تداولوا صورهم باستهانة: من المسؤول عن مأساة نازحي العاصفة الثلجية؟

اللاجئون السوريون
في محاولة للهروب من الموت بنيران الحرب، لقي 15 لاجئاً سورياَ حتفهم من جراء عاصفة ثلجية فمن يتحمّل مسؤولية ما جرى؟

أثناء محاولتهم الدخول خلسة إلى الأراضي اللبنانية عبر جرود بلدة الصويري البقاعية، أودت العاصفة الثلجية بحياة 15 لاجئا سوريا بينهم أطفال ونساء وقاصرات ومسنين.

الضحايا كانوا ضمن مجموعة مكونة من 30 شخصاً استعانت بمهربين في محاولة لاجتياز الحدود.

مشهد الموت الذي انتشرت صوره على مواقع التواصل الاجتماعي رافقه حالة من الغضب الشعبي في سوريا ولبنان.

اقرأ أيضاً: ناجون يشهدون على مأساة عائلاتها التي طمرتها الثلوج

في هذا السياق أكّد مدير مؤسسة لايف المحامي نبيل الحلبي أنّ “هناك مسؤولية على النظام السوري الذي أدى عدوانه على شعبه إلى تهجير العائلات بالدرجة الأولى، لا سيما وأنّ هؤلاء العائلات ليسوا مهاجرين إقتصاديين إنما هم هاربون من المناطق التي تمّت محاصرتها وتجويعها وقصفها وإستهدافها بالبراميل وبالكيميائي، لذا فهؤلاء كانوا بحاجة للهروب إلى مناطق أكثر أماناً”.

متابعاً “المسؤولية الثانية تأتي على عاتق المجتمع الدولي المتخلي عن مسؤولياته تجاه حفظ السلم والأمن الدولي ووقف الحرب والتدخل الإنساني تجاه سوريا”.

وأضاف الحلبي ” المسؤولية الثالثة تقع على عاتق السلطات اللبنانية كافةً التي تقوم بإطلاق تشريعات قاسية وتحد عن عملية استقبال اللاجئين الحقيقيين، والتي لا تقوم بعملية تمييز بين المهاجر الإقتصادي وبين اللاجئ الحقيقي”.

مشيراً إلى ان”هناك أحداثا قد حصلت، خصوصاً أثناء إعادة إنتخاب بشار الاسد رئيساً لسوريا، حيث رأينا ان هناك أعدادا كبيرة من السوريين المقيمين في لبنان قد أتوا من داخل سوريا وإقترعوا، فالحكومة اللبنانية حينها لم تطلب قائمة بهؤلاء من السلطات السورية التي هي متعاونة معها، بإعتبار أنّهم مؤيدون للنظام الموجود وليسوا من المعارضة المضطهدة”.

لافتاً إلى أننا “نجد الحكومة تضع عراقيل امام المعارضين اللاجئين سواء داخل لبنان أو على الحدود اللبنانية، ما يدفع هؤلاء الأشخاص أن يعبروا بطريقة غير شرعية من أجل أن يصلوا إلى مناطق آمنة يقدمون فيها لجوء من خلال سفارات ومفوضية عليا لشؤون لللاجئين، وبالتالي يصبحون فريسة لعصابات التهريب والاتجار بالأشخاص”.

وفيما يتعلق بالجهة المنوط بها حماية هؤلاء اللاجئين لفت الحلبي إلى أنّ”حماية اللاجئين يقع على عاتق الدولة التي هي لديها سلطة سيادية على أراضيها، وهذا الامر لا يتم انما ما يتم هو العكس وهو اضطهاد اللاجئين في لبنان اضطهاداً ممنهجاً لدفعهم بإتجاه العودة حصرياً، كما يجب على المجتمع الدولي أن يقوم بتدخل انساني في هذه الحالات إلاّ أنّه مقصر في هذه الناحية”.

اقرأ أيضاً: جريمة تهريب المهاجرين عبر الحدود السورية – اللبنانية في القانون الدولي

هذا واستنكر الناشط الحقوقي هادي جعفر في حديث مع “جنوبية” انتشار صور ضحايا النازحين من السوريين النساء والأطفال خصوصا الذين قضوا في العاصفة الثلجية، فهو”عمل مرفوض استناداً الى مبادئ حقوق الانسان”.

لافتاً إلى أنّ” تداول تلك الصور هو تصرف بعيد عن كل ما تعلمناه في التربية عن حرمة الموت”.

وأشار جعفر إلى ان”إستخدام الصور بهذه الطريقة أمر مخالف لحقوق الانسان ولأبسط القواعد الاعلامية بالمؤسسات والتي تمنع نشر صور الجثث “.

السابق
شركات تأجير السيارات في بيروت
التالي
اردوغان: بلادنا ليس لديها أي أطماع بأراضي الآخرين، وتركيا ليس لديها مشكلة مع الأكراد