حملة مستقلين للترشّح جنوبا.. فما هي احتمالات خرق الثنائية الشيعية؟

في دائرة النبطية - بنت جبيل - مرجعيون – حاصبيا جماعة مستقلة ومعارضة رفضت الأمر الواقع وقررت خوض المعركة الإنتخابية لمواجهة لوائح السلطة.

فيما نسجت احزاب السلطة خيوط تحالفاتها جنوبا وبإنتظار الإعلان عن لوائحها وأسماء المرشحين، ينشط في الدوائر الجنوبية حراكا مدنيا ديمقراطيا مستقلا حيث تشهد مختلف المناطق لقاءات وإجتماعات وإتصالات مكثفة تبشر بخلق مشهد ديمقراطي متنوّع علّها تحدث خرقا بالمشهد الروتيني وتحدث تغيير ما في الواقع المرفوض.

وكان بارزا مؤخرا ظهور مؤشرات لأجواء تبشّر بثورة على الواقع الإنتخابي في دائرة الجنوب الثالثة أي دائرة النبطية – بنت جبيل – مرجعيون – حاصبيا مع الإعلان عن حراك جدّي من قبل مجموعة من المستقلين والمعارضين لخوض المعركة الإنتخابية في وجه قوى الأمر الواقع.

اقرأ أيضاً: خريطة القوى والناخبين في اكبر دائرة انتخابية: خرق «الثنائية» شرطه تجمع المعترضين

وعلى أهمية هذه الدائرة التي تعدّ من أكبر الدوائر من حيث عدد الناخبين الذي يقدر بـ 451 ألف، كان لـ “جنوبية” حديث مع فارس حلبي أحد المنظمين للحملة المعارضة الذي أوضح أن “إجتماعات بدأت منذ أواخر حزيران الفائت بعدما عُلِم أن هناك إمكانية أن تشهد هذه الدائرة معركة للمستقلين والمعارضين للسلطة، وعلى هذا الأساس توسّع الحراك إلى أن جاءت أزمة إستقالة الحريري إذ خفّت الحماسة بسبب ما رافق هذه الازمة من تخوف على مصير الإنتخابات ومن ثم مع عودة الحياة السياسية إلى طبيعتها تابع منظمي الحملة إجتماعاتهم بالتنسيق أيضًا بين مجموعات أخرى مستقلة مشابهة في دوائر أخرى منها صور – الزهراني “.

وأشار إلى انه “سوف يتم إطلاق في الأسبوع الأوّل من الشهر المقبل إطلاق للحملة الإنتخابية، مشيرا إلى أنه حتى الآن لم يتم تبني أسماء مرشحين على أن هناك ملفات لمجموعة مرشحين سيتمّ دراساتها ليتم على اساسها الإختيار”.

وأكّد الحلبي أن “الحملة منظمة وجدية تضّم جهاز إعلامي وجهاز تنسيقي ومالي ،وهي عبارة عن خليط من الحراك المدني والمستقلين والمعارضين في الجنوب كما أنها تضمّ فئات عمرية مختلفة”. وتابع ” هو خليط جديد لم يشهده الجنوب من قبل يهدف إلى إنشاء حركة إنتخابية مواجهة للائحة السلطة سيّما أن الحديث في الأوساط كان أنه لن يكون هناك معركة في هذه الدائرة إذ ستشهد صعوبة لتشكيل لائحة معارضة”. مشيرا “إلى أن هذه الفكرة جاءت من المحدلة الإنتخابية لكون أصوات الأكثرية كانت تسحق أصوات الأقلية ولم يكن لها تمثيل والسعي اليوم أن تكون الحملة عصرية جديدة شابة تهدف إلى إحداث خرق ما أو إيجاد حالة أو معركة خصوصا أن هناك أصوات تنادي بضرورة تغيير هذه السلطة ليس فقط على صعيد الجنوب”.

وعن البرنامج الإنتخابي للحملة قال الحلبي انه “تشاركي يتمّ وضعه رويدا رويدا يرتبط أولا على صعيد الوطني كصيغة للمعارضين جميعا والشق الثاني يتعلّق بالدائرة”.

وعن كيفية مواجهة لوائح السلطة لفت إلى إن الحملات المضادة من قبل أحزاب السلطة متوقعة في جميع المناطق اللبنانية، إلا أن في الجنوب تحديدا المعارك والإتهامات تكون شديدة وحادة أكثر نظرا لخصوصية هذه المنطقة”.

وفي الختام شدّد “في حال أصبح هناك تنافس بين لائحة السلطة ولائحة المستقلين والمعارضين فهناك فرصة أمام اللائحة الثانية لتحقيق خرق كبير وهذا لا يعتبر إنتصار للجنوب فقط بل لكل لبنان بعدما كان الأمل مفقودا بأن يتم تتمثيل هذه الفئات”. مشيرا “ندعو جميع المعارضين والمستقلين في دائرة الجنوب الثالثة للتوحّد بحملة واحدة لخوض المعركة الإنتخابية ليكون صوتنا واحد ويكون هناك معركة حقيقية تستطيع تلبية إحتياجات ومتطلبات المواطنين وتستطيع في الوقت نفسه إحداث خرق إنتخابي”.

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية حديث مع الباحث في “الدولية للمعلومات” والخبير الإنتخابي محمد شمس الدين. أشار إلى أن “عام 2009 تحالفت قوى المعارضة متمثلة من شيعة وسنة ومسيحيين في دائرة مرجعيون – حاصبيا تمكن من تحصيل 13 ألف صوت، وبالتالي اليوم مع ضمّ بنت جبيل والنبطية الى هذه الدائرة تقلّص حجم القوى المعارضة في الجنوب الشيعي، إلّا ان هذا لا يمنع من أن ظروف المعركة متوفرة وهناك إمكانية للخرق في مقعد واحد في حال تكتلّت القوى المعارضة من (شيعة وسنة ومسيحيين) بوجه الثنائي الشيعي”. مشيرا إلى أنه “من الصعب تحديد الهوية الطائفية لهذا المقعد الذي يتحدد بحسب توجّه الكتلة الشيعية بأصواتها التفضيلية “.

اقرأ أيضاً: ما هي اصلاحات «حزب الله» بعد عودته الى المجلس النيابي؟

وأكّد شمس الدين على أن “المعركة ستكون صعبة ويترتب على القوى المعارضة تبذل جهود كبيرة لتحصيل هذا الحاصل الإنتخاب”.

هذا و يبقى الرهان على قدرة ” اليسار” أو القوى المعارضة والمستقلة مواجهة «لوائح السلطة»، لإحداث خرق بسيط في مقعد واحد، وذلك نظرا للواقع الطائفي في هذه الدائرة مع قدرة الثنائية الشيعية على تأثيرها الشعبي في القرى والبلدات ذات الأغلبية الشيعية.

السابق
السفارة الاميركية تدعم مشروع «تمكين رواد الاعمال اللبنانيين»
التالي
وزير التربية: إقفال المدارس الواقعة فوق ارتفاع الـ500 متر