كرّ وفرّ في إدلب وقوات المعارضة تصمد وتستعيد ما خسرته

معارك الكر والفر بين النظام السوري وفصائل المعارضة ما زالت هي عنوان المعركة الدائرة في إدلب.

يتابع النظام السوري حملته العسكرية التي أعدّ لها منذ 3 أشهر، لاستعاد السيطرة على مطار أبو الظهور العسكري الواقع في ريف إدلب، والذي خسره منذ عامين.

هذه الحملة التي يشارك فيها الفيلق الخامس في الجيش ومجموعة من المليشيات في مقدمتها ” الدفاع الشعبي، قوات النمر، قوات الطراميح،الحرس الثوري الإيراني وحزب الله بالإضافة للواء القدس”، والتي يدعمها يشكل واضح الطيران الروسي الذي شنّ مئات الغارات الجوية على المنطقة، وقوبلت بمواجهة شديدة من قوات المعارضة.

الصحافي ياسين الأخرس عضو المكتب الاعلامي لقوى الثورة السورية، يوضح لـ”جنوبية” أنّ “الحملة استهدفت ريف إدلب الشرقي بشكل خاص إضافة إلى ريف إدلب الجنوبي”.

مبيناً أنّ “حملة النظام بدأت بالتمهيد الجوي على بلدات ريف إدلب الشرقي، ولاسيما بلدة جرجناز التي تعرضت لأكثر من 40 برميل متفجر في يوم واحد”.

الحملة العسكرية لنظام الأسد، امتدت إلى ريف إدلب الجنوبي وصولاً إلى أطراف بلدة تل سكيك، والتي كانت الانطلاقة منها، لتصل بعدها قوات النظام – بحسب الأخرس- إلى بلدة تل سلمو والتي يفصل بينها وبين مطار أبو الظهور كيلومتر واحد، مع الإشارة إلى أنّ هذه المنطقة كاشفة وبمجرد السيطرة عليها يسقط المطار نارياً.

يوضح الأخرس أنّ النظام السوري توقف عند هذه النقطة، إذ أنّ قوات من أبناء العشائر والفصائل العسكرية شكلّوا خط دفاع لمواجهة النظام السوري عند تل سلمو وسائر البلدات.

المعارك في هذه المواقع توسعت، مما دفع الجيش السوري الحر إلى تنفيذ هجوم معاكس في العاشر من الشهر الحالي، على مواقع النظام السوري في مناطق تل مرق والخوين وعطشان.هذا الهجوم مكّن الجيش الحر من استرجاع هذه المناطق لمدة 3 ساعات، إلا أنّ المقاتلين تراجعوا تحت ضغط القصف، ليضعوا خططاً جديدة بعدها”.

فصائل الجيش الحر التي شاركت في هذه المعركة بحسب الأخرس هي “جيش النصر، جيش العزة، فيلق الشام، وجيش إدلب الحر، الجيش الثاني” إضافة إلى قوات من حركة أحرار الشام وهيئة تحرير الشام والحزب الاسلامي التركستاني.

الصحافي ياسين الأخرس

فيما كرّر الجيش الحر الهجوم المعاكس ضد قوات النظام مرة ثانية في اليوم نفسه، ومع القصف العنيف تمكن من اغتنام “3 عربات بي إم بي ودبابة عسكرية ثقيلة وقواعد صواريخ كورنت وأسر 63 عنصراً من قوات النظام”.

فيما يلفت الأخرس إلى أنّ “عدد القتلى في صفوف النظام يقدر بحوالي الـ50 “.

معارك الكر والفر ظلّت مستمرة، وقد استعادت فصائل الجيش الحر في اليوم التالي السيطرة على بلدات الخوين، أم الخلاليل،أم زرزور، الهليل وحاجز مزارع النداف القريب، فيما استمرت عملية التمهيد بالقصف على بلدتي الخريبة واسطبلات، جنوب إدلب، إلا أنّ النظام عاد واستعاد أغلب هذه البلدات بسبب حملات القصف الجوي والصاروخي.

إقرأ أيضاً: شبابيك إدلب الكحليّة في حزيران

يشير الأخرس إلى أنّ “خطة الجيش الحر والفصائل كانت ضرب النظام في الخاصرة لمحاصرته، ولكن غزارة نيران النظام هو الذي أعاق تنفيذها”.

لافتاً إلى أنّه “يوم أمس الجمعة شارك الحزب الإسلامي التركستاني في المعركة، واشتغل على محاور عطشان، خيارة وعجاز في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث استخدم الحزب بمساندة هيئة تحرير الشام سيارات انتحارية وقد تمكنوا من السيطرة على عدة محاور في المنطقة”.

موضحاً أنّ “العمل حالياً على منطقة سنجار التي ما زالت تحت سيطرة النظام والمعارضة وذلك من اجل إعادة السيطرة عليها من قبل الثوا”.

يصف الأخرس المعركة الدائرة حاليا في ادلب بأنّها عبارة عن “عمليات كر وفر بين الطرفين”، فالمناطق شبه صحراوية وبمجرد السيطرة على قرية تسقط معها القرى المجاورة، ولهذا فإنّ عدد البلدات المتداولة إعلامياً كبير.
مبيناً أنّ “الفصائل ليس لديهم قوة عسكرية لكون المنطقة صحراوية عشائرية، وقد حاول النظام استغلال هذه النقاط”.

إقرأ أيضاً: عمَّ تبحث تركيا في إدلب؟!

يتوقف الأخرس عند التشرد  الذي طال أكثر من مئة ألف نازح، حيث أنّ كل سكان هذه المناطق قد تهجروا، منهم من توجه إلى ريف حماه الشمالي ومنهم إلى ريف حلب الجنوبي.
مشدداً أنّ “الظروف سيئة جيداً، بعض النازحين في العراء، بعضهم لا خيم لديهم، وبعضهم قد سكنوا في بيوت مهدمة”.

ويلفت الأخرس إلى أنّ “هناك نقص حاد في وسائل التدفئة و الأدوية وهناك تفشّ للأمراض في المخيمات. فيما الاستجابة من المنظمات خجولة جداً”.

السابق
التجديد في الاسلام: في العقيدة والتراث أم في الوعي؟
التالي
هل أنتم ضد داعش؟