المرأة تنتخب «المقاومة» ولا تترشح في مجتمع «حزب الله»؟!

كيف ينظر حزب الله إلى المرأة المسلمة؟

يُسقط مجتمع حزب الله الأهلية عن “المرأة”، فهي تابعة حكماً إما لولي الأمر (أباً أم أخاً)، أو للزوج، ولا حقوق تسجل لها ك”مواطن” في دولة يحكمها القانون، خارج هذين النطاقين.
المرأة المستقلة الباحثة عن حقوقها في نطاق حزب الله ما هي إلاّ نموذجاً شاذاً عن القاعدة، وعليها أن تدفع الفاتورة، كأن يخرج مثلاً نائب عام أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم ليقول أنّ المرأة المطلقة غير مؤهلة لأن تكون معلمة وتربي الأجيال، ومن ناحية الاحوال الشخصية تعاني المرأة الشيعية من الإجحاف الذي تمارسه المحاكم الشرعية في حقها، فيتم مساومتها بين الحرية وبين الأمومة، وهي الضحية في كلتي الحالتين.

مؤخراً، نشطت العديد من النساء في مجال مواجهة هذه الهيمنة من قبل المجتمع الديني ممثلاً بالمحاكم الشرعية الجعفرية على حقوق المرأة، وأمومتها، لاسيما وأنّ الممارسات قد تمادت، وصولاً إلى حد سجن احدى الامهات لتمسكها بحضانة طفلها.

في السياق نفسه، نشطت النسويات في هذا المجال، فواجهن ذكورية المحاكم واضطهاد المرأة المطلقة بالإعلام، فيما تأسست عدة صفحات فيسبوكية هدفها التوعية منها صفحة “ثورة امرأة شيعية”، والتي أنشئت بحسب القيمين عليها لتسليط الضوء على معاناة المرأة الشيعية في المحاكم الشرعية الجعفرية في لبنان في ظل الفتاوى المعمول بها والأحكام الاستنسابية التي تطبق والتي تفتقد لروح العدالة.
تعرض هذه الصفحة قضايا متنوعة لعدد من النساء الشيعة ومعاناة الطلاق، كما تسجّل مداخلات للشيخ يوسف علي السبيتي الذي يجيب عن الاستفسارات التي تحوّل إليه من قبل الصفحة.

صورة المرأة في حزب الله ليست وليدة اليوم، وإنّما نتيجة تراكمات، وثقافة دينية رجعية، ونقول المرأة في حزب الله وليس المرأة الشيعية، فالمرأة الشيعية رائدة في العديد من المجالات، وإن كان ينالها إجحاف المحاكم الشرعية، غير أنّها تبقى أفضل حظاً وأكثر تحرراً من تلك التي ولدت في بيئة دينية تفرض عليها مفاهيم الأنوثة كما تراها، فتحرمها من الحق في الخيار.

إقرأ أيضاً: فياض ومقلد تعلقان على كلام الشيخ قاسم: نتيجة لنظرة دونية للمرأة والمطلقة تحديداً

من هنا، فإنّ ما قاله أمين عام حزب الله عن رفضه دخول المرأة المعترك الانتخابي النيابي وما أكّدته لاحقاً عضو المكتب السياسي في الحزب ريما فخري، ليس بالمفاجأة، فالسيد نصرالله نفسه سبق له واستهزأ بممثلة الولايات المتحدة الأمريكية في مجلس الأمن نيكي هايلي لكونها امرأة!

وليس بالعجيب، أن لا يهضم الحزب وظيفة التشريع للمرأة ومشاركتها في صنع القرار، فهي بالنسبة إليه حجراً على رقعة شطرنج كبيرة، يوزع عليها الدور المناسب على أن تتبع فيه “للولي”، أي للرجل، وصوتها لا يمكن أن يعلو عن صوته فكيف يمكن لها أن تحضر في مجلس يسن القوانين ويقدم الاقتراحات، يتوجب عليها فقط ان تنضم الى الهيئات النسائية في الحزب والى الماكينات الانتخابية البلدية والنيابية للدعاية وحض باقي النساء على التصويت للمقاومة!

إقرأ أيضاً: «ربة المنزل» و«أم الشهيد».. نموذج المرأة المثالية عند حزب الله!

صورة المرأة في حزب الله ، يقابلها سياسياً صورة مغايرة تماماً، تتمثل بمفهوم المرأة بحركة أمل والدور الرائد لزوجة مجلس النواب نبيه برّي، السيدة رندة في المجتمع، إضافة إلى توزير الحركة الأستاذة عناية عز الدين في الحكومة اللبنانية، والتي عملت على مناصرة المرأة وحقوقها ومساواتها مع الرجل من حيث التوظيف في الشأن العام.

في المجتمع الشيعي، امرأة حزب الله، وحدها المغبونة، فتنذر زوجها ونجلها للجهاد، ولا يحق لها أن تبكي بل عليها أن تقدم الشكر وأن تتعهد بتقديم المزيد من الشهداء.

السابق
أنقرة تعلن دخول الجيش التركي إلى عفرين و وحدات الحماية الكردية تنفي
التالي
إنها حرب أهلية واحدة… ومستمرة