المشنوق كشف عملية «لبنان الآمن»: رسالة لتطمين السفارات

كان أمس "يوماً أمنياً بامتياز"، بدأ بمؤتمر وزير الداخلية نهاد المشنوق، فاجتماع المجلس الأعلى للدفاع، وانتهى بخطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله. ولكن في هذه المحطات الثلاث برَز تبايُن في المواقف إزاء الأحداث الأمنية والسياسية.

في وقتٍ كشَف المشنوق عن قبض شعبةِ المعلومات في قوى الأمن الداخلي على الـ”داعشي” ابو جعفر العراقي، في عملية أُطلِق عليها إسم “لبنان الآمن “، وقد شغّلته وهو موقوف لخمسة أشهر، معلِناً أنّ هدف الإعلان عن هذه العملية هو التأكيد للّبنانيين والعرب أنّ هناك قدرة أمنية فاعلة وعالية، وأنّ الوضع الأمني ممسوك، اعتبَر السيّد نصرالله أنّ انفجار صيدا الأخير والذي استهدف أحد قياديّي حركة “حماس” “بدايةٌ خطيرة على المستوى الأمني في لبنان ولا يجوز السكوت عنه”. فعلّق المشنوق على كلام نصرالله بالقول: “هو موقف تقليديّ تجاه أيّ عملية يفترض أن تكون إسرائيل قامت بها”. ولاحقاً، أُعلن أنّ شعبة المعلومات عرَفت هوية منفّذي هذا التفجير من خلال “داتا” الكاميرات وتأكّدت من أنّ الموساد الإسرائيلي وراء التفجير.

إقرأ ايضًا: المشنوق يكشف عن مخطط إرهابي كبير

وبالعودة لعملية “لبنان آمن”  كشف أمس وزير الداخلية في مؤتمر صحفية عن عملية استخباراتية نوعية استغرقت أكثر من 5 أشهر نفذتها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي وأدت إلى استباق عمليات إرهابية لتنظيم “داعش” في لبنان ضد أماكن عبادة ولهو ومقار رسمية خلال الأعياد وليلة رأس السنة، وأحبطت هذه العمليات عبر توقيف كادر مسؤول في التنظيم جاء خصيصاً من العراق يدعى أبو جعفر العراقي، فضلاً عن توقيف متعاونين معه في لبنان. وأكد المشنوق أن العملية “لا سابقة لها عربياً” وسماها “لبنان الآمن”.

وفي تفاصيل جاء في “الحياة” تفاصيل العملية التي كشف عنها المشنوق  إن أبو جعفر العراقي استدرجه “مصدر بشري” يتعاون مع شعبة المعلومات بعد تدريبات تقنية وعقائدية له، خصوصاً أن تنظيم داعش الإرهابي وضع استراتيجي جديدة للبنان، تقضي بإرسال قيادي من التنظيم بعيد من الشبهات وعالي الخبرات لبناء هيكلية لـ “داعش” فيه. وأوضح المشنوق أن العملية توزعت على 4 مراحل، الأولى لقاء “المصدر” أبو جعفر مرتين في تركيا ثم استدراجه إلى لبنان في 21 حزيران الماضي، والثانية مكوث الاثنين معاً في شقة مجهزة تقنياً، في إحدى مناطق الجبل، حيث عرض المسؤول العراقي خطة “داعش” الجديدة وأبلغ “المصدر” بوجود شخص لبناني موثوق سيساعد في تجنيد عناصر لتنفيذ عمليات. وعرضت شعبة المعلومات أفلاماً لاجتماعاتهما يقول فيها أبو جعفر إن القاضي الشرعي للتنظيم أفتى بأن اقطعوا رؤوساً ودمروا أبنية وجسوراً وخرّبوا… كما اجتمع الاثنان مع الشخص اللبناني الذي سلم أبو جعفر أسماء 10 أشخاص مرشحين للعمل مع “داعش”… وعُرِض تسجيل صوتي يطلب فيه أبو جعفر من “المصدر” المتعاون مع شعبة المعلومات عند انتقالهما إلى البقاع للقاء عنصر من “داعش”، تحديد أهداف العمليات. وحين قرر أبو جعفر العودة إلى العراق في 27 حزيران الماضي تقرر توقيفه بسرية تامة، وجرى التكتم عن الموقوفين الآخرين، فانتقل العمل إلى المرحلة الثالثة التي قضت باستمرار أبو جعفر في اتصالاته مع القيادة في العراق بإشراف “شعبة المعلومات” وأقنع التنظيم بضرورة بقائه في لبنان، وبالحاجة إلى مجيء مزيد من الكوادر من العراق وسورية. وذكر المشنوق إن المرحلة الرابعة قامت على طمأنة القيادة في العراق إلى خطة عمليات قريبة في الأعياد، بعدما كان الاتصال انقطع لأن مسؤول لبنان قتل أثناء المعارك هناك. وبعد مرور رأس السنة من دون أن يحصل شيء علمت قيادة التنظيم بأن أبو جعفر موقوف.

وأشارت “الشرق” أن ” المشنوق أشار إلى أن  “الرسالة من وراء الاعلان عن هذه العملية أن لبنان آمن، والتأكيد للبنانيين والعرب خصوصا الذين لديهم تخوف من المجيء الى لبنان من أن هناك قدرة أمنية فاعلة وعالية، وأن الوضع الأمني ممسوك في لبنان”. واستشهد بـ”كلام القيادي الداعشي الموقوف بقوله: إن العمل في لبنان صفر”، معتبرا “ذلك دليلا على فعالية الاستنفار الدائم لكل القوى والاجهزة الاستخبارية اللبنانية سواء في الجيش أو الأمن العام او شعبة المعلومات”.

إقرأ أيضًا: نصرالله: الأمن ما كان ليتحقق لولا هؤلاء الشهداء

ورأى الخبير العسكري والعميد المتقاعد خليل الحلو، أن أهمية هذه العملية تكمن في أنها نقلت لبنان من محاربة الإرهاب عبر العمليات العسكرية إلى المعركة المخابراتية عبر خرق التنظيم وتجنيد أحد قيادييه. وأكد في تصريح لـ”الشرق الأوسط” أن “العملية هي إنجاز نوعي في حد ذاتها وتؤكد أن الأجهزة الأمنية اللبنانية قادرة على حماية لبنان وحدها رغم تشكيك البعض، من دون أن يعني ذلك أن لبنان أصبح بمنأى بشكل نهائي عن الإرهاب كما هو الحال في كل بلدان العالم”.

السابق
«الموساد» اغتال ما لا يقلّ عن 3 آلاف شخص
التالي
مخزومي: الحريري في موقف لا يُحسد عليه