وليد جنبلاط وسعد الحريري والمعارضة الشيعية

لماذا لم يتم التأسيس لبلورة خيار وطني شيعي؟!

بين عام ٢٠٠٠ والانتخابات النيابية عام ٢٠٠٥، كان هناك نهوض مهم في الشارع الشيعي، يُمكن أن يؤسَّس عليه لبلورة خيار شيعي وطني سيادي خارج ثنائية حزب الله-حركة أمل.
خلال هذه الفترة، كان حبيب صادق على رأس المنبر الديمقراطي الذي شكل، بالاضافة الى لقاء قرنة شهوان، رأس حربة في مواجهة الاحتلال السوري وحلفائه في لبنان، وكان هناك إلتفاف لا بأس به من الرأي العام الشيعي حول هذه الخيارات. أذكر هنا مثالاً على ذلك، اننا نظمنا لقائين مع كلٍ من فارس سعيد في نادي الشقيف في النبطية، وسمير قصير في نادي التحرر في كفررمان، لم تتسع وقتها القاعات للمشاركين…

اقرأ أيضاً: مرشحون يعدون «بالمارد المدني» في الانتخابات النيابية القادمة

إلى أن إتخذ جنبلاط-الحريري قراراً بإعدام هذه الحال الشيعية المعارضة في مهدها، وذلك من خلال عقد الحلف رباعي مع الثنائي الشيعي بأهداف خبيثة تحت عنوان “لبننة حزب الله”.
لكن في الواقع كان عبارة عن عرض صفقة على الثنائي الشيعي يقوم من خلاله الحريري-جنبلاط برفض لل ١٥٥٩، وإعدم الحالة الشيعية المعارضة، مقابل قبول الثنائي الشيعي بإستمرار ستاتكو الحكم كما كان قبل خروج السوري، أي بتقاسم سني-شيعي-درزي للسلطة، وضرب أي سعي لدور جدي للقوى المسيحية (عون وجعجع) في السلطة.
وتكرس هذا الخيار من خلال لاحقاً من خلال ما سُمي بوثيقة التلاقي بين التحرر من الاحتلال الاسرائيلي والإحتلال السوري (والتي كان لسمير فرنجية وفارس سعيد (ربما بنية إيجابية) دور رئيسي في صياغتها تحت عباءة جنبلاط-الحريري)…

اقرأ أيضاً: المستقلون يتهيبّون اعلان ترشّحهم بانتظار التطورات السياسية

إن الإتفاق الرباعي والممارسات الإيجابية جداً لجنبلاط-الحريري اتجاه الثنائي الشيعي، أدّت الى ذبح المعارضة الشيعية، وخسارتهما لكل من الرأي العام المسيحي والبطرك الصفير، ونذكر قوله في ميشال عون رداً على الحلف الرباعي “أصبح للمسيحيين زعيم يمثلهم”، فخسر جنبلاط-الحريري ورقة المعارضة الشيعية والغطاء المسيحي، كانت الفرصة مثالية لحزب الله لتوجيه ضربة قاسمة لهما بالإنقلاب على قواعد الحكم وضرب دورهما وحجمهما في السلطة وفي صناعة السياسة، وذلك من خلال توقيع وثيقة تفاهم مع العماد عون.

وكرّت سبحة انهزام جنبلاط-الحريري… أُكلا يوم أكِلت المعارضة الشيعية، ويوم عملا على تهميش القوى المسيحية… والآتي أعظم

السابق
مصادر دبلوماسية تنفي لـ«جنوبية» رفض دعوة باسيل إلى الرياض
التالي
حزب الله مشغول عن الغارات الإسرائيلية بـ«الحرب الكبرى»