مفاجأة نصرالله ستغيّر وجه المنطقة ويؤكد:«على أيامنا ان شاء الله»!

احمد عياش

فيما لا يزال لبنان غارقا في إزمات أهل الحكم يثبت “حزب الله” في صورة مستمرة انه غير معنيّ بهذه الازمات وأهلها بل لديه إهتمامات أخرى على مستوى المنطقة.وكل ردود الفعل الداخلية التي صدرت حتى الان على الحديث التلفزيوني الذي أجراه الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله مع قناة “الميادين” ظهرت وكأنها عاجزة على اللحاق بما لدى زعيم الحزب من خطط تتصل بالصراع مع إسرائيل.

قبل الاطلاع على جديد نصرالله لا بد من التوقف عند البيان الصادر بالامس عن كتلة “المستقبل” النيابية بعد إجتماع برئاسة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وفيه رد غير مباشر على الامين العام ل”حزب الله”, فشدّد على “إعتبار قرار السلم والحرب قرارا سياديا لبنانيا من مسؤولية الدولة ومؤسساتها الدستورية دون سواها”.وكان نصرالله قد أعلن في الحديث المشار اليه :”…أنا حين أقول إذا كان ترامب أو نتنياهو يريدان دفع المنطقة الى حرب كبرى فلندرس ونرتب ونحضّر أمورنا .ولتكن هذه الحرب الكبرى فرصة لتحرير القدس وليس لتحرير الجليل فقط …” أما وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق فقال في حديث لمحطة “أم تي في” ان سلاح الحزب “لن يأخذ شرعيته إلا بالاستراتجية الدفاعية التي تحدد دوره ورؤيته وحركته”.

إقرأ أيضاً: ما هو السر بانتصارات السيد حسن نصر الله الإلهية؟
لا مبالغة في القول ان نصرالله قلما يأبه لردود الفعل الداخلية على مواقفه الاقليمية.إذ أن أنظاره كانت ولا تزال شاخصة الى وقع هذه المواقف على المستوى الخارجي عموما والاسرائيلي خصوصا.لكن حتى الان لم يظهر ان هذه المواقف الواردة في إطلالة نصرالله التلفزيونية قد حرّكت ساكنا في إسرائيل. ربما دفع هذا التجاهل الاسرائيلي الى “إخراج الارنب من القبعة” كما يقال وبكلام آخر إطلاق مفاجأة جديدة تتصل بهذا الحديث .فما هي هذه المفاجأة؟

على موقع “العهد” الالكتروني التابع ل”حزب الله” ظهر في الساعات الماضية تسجيل بالصوت والصورة حمل عنوان “تحت الهوا بين السيّد وسامي كليب:على أيامنا إن شاء الله”. ومهّد الموقع للتسجيل بالقول :”كشف الاعلامي سامي كليب خلال برنامج على محطة “أم تي في” عن إجابة على سؤال طرحه على الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله – تحت الهواء – بعد مقابلته الأخيرة على قناة “الميادين”، حول الدخول الى القدس الشريف.”

وفي الاستماع الى هذا الشريط المأخوذ من برنامج “MENNA وجرّ” الذي يقدمه المذيع بيار ربّاط على محطة “أم تي في” جاء فيه على لسان الزميل كليب:”بعد ما خلصنا اللقاء مع السيد قعدنا سوا فقلت له:أنت تقول أنك ستدخل على القدس,هل انت قادر عن جد على الدخول اليها؟ فقال لي :عن جد.وشرح لي الاسباب الموضوعية والسياسية والامنية والعسكرية والدينية… فقلت له:على أيامنا ؟فقال لي إن شاء الله.”

لم يقتصر الاهتمام بما كشفه صاحب المقابلة مع نصرالله على موقع “العهد” فقط بل وصل الى الاعلام الايراني أيضا.ومن هذا الاعلام صحيفة “كيهان” الناطقة بلسان المحافظين فأبرزت تأكيد نصرالله “أن دخول القدس الشريف أمر حاصل لا محالة”.وقد ورد في أحد المقالات في الصحيفة” إنّ حزب الله بات يشكّل قوة ردع لا يستهان بها. وثمن الحرب هذه المرة لن يكون بسيطاً، ولن تكون المعارك مقتصرة على حزب الله، إذ أن محور المقاومة كله سيدخل المعركة!” وفي سياق متصل أبلغ النائب في كتلة الحزب نواف الموسوي وكالة الانباء الاسلامية الايرانية(أرنا) ان “حزب الله لم يعد معنيّا بحشد أسلحته في لبنان فقط طالما لديه قواعد في سوريا .المسافة من دمشق الى تل أبيب أقرب من أي نقطة في لبنان الى تل أبيب”.

وعلى رغم هذا الصخب الاعلامي من الجانب الايراني وإمتداداته لا بد من التوقف عند إستمرار الصخب الميداني الناجم عن إستمرار الغارات الاسرائيلية على مواقع عسكرية داخل سوريا كما حصل بالامس. وليس واضحا حتى الان أبعاد تحذير وزارة خارجية النظام السوري من “أن تكرار الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا ستفجّر الاوضاع في المنطقة”.إلا ان كلام مرشد الجمهورية الاسلامية الامام علي خامنئي الذي علق فيه للمرة الاولى على التظاهرات الاخيرة في إيران حمل تهديدا مباشرا لواشنطن عندما قال :”أنّ الحكام الأميركيين أخطأوا ولم تصب رصاصتهم هدفها وأنّ ما ألحقوه من خسائر بالشعب الإيراني لن يمر دون رد”.

إقرأ أضاً: ما هو السر بانتصارات السيد حسن نصر الله الإلهية؟
يقول المتابعون للتطورات في إيران وسوريا إن إحتمال نشوب مواجهة بين إسرائيل ووكلاء إيران هو ضعيف اليوم لكنه غير مستبعد.ومهما كانت درجة الدقة في كلام نصرالله عن الوصول الى القدس فيجب وضعه في إطاره الايراني الذي تعودنا أن يكون إحتمالا واقعيا على مسرح يتصرف فيه المرشد الايراني بحرية ألا وهو لبنان.وفيما تجهد حكومة الرئيس الايراني حسن روحاني على مداوة الجروح الاخيرة في بلاده حيث أعلن مساعد رئيس الجمهورية ورئيس منظمة التخطيط والموازنة في إيران محمد باقر نوبخت، انه تم وضع خطة لايجاد مليون و33 الف فرصة عمل في العام الايراني الجديد الذي يبدأ في 21 اذار المقبل ,يبشرنا السيد نصرالله بحروب مقبلة هي الان أشبه ب”حرب النجوم” وهو فيلم حصد أخيرا أعلى الايرادات على شاشات السينما في الولايات المتحدة الاميركية.

من المؤكد ان فيلم “حزب الله” المقبل سيحصد أعلى نسبة من ارواح من تبقى من أحياء في الهلال الايراني الممتد من بحر قزوين حتى شواطئ البحر الابيض المتوسط!

السابق
سلاح خامنئي للرد على مؤامرة الاميركي داخل ايران
التالي
الإحتجاجات عائدة.. الى إيران