قانون النسبية يغربل التحالفات في دوائر الجنوب الثلاث (2)

خارطة التفاهمات والتحالفات بين القوى السياسية في دوائر الجنوب الثلاث.

على الرغم من الكباش الحاد الحاصل على خط بعبدا – عين التينة الذي تطور إلى الحد الخوف من الإطاحة بالإنتخابات النيابية، بدأت الماكينات الحزبية تعمل لاستنهاض قواعدها ونسج التحالفات في مختلف الدوائر وكأن لا شيء يعيق حصولها.

وبإنتظار خبوّ الأزمة بين الرئاستين الأولى والثانية، باشرت القوى السياسية المفاوضات فيما بينها للتوصل إلى إتفاهم عام بهدف تقاسم المقاعد النيابية بالتراضي، وبالتالي خوض الانتخابات المقبلة في شهر (أيار) بتحالفات، وفقاً لما تقتضيه مصالحهم المناطقية.

وبعدما تطرقت “جنوبية” إلى تحضيرات القوى المعارضة للإنتخابات النيابية في دوائر الجنوب ضمن تقرير تحت عنوان ” تحالف السلطة الشيعية جنوبا يقابله حراك اعتراضي بعناوين يسارية وتقليدية ومستقلة (1)”. تعرض اليوم تقرير يتناول معلومات حصل عليها موقع “جنوبية” عن تحركات أحزاب السلطة والتحالفات التي تنسج في دوائر الجنوب الثلاث.

وفيما لكلّ دائرة من الدوائر الثلاثة خصوصيتها التي يمكن تسليط الضوء عليها في هذه اللحظة.

الدائرة الأولى: صيدا – جزين: يجري الحديث عن تحالف بين المستقبل مع التيار الوطني الحر، ولكن لائحة الترشيح ما زالت غير مكتملة. وإلى جانب بهية الحريري لم يرشح أي إسم لمرشح سني آخر، في حين يخرج إسم الرئيس فؤاد السنيورة من التداول بعد ازدياد الحديث عن إمكانية نجاح المرشح السني الثاني أسامة سعد عبر الصوت التفضيلي، كما أن اللائحة ما زالت تبحث عن مرشح كاثوليكي وهذا مرتبط بالتفاهم ما بين التيار الوطني الحرّ وحزب القوات اللبنانية الذي رشح عجاح حداد عن المقعد الكاثوليكي.

وفي الشارع الجزيني يطرح إسم جاد صوايا عن الكاثوليك، ويصفه بعض أبناء جزين بأنه مرشح “الباراشوت”. كما تواجه بهية الحريري مشكلتين مع مرشحين جزين الأولى في حال الاتفاق على ترشيح حداد (مرشح القوات) فإن عدداً من أهالي صيدا ومن مؤيدي الحريري سيقاطع الانتخابات أو يتحول إلى لائحة أخرى بسبب الذاكرة الصيداوية وعلاقتها بتجربة القوات اللبنانية في خلال الاحتلال الإسرائيلي وما تلاه. والثانية تتعلق بالمرشح زياد أسود الذي تميّز خلال فترة وجوده كنائب بخطابه السياسي الحاد والمعادي للآخر، والآخر هو كل شخص غير مسيحي وأيا يكن، وقد جرى تحميله نتائج جميع الممارسات التي مارستها بلديات جزين تجاه أهالي صيدا الذين اشتروا أراضي في قضاء جزين أو حاولوا البناء هناك. ولم تنفعه محاولاته الأخيرة لتلميع صورته أمام الجمهور الصيداوي.

اقرأ أيضاً: دائرة صيدا- جزين: معركة أسامة سعد «الناصريين» المصيرية !

وهناك لائحة ثانية تجري محاولة تشكيلها ونواتها أمين عام التنظيم الشعبي الناصري د. أسامة سعد وهو مرشح سني إلى جانب إبراهيم سمير عازار وهو مرشح ماروني ولم يتم الاتفاق مع أي مرشح كاثوليكي حتى الآن. ويحق لهذه اللائحة أن ترشح اثنين فقط وهما يشكلان 40 بالمائة من عدد المقاعد. ويدور الحديث كثيراً عن إمكانية فوز سعد عبر الصوت التفضيلي وهو المرشح الذي ينطلق من كتلة صيداوية ثانية نحو ثمانية آلاف صوت ومع الأصوات التي يمكن أن يؤمنها عازار فمن المتوقع أن تتخطى اللائحة الطبقة التأهيلية سياسياً وعلى الرغم من الخطاب الذي يحمله سعد ضد أحزاب السلطة وضد الفساد فإنه يترشح مع عازار المحسوب على الرئيس نبيه بري.

وتجري أحاديث خلف الكواليس عن لائحة تضم د. عبد الرحمن البزري (سني) إميل اسكندر (كاثوليكي) وصلاح جبران (ماروني). لتكون معارضة للائحتين الأوليتين كذلك يعمل إلغاؤها على إمكانية الفوز عبر الصوت التفضيلي.

أما المرشحون الإسلاميون فإنهم يواجهون مشكلة فعلية تتعلق بتحالفاتهم مع مرشحين مسيحيين من ذوي اتجاهات سياسية مختلفة، مما يشكل معوق أساسي أمامهم.

اقرأ أيضاً: دائرة صور- الزهراني: تزكية… إلا اذا خرق التفضيلي!

وبالنسبة الى الدائرة الثانية (صور + قوى قضاء صيدا) فلا حركة سياسية ناشطة باستثناء ما يقوم به المهندس رياض الأسعد في منطقة الزهراني. وكان الجميع بإنتظار عودة الرئيس نبيه بري من إيران للبدء بالتحضيرات للمعركة الانتخابية، ويبدو أن لا تبديل بمرشحي الزهراني، في حين يكثر الحديث عن تبديلات بمرشحي أمل وحزب الله في قضاء صور.

أما المعارضة التقليدية فلا حركة لها، إلا أنه قد طرح إسم حسن عز الدين مؤخراً ثم سحب اسمه من التداول، هذا وتجري اجتماعات خلف الكواليس لشخصيات معارضة لم تصل إلى نتائج حتى اللحظة.

السابق
بارود: زمن نفايات وخزي وعار
التالي
أفضل 5 أغاني طربية للموسم الثاني من ذا فويس كيدز