«حزب الله» إذا إنتصر في أيار

احمد عياش

التأكيد الذي سمعه اللبنانيون على أعلى المستويات في الساعات الماضية وفيه أن الانتخابات النيابية ستنجز في موعدها المقرر في أيار المقبل,رافقه حديث في اوساط مرجع نيابي ,إطلعت عليه “النهار” ,عن ان المرجعيات الدولية هي التي تضغط في إتجاه إتمام هذا الاستحقاق أكثر مما حاصل على المستوى الداخلي. إذ لو ترك الامر للساسة اللبنانيين,كما يقول المرجع, لكانوا إختاروا تأجيل الانتخابات لذرائع شتى وإبقاء القديم على قدمه .في حين ان العالم الخارجي لاسيما الجهات التي ترعى الوضع اللبناني ,كما هو حال الاتحاد الاوروبي الذي يصرّ على تجديد الحياة السياسية في لبنان ,يعتبر ان كل إشكال الدعم التي يمكن ان تقدّم لهذا البلد مشروطة بإجراء الانتخابات.ولذلك,يتوحد المسؤولون في هذه الايام في الكلام عن إلتزام الوفاء بهذا الاستحقاق.

إقرأ أيضاً: مخاوف من تطيير الانتخابات النيابية بسبب تفاقم نزاع برّي – وعون

يعود كثير من المراقبين الى الانتخابات التي جرت عام 2009 والتي أنتجت البرلمان الحالي كنموذج قياس . تلك الانتخابات إنتهت  الى فوز قوى 14 آذار التي حققت مجتمعة إنتصارا مميزا سمح لها بالحصول على أكثر من سبعين مقعدا في مختلف الدوائر وهو ما سمح بمجيء حكومة ترأسها للمرة الاولى سعد الحريري بعدما  أعلن عن مدّ يد التعاون مع قوى 8 آذار  وخصوصا الفريق النافذ في هذه القوى أي “حزب الله”.ومن أهم معالم إنتصار 14 آذار في تلك الانتخابات تمثلت بالمواجهة الناجحة التي خاضها الحريري في زحلة فحصد مع حلفائه أكثرية مقاعد تلك المنطقة خلافا لحسابات “حزب الله” الذي كان يتوقع بحسب ما أبلغه المشرف من قبل الحزب على إنتخابات البقاع نائب الامين العام الشيخ نعيم قاسم الى المتصلين به عشية الاستحقاق إنتصارا ساحقا لفريقه في زحلة ما يجعل الاكثرية في البرلمان مضمونة ل 8 آذار.

بعد تسعة أعوام تبدلت فيها اوضاع لبنان والمنطقة جذريا,هل بالإمكان إجراء إنتخابات نيابية لا يحرز فيها “حزب الله” ما لم يحرزه عام 2009 ,أي الحصول على أكثرية من المقاعد تعود اليه والى حلفائه ؟في المعطيات المتوافرة لدى مصادر وزارية بارزة ان نتائج الانتخابات المقبلة ستغيّر المشهد السياسي فعليا بحيث لا يعود واردا الكلام على وزن ل14 آذار التي صارت من الماضي.وإذا ما أخذنا الحجم الجديد الذي سيحققه الحزب في أيار المقبل ومعه الرئيس نبيه بري فهو سيكون وازنا إذا ما أضفنا اليه الحجم الجديد لتيار الرئيس ميشال عون. وهؤلاء الاطراف الثلاثة مجتمعين سيحصلون في البرلمان الجديد على أكثرية حرزانة من المقاعد ما يقلب ميزان إنتخابات 2009 رأسا على عقب.

إقرأ أيضاً: إشكاليات حزب الله وحلفائه: هل تطير الانتخابات؟

هل سيؤدي هذا الانتصار النيابي المتوقع ل”حزب الله” وحلفائه الى وقوع لبنان في قبضة السيطرة الايرانية ؟ تؤكد المصادر ذاتها ان إعتماد الحزب على عون يعني ان هناك ضمانة ان لا يقع هذا المحظور .

السابق
تجمع العاملين في البلديات بحث في تأخير تصديق السلسلة وألمح إلى الإضراب المفتوح
التالي
قرار من ماهر الأسد بتحجيم بري