بعد اعتقال عنان: الديكتاتوريّة تلّف مصر

عبد الفتاح السيسي
الوضع في مصر يعود7 سنوات الى الوراء، وكأن ثورة (25 يناير) لم تحصل، فكيف يرى كل من رئيس حركة الشعب ابراهيم الحلبي والخبير في العلاقات الدولية الدكتور وليد عربيد أجواء قصر الاتحادية.

بعد إزاحة  كل من الفريق أحمد شفيق، والفريق سامي عنان من سباق الرئاسة لصالح الرئيس عبد الفتاح السيسي، حذّر منشور سريّ أرسل إلى وسائل الاعلام المصرية من التعاطي مع أية بيانات عسكرية من أية جيوش ميدانية، أو مناطق عسكرية. ما يعنيّ خوف الرئيس السيسي من ردة فعل تخرج عن السيطرة بعد إزاحة سامي عنان من المنافسة كونه شخصي قوية داخل الجيش المصري.

إقرا ايضا: السيسي يثير جدلا بدعوته الشعب الفلسطيني للتعايش مع الشعب الاسرائيلي

وردا على سؤال اذا ما كان يمكن، وبعد سبع سنوات، على ثورة (25يناير) في مصر عودة الديكتاتورية من جديد؟ يؤكد رئيس حركة الشعب، ابراهيم الحلبي، في اتصال مع “جنوبية” أنه “عمليّا، وللاسف نحن توسمنا خيرا بثورة (25 يناير) التي صوّبت المسار في مصر. وطبعا هناك ناس تفاءلت جدا، ولكن ليس لدرجة ان يصل السيسي الى الرئاسة. فكل الاداء والسياسات التي رافقت حكم السيسي والتي طمح الى تغييرها الشباب وضحوا لأجلها ذهبت سدى”.

و”هناك الكارثة الاجتماعية والاقتصادية، ونوع من كمّ أفواه اعلامي، وهناك مشاكل أخرى كضعف دور مصر في البلدان المحيطة بها. خاصة فيما يتعلق بقرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب، حيث ان مصر وقفت كالمتفرج والمتورط”.

ويتابع “كل هذه المشاكل جعلت وهج الثورة يخف ولم تعد هناك تطلعات في حال استمر السيسي بالاداء نفسه والسياسات نفسها. مما يستدعي التغيير والتعاطي مع مرشحين آخرين. ولسنا هنا نترّحم على حسني مبارك. فالثورة أتت للتغيير، وليس لأن تتقوقع مصر، بل ان تعود لأن تكون صاحبة قرار، وان تكون الدولة الأساسية، وألا تتنحى عن القضية الفلسطينية”.

من جهة ثانية، يرى، الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور وليد عربيد، ان ما “تشهده مصر اليوم قبل الدخول الى الانتخابات الرئاسية الجديدة، هو نوع من طرح اشكالية ومشكلة متعددة هي ان مصر عادت الى عهود العسكريتاريا المعفنة استمرت لثلاثة عقود، التي كان يقودها حسني مبارك مع الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، وإن شهدت نوعا من التغيير، وهذا ما يُطرح اليوم، خاصة ان الرئيس السيسي كان قد ذهب الى واشنطن في دورة أركان عُليا، لذا تم انتقاؤه ليكون خلفا لمبارك. فاليوم وبعد منع عدد من المرشحين العسكريين، ومنع سامي عنان من الترشح، ويطرح السؤال من جديد: هل عدنا الى ديكتاتورية مبارك مع السيسي، ام ان مصر ستشهد نقلة جديدة. وماذا فعلت ثورة يناير حتى الان؟ برأي ان السيسي يشهد التغييرات الحاصلة من ان مصر دولة مهمة في ظل التفاهمات مع الدول الاقليمية كايران وتركيا، وفي الشرق الاوسط”.

“ففي الانتخابات القادمة ان لم يتم تبديل السيسي ستكون مصر قد عادت الى الديكتاتورية، وسنشهد انتفاضات شعبية وشعبوية. وتبقى الازمة الاقتصادية الخانقة متصدرة المشهد، وسيكون لواشنطن دور في دفع العملية لصالح السيسي. فالفريق سامي عنان، عسكريا، هو أقوى من السيسي، ولكن المكابشات داخل المؤسسة العريقة ستدفع الى ضرب وحدة العقيدة العسكرية المصرية، الذي هو مطلب اسرائيلي. وان كانت الاشتباكات بين افراد الجيش المصري الذي يبلغ عدده المليون جندي، صعب. لكن في ظل البحث عن عبد الناصر جديد لا نجده متمثلا لا بعنان ولا بالسيسي ولا بشفيق مطلوب من مصر ان تكون قلب العالم العربي الجديد”.

إقرأ ايضا: كارثة «الصويري» تفضح طرق التهريب في لبنان

فـ”التحالف مع إيران وتركيا، وان كانت اليوم انتخابات مصر شبه ديموقراطية، ضروري. وارى ان مسألة عودة الجنرالات للحكم في العالم العربي فهو بسبب صعود اليمين المتطرف في اوروبا، ووصول ترامب الى رئاسة الولايات المتحدة”.

ويبقى الهدف الاميركي في ضرب الجيش المصري، كما ضرب الجيش العراقي والجيش السوري حتى الان. فهل تنجح واشنطن بذلك؟.

السابق
ريفي: في الليلة الظلماء يُفتقد الوسام
التالي
600 مليون دولار ثمن طلاق ليلى الطرابلسي من الرئيس بن علي!