تحرك انساني لنشطاء فلسطينيين: نريد العيش كبشر!

ناشطين فلسطينيين
يبدو أن مجموعات فلسطينية بدأت بالتحرك في مخيمات لبنان من أجل إيجاد حل للوضع الإنساني لهم من خلال اللجوء إلى بلدان أجنبية أخرى من دون أن يسقطوا حقهم بالعودة إلى وطنهم فلسطين، ويعملون تحت اسم "الهيئة الشبابية الفلسطينية للجوء الإنساني".

التقت “شؤون جنوبية” بالفلسطينيين مريم أبو الخير، طارق حوراني وياسر درويش الذين قدموا أنفهسم كناشطين فلسطينيين لا يرون خلاصاً للاجئين في لبنان سوى بالرحيل إلى بلدان أخرى مثل أوروبا وكندا.

يقول درويش: إننا موجودون في جميع المخيمات الفلسطينية وخارج المخيمات، تحركنا إنساني بحت ولا علاقة لنا بأي طرف سياسي، نحن مستقلين نريد أن نعيش بكرامة، في مكان يُحترم فيه الإنسان.

اقرأ أيضاً: من مخيم عين الحلوة الى أوروبا: عندما يتحول حلم الهجرة الى كابوس..

الموت في البحر

تضيف أبو الخير: لا نريد أن نموت في البحر، أن نبيع بيوتنا لندفع إلى سمسار ما، حتى أن أحد الفلسطينيين في مخيم برج البراجنة باع كليته ليدفع لأحد السماسرة، يتدخل حوراني ليوضح: إننا محرومون من حق العمل، لا حقوق إنسانية ولا حقوق مدنية. نعيش في مخيم عين الحلوة. إنه سجن كبير، يحيط به جدار، وكأننا وحوش نسعى لأذية الآخرين.

يقاطعه درويش متسائلاً: هل استمعت إلى الأحكام التي صدرت ضد مجموعة الأسير؟ أصدرت المحكمة حكماً على أحد الفلسطينيين وأرفقت الحكم بتجريده من حقوقه المدنية، أصلاً لا حقوق مدنية له حتى تجرده منها.

ويضيف: إن سياسة السلطة اللبنانية تدفعنا للهجرة بكل الوسائل، وما نسعى إليه هو الهجرة بشكل قانوني، ولن ننسى وطننا فلسطين. يقول جبران باسيل أنه سيفتح الحدود لتسفير اللاجئين، أقول له أبوس إيدك، افتح الحدود و”خلينا نلاقي محل نحفظ فيه كرامتنا”.

ويزيد حوراني: تصلنا تهديدات من السلطة الفلسطينية، كذلك من تنظيم أنصار الله. السفارة الفلسطينية في لبنان ترفض الاجتماع بنا. لمن نلجأ؟ والفصائل ضدنا.

“اسبرو الاونروا”!

ويروي درويش عن إن أحد الفلسطينيين الذي وصل إلى ألمانيا بطريقة غير قانونية أرسل إلى أهله يطلب رسالة من اللجنة الشعبية تفيد أنه معرض للتهديد والقتل في لبنان، كي يحصل على إقامة ألمانية، وقد حصل أهله على هذه الرسالة من اللجنة الشعبية نفسها.

شؤون 166

وعن اتصالات الهيئة بالسفارات الأجنبية، تقول أبو الخير: اتصلنا بالسفارة الكندية، وشكلنا وفداً من 150 شخصاً واجتمعنا مع السفيرة وطلبت منا معلومات عن أوضاعنا المأساوية وقد أرسلنا إليها C.D استلمه السيد شربل الراعي، الذي أخبرنا أنهم أرسلوا المعلومات إلى الدولة الكندية في الأول من تشرين ثاني 2017.

ويضيف حوراني: اتصلنا بسفارات أخرى وإحداها طلبت منا تأمين ورقة من الأونروا تثبت أننا لا نريد خدماتها وحمايتها. أصلاً ماذا تقدم لنا من خدمات؟ الاسبرو للمرضى، وتدهور في مستوى التعليم.

يزيد درويش: يقول أحد المسؤولين أننا عملاء أوروبيين أو عملاء لكندا. وينسى أن أبناء أهم مسؤول يعيشون في أميركا، وأولاد آخر في كندا، وأبناء أحد المسؤولين الأمنيين في ألمانيا. لماذا اولاد المسؤولين يهاجرون وأولادنا محكوم عليهم البقاء هنا؟ يريدون أن نبقى حتى يجمعوا الأموال باسمنا.

ويتذكر درويش شيئاً عن ممارسة الأونروا فيقول: دفعت الأونروا مساعدات للذين تضرروا من حي الطيري. خمس عائلات قبضت تعويضات وهي تسكن في أبو ظبي، وعائلات قبضت 1150 دولار أميركي وهي تسكن في مدينة صيدا، هل يوجد فساد أكثر من ذلك؟

اقرأ أيضاً: الشباب الفلسطيني: رفض لحواجز المخيمات ومعاناة من الاندماج في المجتمع

وتتحدث أبو الخير عن الجمعيات الاجتماعية متسائلة: هل هذه الجمعيات تنفذ مشاريع تتلاءم مع الاحتياجات الفعلية لللاجئين؟ هل تم سؤال اللاجئين عن أولوياتهم؟ أم أن المشاريع تخضع لأجندة الممولين. ويستفيد منها أصحاب الحظوة.

“تواطؤ لبناني”

يضيف درويش: هل تعرفون أن 2800 شخص تركوا لبنان خلال شهرين عبر سمسار معروف في بيروت. القسم الأكبر منهم هاجروا من دون أن يتم ختم جوازات سفرهم. يعني أن تواطؤاً واضحاً حصل مع أطراف السلطة لتهجيرنا. ليسهلوا بطريقة قانونية رحيلنا عن البلد واستقرارنا في بلد آخر. يقولون أننا نريد إسقاط حق العودة، لا هذا حقنا ولن نتنازل عنه. ولا أفشي سراً أن أحد الأطراف السياسية عرض علينا تمويلاً ومساعدات لتحركاتنا، لكنه طالبنا بإسقاط حق العودة. رفضنا ذلك جملة وتفصيلاً. إننا لا نرضى بغير فلسطين وطناً ولكن نريد العيش بكرامة.

(نشرت المادة في مجلة “شؤون جنوبية” العدد 166 شتاء 2018)

السابق
الثقافة الكربلائية المغيبة إنتخابيًا
التالي
أعضاء حمزة.. في مقام الخوف