رغبة جدية لدى الحزب بالاصلاح. ففي عام 2009  كان الشعارالهجمة الاميركية والصهيونية، واليوم سيكون الخطاب نفسه، اضافة الى شعار الهجمة التكفيرية، وهي خطابات جاهزة غايتها القول للناخب نحن ندافع عن وجودكم فمن المعيب ان تحاسبوننا على الفساد وسوء التنمية.

ويؤكد الأمين، ان “أي حزب يريد الأصلاح فان ذلك يظهر في خطابه وفي اولوياته السياسية، وطالما ان سلاحه هو الأساس فلن يكون هناك مجال للبحث في التنمية والانماء”.

ويختم علي الأمين، بالقول “من جهة ثانية ينخرط حزب الله أكثر فأكثر في الدولة من جهة الفساد، عبر التكيف مع منظومة الفساد، وهو لم يعد يصمت عن ملفات الفساد فقط، بل ينخرط بها اليوم، ذلك ان الصفقات كصفقة النفايات ومكب الكوستابرافا على سبيل المثال لا الحصر، مر ليس فقط لان النائب طلال ارسلان قد استفاد منه لوحده، بل لانهم نالوا حصة ايضا. فهم ليسوا منزهين عن الفساد، بل انهم منخرطون فيه بدرجة كبيرة عكس ما يحرصون على اظهاره انهم الحمل الوديع على موائد المحاصصة والفساد”.

إقرأ ايضا: «نداء الدولة والمواطنة»: نداء وطن أم نداء طائفة؟

إذا اعاد اللبنانيون الشيعة انتخاب من انتخبوا عام 2009، فكيف سيخرجون من أزماتهم الصحية والاقتصادية، فيما يتعلق بملفات النفايات والضمان الإجتماعي والطرقات والكهرباء والبطالة وغيرها؟. وهل ستشكل الملفات الاقليمية خبزهم اليومي الكافي لسد الرمق؟.

السابق
خريطة القوى والناخبين في اكبر دائرة انتخابية: خرق «الثنائية» شرطه تجمع المعترضين
التالي
الصحافة الاسرائيلية تربط اغتيال مدع عام أرجنتيني بحزب الله وبرئيسة البلاد