برّي يقود جبهة «رفض التعديلات» وباسيل سيطرحها اليوم في اللجان

نبيه بري
قبل ان تطوى ازمة مرسوم الاقدمية للضباط، بدأت ازمة تعديل قانون الانتخاب، وينتظر ان تشهد محطة جديدة في اجتماع اللجنة الوزارية المختصة اليوم لمناقشة اقتراح الوزير جبران باسيل تمديد مهلة التسجيل امام المغتربين.

حتى ساعة متقدمة من ليل أمس لم يكن الرئيس سعد الحريري قد حدّد موعداً لاجتماع اللجنة الوزارية اليوم للبحث في امكان اجراء تعديل على قانون الانتخاب يسمح باعادة فتح المجال لتسجيل عدد اضافي من المغتربين. وفيما أكدت مصادر “التيار الوطني الحر” لـ “النهار” حصول الاجتماع اليوم قبيل سفر الوزير جبران باسيل غداً، قالت أوساط وزارية لـ”النهار” إن الرئيس الحريري يجهد لضمان الاتفاق قبل الاجتماع لتجنب مواجهات وتوترات جديدة.ويشكل الموضوع باباً جديداً للخلاف القائم بين فريقي رئيس الجمهورية ميشال عون من جهة أخرى، ورئيس مجلس النواب نبيه بري من جهة ثانية.

إقرأ ايضًَا: المرسوم مقابل المثالثة

ورأت ” الشرق ” أن الكباش السياسي الحاد الذي تشهده الساحة السياسية، والذي بلغ في الايام القليلة الماضية سقوفا عالية جدا، لم تعد تداعياته محصورة بتعزيز الصلاحيات والمشاركة في القرارات وتثبيت المواقع، بل باتت تتهدّد الاستحقاق اللبناني الأبرز المنتظر من الداخل والخارج، وعنَينا الانتخابات النيابية المقررة في أيار 2018.

ومع ان القوى السياسية كلّها تؤكد انها مع اجراء الاستحقاق في موعده، وقد بدأت ماكيناتها بالفعل تعمل لاستنهاض قواعدها ونسج التحالفات، و”كأن الانتخابات النيابية حاصلة غدا”، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري يبدو مصرا على ان ثمة من يعمل لتطيير الاستحقاق وقد كرر موقفه هذا في الساعات الماضية، موجّها التهمة هذه “الى دولتين”، والى أطراف محلية أيضا، غامزا من قناة التيار الوطني الحر الذي يطالب بادخال تعديلات الى قانون الانتخاب، تراها عين التنية مقدّمة لتأجيل الانتخابات او اطاحتها. وقد بدا لافتا، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة أن مواقف بري اتت ساعات قليلة بعيد اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، التي قال فيها “لا اعتقد ان احدا من القوى يريد تطيير او تأجيل الانتخابات. وأظن ان الجميع يريد انتخابات في موعدها”.

وتعتبر المصادر ان الهدف المباشر من كلام كلام برّي، فهو ابقاء “الجبهة” الرافضة للتعديلات، والتي باتت تضمّه ومعظم قوى 8 آذار والحزب التقدمي الاشتراكي، على أعلى جاهزية، للتصدي لمشروع الوزير باسيل تعديل مهلة تسجيل المغتربين، والذي يُفترض ان يطرح اليوم الاثنين في اجتماع اللجنة الوزارية ، بعد ان سحب الرئيس سعد الحريري “فتيله” عن طاولة مجلس الوزراء الخميس الماضي، منعا لانفجاره حكوميا.

وفي وقت تتوقع ان يكون الاجتماع المنتظر “ساخنا” في ظل تمسّك التيار الوطني الحر بموقفه، تقول المصادر ان هذه المطالب من المستبعد ان تُكتب لها الحياة، ومن المرجّح ان تسقط نهائيا مع  موعد دعوة الهيئات الناخبة في 5 شباط المقبل.

وترى مصادر ” الحياة ” أن باسيل يحاول بطلبه هذا أن يحشر القيادات المسيحية الأخرى من خلال المزايدة عليها لدفعها إلى تبني طلبه الذي يواجه تطبيقه استحالة قانونية وإدارية، نظراً إلى ضيق الوقت.  ويقول مصدر وزاري بارز إن ممثلي حزب “القوات اللبنانية” في الحكومة نجحوا في استيعاب إصرار باسيل في المزايدة عليهم، ورأوا في اقتراحه خطوة إيجابية، لكن هناك صعوبة في تطبيقها.

إقرأ ايضًا: النزاع على «الأقدميات» ينتقل إلى مجلس الوزراء.. وتعديلات باسيل لن تمر

ويحمّل المصدر الوزاري باسيل مسؤولية مباشرة حيال إطالة النقاش حول قانون الانتخاب، ويقول إنه وافق على القانون في جلسة مجلس الوزراء التي خصصت لإقراره، لكنه سرعان ما عاد وأعلن أن لديه تعديلات سيقترحها على القانون.  ويؤكد المصدر عينه أن مجرد اللعب بالمهل التي حددها وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، والتي هي بمثابة خريطة طريق لإنجاز الاستحقاق الانتخابي في موعده، سيؤدي حتماً إلى ترحيل الانتخابات.
هذا وأشارت ” الانوار ” إلى حرب قناتي المتنازعين. إذ  تناولت مصادر عين التينة الموضوع عبر قناة NBN مساء امس وقالت إن “شهوة السلطة والاستفراد بها باتت سمة العهد وفريقه السياسي الممعن في نبش قضايا واشكالات تمس جوهر الدستور اللبناني. صحيح ان العهود السابقة شابها الكثير من الثغرات والاشكالات والخلافات، لكنها بقيت في اطارها السياسي البحت، ولم تطل او تمسّ الدستور الذي بقي محترما ومصانا في كل المراحل. والبلد لا يُحكم بالاستفراد وببضعة مستشارين، ولا بالتحدّي ولا بالضغط ولا بالابتزاز. فلا هو مملكة ولا امارة ولا اقطاعية لكي يحكم بالفرمانات والمراسيم والقرارات الاعتباطية كما هو حاصل اليوم.

اما قناة OTV فقالت مساء امس: عشية التئام اللجنة الوزارية اليوم لبحث تمديد مهلة اقتراع المنتشرين، هناك من يسهّل الانتخابات النيابية واقتراع الناس، في مقابل من يحاول عرقلة وصولهم ومشاركتهم. وفي النهاية، يبقى التعويل على حسن اختيار اللبنانيين بين التوجهين، بين الاقوال والافعال، بين الجمود والانجاز

السابق
شهران على اغتيال علي عبدالله صالح
التالي
إبن الـ 43 عاما جثة في العباسية