المرشد يقصف طريق بيروت-الرياض!

احمد عياش

بعد التطورات المعقّدة التي عرفها لبنان في الرابع من تشرين الثاني الماضي عندما أعلن الرئيس سعد الحريري من الرياض إستقالته من رئاسة الحكومة عادت العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية الى مسار يتصف بالهدوء ما سمح بعودة التواصل بين البلديّن  كما هو حال كل دول العالم .لكن فجأة,بدأ المحافظون في إيران يسددون فوهات مدافعهم صوب العلاقات بين بيروت والرياض ما يطرح أكثر من علامة إستفهام.

من بيروت ,وليس من طهران شنّ أحد صقور المحافظين اللصيقين بالمرشد الايراني الامام علي خامنئي هجوما مباشر على المملكة مرفقا بتقريع لاذع للعرب عموما.ففي مداخلة ألقاها في مؤتمر “العرب وإيران” الذي إستضافته العاصمة اللبنانية هذا الاسبوع  قال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الايرانية كمال خرازي ، “أن  العرب لو يمتلكون رؤية إستراتيجة حيال تطورات المنطقة كان يكفيهم لو تمعنوا فقط بأنه كيف أصبحت السعودية التي تعد دولة شمولية ومعادية للديمقراطية، تُفكّر بنشر وتنمية الديمقراطية في سوريا”.

وتحت عنوان “إنتحار الديبلوماسية السعودية عند يقظة اللبنانيين” كتبت صحيفة “كيهان” الناطقة بلسان المحافظين في إفتتاحيتها في 17 الجاري :”… إذا ما استطاعت السعودية عام 2009 وعبر البترودولار تجييش فريق 14 آذار والحصول على الاكثرية من خلال دعم المستقبل الموالي لها فان الانتخابات النيابية في عام 2018 تختلف تماما لاسباب كثيرة منها ان فريق 14 آذار اصبح جثة هامدة وان تيار المستقبل نفسه اصبح منقسما على نفسه بعد حادثة اختطاف الرياض لرئيسها سعد الحريري واحتجازه لاسابيع في السعودية بهدف خلق فتنة كبيرة في لبنان دفع الله شرورها عبر التحرك السريع للطيبين من الرجال الافذاذ من امثال قائد المقاومة الاسلامية نصر الله ورئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون!”

إقرأ أيضاً: اليمن السعيد .. والسعادة الايرانية!

في موازاة هذا القصف الايراني من لبنان في إتجاه المملكة ,كانت الحرارة تعود الى طريق بيروت-الرياض.إذ  تسلّم وزير الخارجية جبران باسيل دعوة نقلها إليه السفير السعودي لدى لبنان وليد اليعقوب للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي الذي يعقد في جدة في 21 الجاري في شأن إطلاق الحوثيين صاروخاً باليستياً على مدينة الرياض.وفي آذار المقبل يستعد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لترؤس وفد لبنان الى القمة العربية التي تستضيفها الرياض حيث من المرجح ان يكون الرئيس الحريري في عداد الوفد على غرار مرات مدة شارك فيها لبنان في القمم العربية قبل إتفاق الطائف وبعد الطائف.

إقرأ أيضاً: سلاح خامنئي للرد على مؤامرة الاميركي داخل ايران

صيد المحافظين الايرانيين في المياه العكرة لإستهداف المياه التي تعود تدريجيا الى صفائها بين لبنان والمملكة  يخالف قول  الرئيس الايراني حسن روحاني  أن “الوضع في لبنان مطمئن” كما نقل عنه رئيس مجلس النواب نبيه بري بعد لقائهما في طهران.فهل قرر المرشد نقل مأزقه من إيران الى لبنان؟

السابق
جنبلاط يوجّه سهامه لقرارات مجلس الوزراء
التالي
إعلامية «المنار» تشن هجوماً على اليسا.. العمالة وجهة نظر!