العراق وتجاذبات «الكتل» على نار الصراع الايراني الأميركي

أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عن تشكيل "إئتلاف النصر"، وهو ائتلاف وطني عابر للطائفية، بحسب تعبير العبادي نفسه. وكان هذا الائتلاف قد عقد تحالفا مع "ائتلاف الفتح" بقيادة الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري فسمي بـ"ائتلاف نصر العراق" في سبيل خوض انتخابات عام 2018 النرتقبة.

نقلت وسائل اعلام ان ثمة تحالف ولد بين رئيس الوزراء حيدر العبادي والحشد الشعبي الذي سرعان ما انفك ولم يعش طويلا، وما زالت الاوراق تخلتلط بين الكتل السياسية والاحزاب الشيعية على وجه الخصوص.

 

 

 

 

وفي اتصال مع الباحث والمحلل السياسي، الدكتور عبد الحسن الأمين، قال لـ”جنوبية” حول التحالفات العراقية المستجدة، والمستهجنة نوعا ما، “يجب ان نعرف من يحرّك الاطراف، فالسيد عمار الحكيم يقف مع أحد الطرفين، وفي العراق لا يمكن فهم أي شيء، فهنالك تنوّع هائل ويحدث كل شيء، ولا يمكن فهم خلفيّات اي موقف. فنوري المالكي رئيس وزراء العراق السابق ذهب باتجاه جديد، كما أنه لا يمكن فهم موقف مقتدى الصدر ولا تحالفاته مع العلم ان قوات مقتدى الصدر انقسمت الى ثلاثة اقسام، لكن لا يزال موقفه غير مفهوم فهو متسرع ومتهور. وبالنهاية الكلمة تنقسم جزئين: جزء لإيران وجزء لأميركا”.

اقرأ أيضاً: حيدر العبادي والخيارات الصعبة

ويضيف الأمين: “بحسب رأيي ان مقتدى الصدر لا ينقلب على الايرانيين، ولا يقطع معهم. بل يتحرك على الهامش، خاصة في انقلابه الاخير وزيارته الى السعودية. فهو الزعيم الشيعي الاقرب الى ايران كونها الرأس الشيعي المدبر، فايران تثبت القواعد والكلمة، وقاسم سليماني يُعيد رسم الموقف عبر كلمة مشتركة مع السيد السيستاني. لانهم يعرفون ان الشيعة معرّضون دوما للاضطهاد، وان خلافهم سيقضي عليهم. من هنا يمكن فهم موقف المرجع السيد الخوئي الذي لم يسلم للنظام العراقي، وكان صمته هو دعم النظام الاسلامي في الجمهورية الايرانية من خلال هذا الصمت عن المناهضة”.

من جهة اخرى، وفي اتصال مع الباحث العراقي، فراس محمد، قال لـ”جنوبية” ردا على سؤال حول التحالفات غيرالمثبتة، اكد ان “الساحة العراقية شهدت مؤخرا أحداثا متسارعة، كانت للبعض صادمة ومستغربة. بدايتها كانت بانقسام الحزب الحاكم للعراق منذ ما يزيد عن اثنتي عشر سنة، أي حزب الدعوة الإسلامية، حيث انقسم الى جناحين، يترأسهما كل من رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي، ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي”.

ويتابع فراس محمد، بالقول “المفاجأة كانت بإعلان يوم أمس عن تحالف اغلب الفصائل المسلحة العراقية التابعة لإيران والمدعومة من قبلها مع قائمة العبادي الانتخابية، بعدما كانت حليفة في الانتخابات السابقة للمالكي .هذا التحالف ووفقا للتسريبات كان عرّابه قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني”.

فـ”السيد الصدر من جهته، أعلن أنه عُرض عليه أن يقوم بضم القائمة التي يدعمها الى هذا التحالف، لكنه رفض ذلك، لما يمثّله هذا التحالف من خروج عن مشروع الإصلاح ومحاربة الفاسدين والنفس المذهبي الى فضاءات الوطن وتقوية سلطة الدولة، بحسب وجهة نظره”.

اقرأ أيضاً: زيارة الصدر للسعودية تعبير عن ضيق صدر العراقيين من ايران

ويؤكد، محمد، ان “العراقيين الذين استنكروا هذا التحالف الجديد برئاسة العبادي وبمعيّة بعض فصائل الحشد وقائمة الحكيم، اندهشوا لخبر تصدّع جدران هذا التحالف من خلال إعلان الفصائل المدعومة إيرانيا بالخروج منه بحجة ضمه لبعض الكيانات والأشخاص المتهمين بالفساد”.

ويختم فراس محمد، المحلل السياسي العراقي، ان “المشهد الانتخابي العراقي ما زال في طور التشكّل، ونار الطبخ فيه ساخنة وستزداد سخونة، مما يجعلنا نتوقع تقلبات كثيرة ستحملها لنا الأشهر الثلاث القادمة. وكلما اقتربنا من موعد تسليم اسماء قوائم المرشحين الى مفوضية الانتخابات بشكل رسمي، هذا اذا حصلت الانتخابات في وقتها، ولم يتم تأجيلها”.

تتقلب التحالفات في العراق على نار التجاذبات الاقليمية والجميع بانتظار تقطيع الوقت لترسو اللوائح على برّ المصالح الحزبية والسياسية. فكيف ستكون صورة هذه التحالفات نهاية المطاف وقبيل موعد الانتخابات البرلمانية لعام 2018؟

السابق
منظمة العمل الشيوعي تدعو إلى اعتبار الإنتخابات مناسبة لاستنهاض القوى الديمقراطية
التالي
مرشحون يعدون «بالمارد المدني» في الانتخابات النيابية القادمة