توترات ومحاولة اغتيال: أمن لبنان في مرمى الإنذارات الدولية

ترافقت محاولة اغتيال المسؤول في حماس محمد حمدان منذ أيام قليلة، مع توتر في مخيم برج البراجنة وتحذيرين أمنيين من سفارتين أجنبيتين في لبنان لرعاياهما. فهل من ارتباط ما بين هذه الاحداث، خاصة انه تم ذكر الضاحية الجنوبية في أحد البيانين؟

في اتصال مع مسؤول أمنيّ لبناني بارز، أكد  لـ”جنوبية” انه “لا معلومات لديه حول ترقب أي عمل أمني في لبنان. وان قيادة الجيش هي الأدرى بهذا الملف، اضافة الى ان بيانات السفارات المذكورة هي المعنيّة بها وحدها”.

في حين رأى وزير الداخلية السابق مروان شربل أن “هذه كلها احتياطات تأخذها السفارات دوما، وهذا لا يعني ان الوضع الأمني معرّض للخطر، ولا تعرف هذه السفارات أيّ حدث قبل الأجهزة الأمنية اللبنانية. اما بالنسبة للأوضاع الفلسطينية في لبنان، فالامر معروف وهم مهددون دوما بهدف خربطة الوضع الأمني. لكن الاجهزة الأمنيّة اللبنانية تلعب دورها المهم وهي مشكورة بالتنسيق مع المخابرات الأمنية اللبنانية”.

إقرا ايضا: حدود مخيم برج البراجنة.. كيف توسّعت بين الأملاك الخاصّة والعامّة؟

ويضيف الجنرال شربل، بالقول “السفارات تقوم بما عليها وتعرف ما عليها ان تقوم به بالتنسيق مع القوى الأمنيّة اللبنانية، وأحد المسؤولين في السفارة الكندية قال انهم لا يعرفون شيئا عن هذا البيان. اضافة الى ان هذا البيان هو عمل روتيني، ويدخل في اطار الشعاع السياسي والأمني للسفارة حيث يريدون التصويب على عمل الدولة اللبنانية. اما القصد من الاشارة الى الضاحية في بيان السفارة الكندية فهو نوع من تناغم مع العقوبات الاميركية على حزب الله، وما صدر عن الحكومة البريطانية ايضا، وهي كلها للضغط على ايران وحزب الله معا”.

وختم الوزير مروان شربل، بالقول “الوضع الأمني في لبنان أحسن من الوضع الأمني في أميركا وأوروبا. وكل ما نشهده يهدف الى التناغم مع الضغوطات على حزب الله”.

اما عضو المجلس الثوري في حركة فتح جمال أشمر، فقد اعتبر ردا على سؤال هل العمل الأمني الأخير يدخل ضمن خربطة الوضع في لبنان، بعد تحذيرات الأميركيين والكنديين، فقال “لقد نفت السفارة الكندية الخبر، والهدف من هذا البيان الكاذب هو توتير الجو. اما محاولة اغتيال مسؤول حماس محمد حمدان فهو لكون كل من يعمل في الاطار المقاوم مستهدف، وهذا عمل تخريبي مستقل. وهم هدف دائم للإسرائيليين. والعميل الإسرائيلي يريد ضرب ضربته أينما كان وأينما حلّ. كما حصل سابقا مع جهاد جبريل، والإخوين مجذوب، وجهاد مغنية، وحسان اللقيس، وابو حسن سلامة، وغيرهم الكثيرين. فكل من يعمل ضد اسرائيل مستهدف بالعمق”.

إقرأ ايضا: «برج البراجنة» والمخيم.. جيران ولكن

و”احيانا تأتي بسياق أمنيّ لبناني متوتر والاسرائيليين لا يتنظر أي حدث داخلي، وتأتي الاحداث في المخيمات كواقعة القنبلة في مخيم برج البراجنة في سياق عادي حيث يحصل ذلك في كل المناطق كما يحصل في بعلبك مثلا من خلافات عشائرية ليس لها صلة بالعمل الأمني، لكن التوتر الذي يحصل في عين الحلوة هو الاشارة الى اي عمل أمني. فاسرائيل تقوم دوما بزرع خلايا أمنية تتحرك بشكل دائم”.

و”لا رابط بين الأحداث الأربعة التي ذكرتها في السؤال، وعندما تصبح المعطيات كاملة لديه يمكن للإسرائيلي ان يضرب، وإن ترافقت ضربته مع أي حدث آخر قد يخدم سياسته فانه لا يمانع بل يرّحب”.

ويبقى الوضع الامني في لبنان مرتبطا بشكل كلي بالتوترات الاقليمية، غير منفصل ابداء عنها وابرزها ما يقع في ساحتي سوريا واسرائيل.

السابق
أمطار غدا الاربعاء والخميس ثلوج على علوّ منخفض
التالي
الوليد بن طلال يتعرّض للتعذيب في سجن الحائر