أخطر من ملاحقة الاميركيين لحزب الله: نصف مدمني المخدرات شباب لبنان!

احمد عياش

ما وزعته السفارة الاميركية حول زيارة مساعد وزير الخزانة الاميركي لشؤون مكافحة تمويل الارهاب مارشال بيلينغسلي للبنان يوميّ 22 و23 الجاري هو النزر اليسير ما أبلغه المسؤول الاميركي للصحافيين الذين التقاهم بالامس ليضعهم في صورة محادثاته مع المسؤولين والتي تناولت” مناقشة مكافحة عمليات التمويل غير المشروع بما في ذلك تمويل نشاطات حزب الله الارهابية وقيامه بعمليات إتجار غير مشروعة”.وفي الوقت نفسه وصل الى مجلس نواب إقتراح قانون يكشف عن معطيات خطيرة تتعلق بآفة المخدرات التي ضربت شباب لبنان لاسيما طلاب المرحلتيّن الثانوية والجامعية.
في أحد التقارير الصحفية ,قال بيلينغسلي ان الولايات المتحدة الاميركية “قلقة جدا من أموال المخدرات التي يتم إيصالها الى لبنان ,خصوصا وأننا نعلم أن بعض عناصر حزب الله متورّط في تجارة المخدرات”. ويضيف:”يقول الحزب أنه غير متورط في تجارة المخدرات,لكن الجميع يملكون أدلة وإثباتات تؤكد العكس وبخاصة عندما يتعلق الامر بتوزيع حبوب الكبتاغون .أنا أكيد أنه لا يريدنا أن نركّز على مصادر تمويله وهو يحاول أن يقودنا الى الاتجاهات الخاطئة لكننا لن نقع في هذه الغلطة”.
وفي تقرير آخر, تطرق المسؤول الاميركي الى التحقيق الذي أعلنته وزارة العدل الاميركية في 11 الجاري قال :”أن مسألة تورط عناصر حزب الله في الاتجار بالمخدرات طرحتها تقريبا في كل إجتماع عقدته”.وسئل عما إذا كانت زيارته لبيروت هي جزء من هذا التحقيق أجاب:”إننا في صورة متزايدة قلقون من كمية أموال المخدرات التي تدخل هذا البلد .كما أننا نعلم ان هناك مكونات من حزب الله متورطة في تجارة المخدرات”.

اقرأ أيضاً: ترامب وحسن نصرالله

وقبل وصول مساعد وزير الخزانة الاميركي لشؤون مكافحة تمويل الارهاب الى لبنان بأيام قليلة خص الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله في آخر إطلالة له موضوع التحقيق الاميركي بحيّز وافر من كلامه .ومما قاله في هذا الصدد:”… إن هذه افتراءات واتهامات ظالمة ولا تستند إلى أي وقائع وليس لها أي حقيقة. حزب الله فيما يتعلق بهذا الأمر له موقف ديني وشرعي واخلاقي واضح جداً، فالاتجار بالمخدرات حرام وممنوع ومن الكبائر أيضاً ونحرّم الاتجار بالمخدرات حتى في مجتمعات العدو…”
إقتراح قانون
على صعيد متصل,كشف رئيس لجنة الصحة النيابية عضو كتلة “المستقبل” الدكتور عاطف مجدلاني ل”النهار” عن معطيات خطيرة قائلا:” ان لبنان قبل العام 1975 كان تاجرا يبيع المخدرات ولا يستعملها لكنه اليوم صار مستهلكا لها”. وأوضح “ان ما يتردد عن إصدار قانون للعفو يشمل عشرات الالوف من المطلوبين في البقاع هو مرفوض إذا كان سيشمل تجار المخدرات”.ويأتي كلام النائب مجدلاني بعد قيامه وزميليّه النائبيّن نعمة الله أبي نصر وأمل أبو زيد وهما من كتلة “التغيير والاصلاح” التي أنشأها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتقديم إقتراح قانون بإنشاء مساق تدريسي إلزامي بإسم “خطر المخدرات”.وفي الاسباب الموجبة للاقتراح الذي جرى تقديمه للمجلس بعد مؤتمر صحافي لمجدلاني في 8 الجاري:”ان الدراسات تبيّن أن 51 في المئة من المدمنين ينتمون الى الفئات العمرية بين 14 و19 سنة .كما تبيّن ان 17 في المئة من المدمنين من طلاب الجامعات و15 في المئة من تلامذة المرحلة الثانوية”.
وفي المواد الست للاقتراح: “ينشئ مساق تدريسي إلزامي بإسم “خطر المخدرات” ويصبح جزءا من مناهج التدريس في لبنان.ويتولى تدريس مساق خطر المخدرات أخصائيون وذوو خبرة في جميع المدارس الرسمية والخاصة بدءا من الصف الثالث في المرحلة المتوسطة ,وفي المعاهد والمدارس المهنية وفي جميع مؤسسات التعليم العالي في الفصل الاول من السنة الجامعية الاولى.وتبلغ ساعات التدريس 15 ساعة وهي إلزامية ومجانية ,على أن يتم العمل بهذا القانو إعتبارا من العام الدراسي 2019-2020 “.
وقد تم إعداد إقتراح القانون بالتنسيق مع جامعة ال NDU ومؤسسة “أم النور.
في خلاصة لهذا المشهد ,يتبيّن ان لبنان وسط أزمتيّن خطيرتيّن جدا هما:إستخدام “حزب الله” البلد منصة لتجارة المخدرات صارت عالمية بإمتياز ,وإزمة تعاطي شباب لبنان المخدرات.وإذا كان الحزب يشكل القسم الاساسي من الازمتيّن هناك خشية واسعة من أن يكون لبنان على خطى إيران المبتلية بداء الادمان على نحو واسع.ففي تحقيق أجراه مرتضى كاظميان لموقع راديو “فردا” الايراني وترجمته للعربية بادية فحص لموقع “درج” الالكتروني جاء:”في عام 2012 كشف مصدر في الطب الشرعي في محافظة قم، عن زيادة 500% في الوفيات الناتجة عن الإدمان على أنواع المخدرات في مدينة قم، بالتزامن مع انخفاض سن الإدمان على المواد المخدرة التقليدية والصناعية. قبل ذلك أعلم المسؤول عن جهاز مكافحة المخدرات رئاسة الجمهورية أنه “يوجد في قم 50 ألف مدمن”!
إذا كانت قم التي تماثل مع النجف شيعيا حاضرة الفاتيكان الكاثوليكية نالها بلاء المخدرات فهل هناك ما يقال في لبنان عموما والضاحية الجنوبية لبيروت خصوصا؟ الوقت لا يسمح لترف الجدل ,فعلى من هم في موقع المسؤولية القيام بواجباتهم بدءا بإقرار إقتراح قانون التوعية التربوية الذي هو أضعف الايمان.

السابق
فيلم سبيلبرغ الرائع إبداعياً والضروري المشاهَدة: تقييم من داخله وخارجه
التالي
الى الثنائية الشيعيّة: من له الغُنُم عليه الغُرُم