حملة تجهيز مجاهد إلى الواجهة مجدداً: ماذا يريد حزب الله؟

ها هي حملة تجهيز مجاهد التي أطلقها حزب الله في شباط 2017، تعود إلى الواجهة من جديد.

ارتفعت في شوارع الضاحية الجنوبية مجدداً يافطات “تجهيز مجاهد”، في إشارة إلى معاودة انطلاق الحملة التي أعلنها حزب الله في شباط العام 2017.
وتظهر الصور التي حصل عليها موقع “جنوبية” اليافطات المعلقة فوق جسر المشاة الواقع عند طريق المطار القديم قرب بلدية الغبيري، وفوق مخيم البرج، تحت عنوان “من جهز مغازياً فقد غزا”، وهو العنوان الذي سبق للحزب استخدامه في حملته الأولى لجمع التبرعات.

حملة “تجهيز مجاهد” تسعى في هدفها الأولي الذي أعلنته هيئة دعم المقاومة ع في شباط 2017، إلى إمداد “المجاهدين” بالمال والعتاد، وقد تفاعل معها الحزبيون وأنصارهم إلى حدّ اعتبار المشاركة فيها واجب شرعي، فيما تفرغت خلّية الكترونية لترويجها آنذاك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فانتشرت الفيديوهات التحفيزية والتي نشط معها وسم “#مشروع_تجهيز_مجاهد”.
مروجو الحملة كذلك لم يوفروا  رجال الدين، فلجأوا بعد أيام من إعلانها في العام 2017 إلى الشيخ نجيب صالح المناصر لحزب الله والذي نُشِر له شريط فيديو يؤكد خلاله أنّ المساهمة في هذه الحملة مسؤولية كبيرة من الناحية الوطنية والشرعية.

عودة الحملة إلى الساحة مجدداً يطرح العديد من التساؤلات، فالحجّة الأولى أي “الحرب السورية”، لم تعد منطقية مع الانتصارات المتوالية التي أعلنها حزب الله على لسان أمينه السيد حسن نصرالله مؤخراً، إضافة إلى ما تؤكده مصادر مقربة من الحزب حول توقيت الانسحاب من الساحة السورية والذي بات وشيكاً.

إقرأ أيضاً: تقشّف ودعوة للتبرعات: هل أفلست الحرب السورية حزب الله ؟

إلا أنّه وبعيداً عن الأزمة السورية، وغبطة النصر التي يعتاش عليها حزب الله، تأتي الحملة في سياقين، الأوّل إيراني، والثاني فلسطيني، فهتاف “الموت لحزب الله”، الذي تمّ ترديده في الاحتجاجات الإيرانية اعتراضاً على الأموال المخصصة له من قبل الدولة الإيرانية ما زال وقعه طناناً، سيما وأنّها ليست سابقة فقد خرج الصوت الإيراني معترضاً يوم قال نصرالله وبأعلى الصوت “اموالنا من الجمهورية الإسلامية في إيران”.
السياق الآخر، وهو بوصلة فلسطين، والتي تحوّل طريقها في أوّل خطاب لنصرالله بعد إعلان القدس عاصمة لإسرائيل من قبل إدارة ترامب، من حدود جغرافية إلى طريق يمر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هذا السياق تدعمه الصور التي انتشرت في الضاحية الجنوبية داعية إلى دعم القدس ومستخدمة عنوان “من جهز مغازياً فقد غزا” وهو العنوان نفسه المستخدم لحملة “جهز مجاهد”.

إقرأ أيضاً: #مشروع_تجهيز_مجاهد: هكذا يكافح حزب الله الشح المالي

هذه الحملة تأتي كذلك مع لجنة التحقيق التي أسستها أمريكا للاستقصاء حول حزب الله، ومصادر تمويله وتجارة المخدرات المتهم فيها، فهل استشتعر الحزب خطر العقوبات الجديدة التي تتحدث عنها وسائل إعلام عربية وأجنبية، أم أنّ الحملة رسالة خارجية للشعب الإيراني مفادها أنّ الحزب “أمواله حلال”، ورسالة داخلية تقول لكل من انتقد أنّ طريق القدس لن تضيع، لاسيما وأنّ أمين عام حزب الله لم يفوت فرصة إلا وعمل من خلالها على تخطي المقاومة الالكترونية التي أطلقها في خطاب القدس الأوّل وآخر هذه الفرص هو ما نقله الإعلامي سامي كليب عمّا قاله له نصرالله عن القدس في كواليس الحلقة الخاصة التي حاوره فيها، وجاء فيه أنّ “نصرالله أكّد له أن مسألة دخول المقاومة إلى القدس حقيقة واقعة، وليست مجرد كلام”.

السابق
الجبير: إيران زودت ​الحوثيين​ بصواريخ لقصف ​السعودية
التالي
نار وغضب داخل بيت ترامب الأبيض..اعنف بكثير من فضيحة ووتر غيت..