قوى المعارضة تتوحد في الجنوب استعدادا للمعركة الإنتخابية

الحراك السياسي والإنتخابي في الجنوب ليس حكراً على احزاب السلطة، وكإعادة لتجربة الإنتخابات البلدية تنشط القوى المعارضة وتشد أحزمتها للخوض المعركة الإنتخابية. وفي هذا السياق تنقل "جنوبية" الأجواء الإنتخابية جنوبا.

بدأ الثنائي الشيعي حزب الله – حركة أمل ترتيباتهما وتحضيراتهما لخوض المعركة الإنتخابية ولا شك أن مسودة اللوائح بدأت تحاك، وأما ترتييبات أسماء المرشحين فلا تزال قيد الغربلة وسط معلومات تتحدث عن تبديلات وتغييرات بالأسماء المرشحة.

وبحسب معلومات حصل عليها موقع “جنوبية” فهناك إحتمال كبير أن تستبدل “حركة أمل” إسم النائب عبد المجيد صالح في صور وتسمية الوزيرة عناية عز الدين. وفي شبعا سوف يستبعد النائب قاسم هاشم عن المقعد السني ولم يعرف إسم البديل.

وفي النبطية، فبات من المؤكّد ترشيح النائب هاني قبيسي بدلا من دائرة بيروت. أما بالنسبة لأسماء مرشحين “حزب الله” فحتى الآن لم يرشح أيّ إسم.

اقرأ أيضاً: دائرة صيدا – جزين: معركة تصفية الحساب بين برّي وعون

وفيما يتعلّق بالمعارضة التقليدية للثنائي الشيعي، فبحسب مصادر متابعة خاصة بـ “جنوبية” فيبدو أن المشهد الأساسي التي ستخوضه إنتخابيا فهو في دائرة محافظة النبطية حيث ينشط مؤسس لقاء “الانتماء اللبناني” احمد الاسعد في إتصالاته وتنظيم اللقاءات مع مرشحين تقليديين. وقد نجح بالإتفاق مع عدنان الخطيب عن المقعد السني في قضاء مرجيعون وآخر من آل كنج عن المقعد الدرزي إضافة إلى مرشح مسيحي من آل صعب.

فيما ما زال في إطار التشاور والإتصالات لإكمال اللائحة بمرشحين “شيعة” في النبطية – بنت جبيل ومرجعيون . وعلم أن الأسعد سوف يترشح عن النبطية، فيما زوجته عن المقعد الشيعي في مرجعيون.

من جهة أخرى، فإن اليسار ما زال يتخبط في إتصالات بين تياراته للإتفاق على ترشيح لوائح معارضة للثنائي الشيعي. لكن الحزب الشيوعي اللبناني يبدو أنه يواجه أزمة داخله تتمثل بإرتفاع أصوات تيار مقاطعة للإنتخابات في أكثر من منطقة جنوبية. وعلمت “جنوبية” أن منظمة الحزب في قضاء النبطية أخذت موقف المقاطعة للإنتخابات وعدم الإلتزام بموقف القيادة، ما يبرر ذلك قول أحد أعضاء منظمة النبطية ” حصلنا على أصوات عديدة في الإنتخابات البلدية ولا نريد أن نبددها في تحالفات غر حاسمة لمعارضته السلطات في الجنوب، وينسجم هذا الموقف مع منظمات الحزب في الصرفند وعدلون والزرارية في قضاء الزهراني. إلا أن منظمة الحزب في صور تسعى للمشاركة في الإنتخابات عبر إقامة تحالفات مع معارضين أمثال: رياض الأسعد. وعلمت “جنوبية” انها شكلت لجنة في قضاء صور تضم أطراف سياسية يسارية الأساس فيها الحزب الشيوعي وفوى ديمقراطية أخرى لمتلعة موضوع الإنتخابات في القضاء.

كما شكلت لجنة ممثلة لها في قضاء بنت جبيل، وعلمت “جنوبية” ان إتصالات تجري بين مجموعات ديمقراطية ومجموعات من الحزب الشيوعي لتنسيق المواقف في الإنتخابات النيابية القادمة كل حسب ظروف قضائه.

اما في دائرة صيدا – جزين فما زال الحال على ما هو كما طرحته “جنوبية” قبل أيام، إلّا أن الجديد في الموضوع بعد الحديث عن تحالف بين التيار الوطني الحرّ وتيار المستقبل وإستبعاد الأخير للجماعة الإسلامية الإتفاق الذي جرى بين الجماعة والقوات اللبنانية وهو الأمر الذي بدا مستغربا في الجوّ الصيداوي. وقد علّق أحد المتابعين للوضع الصيداوي لقد إستعجلت الجماعة الإسلامية بلقائها القوات إنتخابيا وقدموا للقوات عرضا مجانيا. إذ ما زال الجوّ في صيدا على تحفظه بالعلاقة مع القوات وإن أقلّ ما يمكن أن تقدمه الأخيرة في هذه اللحظة السياسية، وإذا كانت تريد أن تنفتح جديّا على المدينة عليها أن نعلم عن مكان دفن اللذين تمّ إختطافم من المدينة عام 1985 إثر إنسحاب العدوّ الإسرائيلي.

وللوقوف على تحركات قوى المعارضة وإستعداداتهم للإنتخابات النيابية، كان لـ “جنوبية” حديث مع ناشط ديمقراطي مستقل في دائرة صور – الزهراني رفض التصريح عن إسمه. إذ أكّد أن هناك محاولات كثيرة جديّة من قبل أكثر من طرف لتوحيد الخطاب وتشكيل عدّة لوائح في الدوائر الجنوبية. لكن ما يمكن تأكيده أن هناك حراك مستقل ومساعي جديّة من قبل المعارضة بكل رموزها. فبغض النظر عن نتائج الإنتخابات الأهم هو بذل محاولات تدلّ على أن هناك نبض في الساحة الجنوبية وليست عبارة عن جثة هامدة. مشيرا إلى أن العمل جار على أن “تؤمن اللوائح نسبة مقبولة من الأصوات تتعدى الـ 30% وأن يكون الخطاب واضح وشفاف يمثل معارضة حقيقية وفعّالة”.

اقرأ أيضاً: قانون النسبية يغربل التحالفات في دوائر الجنوب الثلاث (2)

هذا وأشار المصدر أن أسماء المرشحين على النار على أن يتمّ إعلان أسماء المرشحين إبتداءا من 10 شباط في حال تمّ التوافق. وكبرنامج إنتخابي يتمّ التركيز على المشكل الإقتصادية والبيئية كما الإجتماعية. أما سياسية فالتأكيد على أن الخطوط العريضة “وطنيتنا، وعروبتنا الديمقراطية كمبدأ وليس الإستبداد والقمع. والتأكيد على أنه على حدودنا دول صهيونية محتلة للأرض وعلينا مسؤولية لمواجهتها . مضيفا “لسنا جماعة إنعزال وتقاطع”.

وفيما يتعلّق بالحراك المضاد من قبل أحزاب السلطة بوجه قوى المعارضة “قال المصدر إن “ردود الفعل والإتهامات بالعمالة كما حدث في الإنتخابات البلدية أمرا متوقعا وشبه مؤكدا بالنسبة لنا. إلا أن لا شيئ يبقى لأنه عبارة عن كذب وإفتراء”.

وشدد المصدر على أن “السياسة هي أخلاق، مستبعدا أن يحدث تغييرا جذريا لكن الجهد يبذل للقول إنه لا يزال هناك نبض على الساحة الجنوبية”.

السابق
غانم: لتتبنى الحكومة خطة طوارىء تلحظ مواجهة كارثة النفايات
التالي
«التجمع اللبناني»: لنحول الانتخابات النيابية فرصة لاستعادة الدولة من براثن الدويلة