لن نستسلم…ونرفض أن نكون عبيد سلطة الفساد

فقرة الصحافي علي الأمين في برنامج "على مسؤوليتي" على صوت لبنان.

لن نستسلمَ، بل سنواجه بحقنا كبشر بواجبنا كمواطنين، ذلك أننا نتعرضُ اليوم كلبنانيينَ لعمليةِ نهبٍ منظمةٍ، نهبٌ لثرواتنا او ما تبقى منها، نهبٌ لحقوقِنا في العيشِ في دولة ٍتحترم ُحقوقِ مواطنيها الدنيا في الحصولِ على الماءِ والكهرباءِ، مليارتُ الدولاراتِ تُصرفُ من الخزينةِ العامةِ من أجل ِتوفيرِ الطاقةِ الكهربائيةِ للمواطنين ولكن لا طاقة َمتوفرة. لا كهرباءَ كما يجبُ ان يوفرَه المالُ الذي يُدفع من جيوب المواطنين لمؤسسةِ كهرباءِ لبنان، بالاضافة الى القروضِ التي تسبب عجزا ماليا غير مفهومٍ، الا بجوابٍ مفادُه السرقةَ، وسوءُ الادارةِ، والتوظيفاتُ العشوائيةُ لمحاسيبَ وازلامِ من يتحاصصون اصولَ الدولةِ ومواردَها.

الكهرباءُ اكبرُ من أزمة فساد، اكبرُ من عمليةِ نهبٍ مكشوفةٍ، اكبرُ من سوءِ ادارةٍ واسوأُ من استغلالِ نفوذٍ، هي فضيحةٌ برسمِ المواطنين، برسم القضاءِ، ولا أقول برسم السلطةِ التي تديرُ عمليةَ النهبِ، فضيحةُ الكهرباءِ هي اهانةُ لنا جميعا كمواطنين لبنانيين، اهانةٌ لعقولنا ولكرامتنا.

لم يعد كافيا، ولا مقبولا، سياسةُ النعامةِ التي يمارسُها المواطنُ، لا بل العبوديةُ التي بات اللبنانيُ يعتنقها كعقيدة وثقافةِ حياة، حياةُ العبيد هي ما تقترحُه علينا السلطة كخيارٍ وحيدٍ، التسبيحُ بحمد السلطة، وهي تسرق قوتَ يومِنا وهي تتقاسمُ ثروةَ النفط. مشروعُ تلزيماتِ بواخرَ الكهرباءِ ومعملَ الزهراني الكهربائي، وتقاسمُ خدماتِ التنقيبِ عن النفطِ في البرِ وتلزيمُ معاملَ الغازِ السائل ِعلى الشاطىء، عملياتُ نهبٍ منظمٍ بقوة السلطةِ والعدلِ، لكن الذي لا يطبّق الا في تقاسمِ الحصصِ المسلوبةِ من حقوقِ الناسِ لمن يدعي تمثيلَهم في السلطة.

إقرأ أيضاً: من يستنجد بمن؟ نحن أم القدس؟

لن نستسلمَ لهدرِ مياهِنا بل لسرقتها بوسائلَ شتى وباشكال مختلفة، مياهُنا تُسرق وتُهدر لتباعَ لنا مجددا من خلال مافياتٍ محميةٍ من ازلام السلطة، لن نستسلمَ لسياسةِ المطامرِ واستثمارِ النفاياتِ من أجلِ تسييلِها منافعَ لهذه الشركة اوتلك، فيما التلوثُ يزداد ويمتد ليطالَ القسمَ الأكبرَ من المياه الجوفيةِ والسطحية، فمن أجل تحصيلِ بضعةٍ من عشراتِ الملايينِ من الدولاراتِ، تعتمد سياسات تكلّف البلد مئاتِ الملايين من الدولارات المهدورةِ من صحة المواطن ومن مستقبل البلدِ ومن ثرواتِه الطبيعية.

لن نستسلمَ وسنواجهُ هذه السلطةَ، لأننا نرفض ان نكون عبيدا لسلطةٍ او لشخصٍ او لمافيا، لن نستسلمَ لأننا نستحقُ كشعب لبنانيٍّ ان يكون لنا حكامٌ يحترمون الدستورَ والقانون، لا نريدُ حكاما مؤلهينَ ولا مقدسينَ ولا ملهَمينَ، نريدُهم مثلُنا بشراً عاديين، يهابون القانون، نريدهم تحت العدالةِ وليس فوقَها.

إقرأ أيضاً: طريق القدس بين الجد واللعب

الانتخاباتُ النيابيةُ فرصةٌ وامتحانٌ لنا. ان نكون مع هذه السلطةِ التي افقرتِ البلدَ واستباحتهُ يعني اننا موافقون على حياةِ الذلِّ، ان نعلن رفضَنا لهذه السلطة بكل مكوناتها هو أقلُّ ما على المواطن الحرِّ ان يفعلَه، لأن الحريةَ واحترامَ الصوتِ الانتخابيِّ هو أقلُّ ما يمكن ان يفعلَه المواطنُ للردِّ على الاهاناتِ المتكررةِ التي يتلقاها اللبنانيون من هذه السلطةِ.

لا للعبودية، اولُ صرخة يجب ان تصدحَ في وجه تجارِ السلطةِ ضدَّ شراءِ الذممِ والاصواتِ، يجب ان تعلوَ في قلوبِنا وعقولِنا اولا، لكي تمهدَ لاسقاطِ سلطةَ الافسادِ في بلادنا.

في الانتخابات النيابيةِ المقبلةِ لا تستهينوا باصواتِكم فهي الكفيلةُ بردعِهم وبلجم فسادِهم ونهبِهم. لا لن نستسلم ولن نقبلَ ان نكونَ عبيدا.

 

السابق
مسودة قانون العفو العام التي تقدم بها محامي الموقوفين الإسلاميين
التالي
حكاية تسجيلات ضابط مخابرات