أول لقاء مع حسن عبد الكريم نصر الله 

سنة 1980 قصدت إيران وانتسبت إلى حوزتها للعلوم الدينية في مدينة قم الشهيرة وحينما عزمت على العودة إلى لبنان لتمضية عطلة شهر رمضان المبارك فيه سنة 1982 بين أهلي وشعبي في جنوب لبنان وقع الغزو الإسرائيلي ، فاضطررت للمجيء إلى سوريا ومن ثم إلى مدينة بعلبك قاصدا الحوزة العلمية الدينية فيها التي كان يديرها الشهيد السيد عباس الموسوي رحمه الله وكانت الحوزة يومها في الوقت نفسه معسكرا للحرس الثوري الإيراني ، قصدتها لكي تكون لي محطة أستكشف منها طريق الوصول إلى أهلي في جنوب لبنان وفي الحوزة تعرفت على السيد الشهيد عباس الموسوي رحمه الله وعلى شخصيات صارت لاحقا قيادات في حزب ما يسمى ( بحزب الله ) وتعرفت على حسن عبد الكريم نصر الله وهو كان بسن 21 تقريبا وأنا بعمر 18 سنة ، ويومها كانت أبرز فكرة مثار جدل بالحوزة في بعلبك بين طلابها وبين كوادر الحزب فكرة ( هل الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان رحمه الله هل فقد عدالته بتأييده للرئيس الأستاذ نبيه بري الذي وافق على أن يكون عضوا في هيئة الإنقاذ الوطني التي فيها بشير الجميل الرئيس العميل لإسرائيل والتي تتحرك الهيئة بمباركة من الإحتلال الإسرائيلي ؟ وبعد مقتل الرئيس بشير الجميل استمر الإمام شمس الدين بتأييد أخيه الرئيس أمين الجميل هذا السؤال كله ومفرداته هو سؤال الحوزة والحرس ومفرداتهم ؟ )

يومها كنت محمولا بعقل لم يمض على وجوده في الحياة أكثر من 18 سنة ومع ذلك شاء القدر الإلهي أن يكون ناضجا وفق قناعتي يومها والان ايضا لحظة كتابة هذه السطور شاء القدر الإلهي أن أكون ضد توجه حوزة السيد عباس الموسوي والحرس الإيراني حينما قلت لهم : إن الإمام السيد موسى الصدر قال : سنفتش عن وطننا في مزابل التاريخ إن خسرنا الشرعية إن خسرنا الدولة ولا حل لأزمة لبنان إلا بتذويب الدويلات لصالح دولة لبنان وإن منطق الإمام السيد موسى الصدر واضح وضوح الشمس يجب أن نعود إلى الميثاق بيننا وبين المسيحيين في لبنان والإسلام يقدس المواثيق نعود إلى الميثاق الذي يفرض على جميع اللبنانيين أن يعيشوا في ظل دولة ودستورها وقانونها ونظامها وإن المقاومة الفلسطينية والأحزاب اليسارية اللبنانية المتحالفين معها قضوا على الدولة وبالتالي نحن في مرحلة خطيرة للغاية بدأنا نشعر بأنه سنفتش عن وطننا في مزابل التاريخ فلا مانع شرعا ولا عقلا ولا اخلاقيا أن نستغل غزو اسرائيل إلى لبنان ونسعى إلى أفضل تفاهم مع المسيحيين مع بشير وأمين الجميل وغيرهما تماما كما يفعل الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله.

 

بعد كلامي هذا الذي جعلني تحت سخط السيد عباس الموسوي رحمه الله وكل قيادات الحرس الإيراني وطلاب الحوزة الهائجين ثوريا، وفي خضم المواجهات الساخنة والباردة بيني وبينهم تبرع حسن عبد الكريم نصر الله وتطوع لمجالستي على انفراد بهدف أن يكشف لي عن مدى خطأي وخطورة موقفي شرعيا ودينيا في تأييد موقف الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله، فلا هو أقنعني ولا أنا أقنعته.

للحديث صلة…

السابق
جدول مواعيد دفع رسوم السير للسيارات خلال العام 2018
التالي
واشنطن تكشف قيمة النفقات التي ترسلها إيران لحزب الله