هل يكون نجاد كبش فداء «النظام» للمحتجين

أنباء عن اعتقال الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد و وضعه في الإقامة الجبرية.. فما هي حقيقة هذه المعلومات؟

مع تراجع حدّة الاحتجاجات في إيران، إلا في التظاهرات الليلية، ومع تأكيد قائد الحرس الثوري الإيراني محمد الجعفري أنّ العصيان قد انتهى، ها هو المشهد الإيراني يعود مجدداً لتصدر الميدان العربي وذلك بعد ورود أنباء عن اعتقال الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد.

وفيما أوردت كل من صحف “القدس” و “سبق” و”إرم نيوز” خبر الاعتقال، مرجعة دوافعه لتصريحات لنجاد أدّت إلى تحريض الشارع، توضح مصادر لـ”جنوبية” أنّ عملية الاعتقال إن صحت، فهي على خلفية القضايا المالية التي تورط فيها نجاد والتي أدّت إلى إفلاس العديد من المؤسسات والمصارف، وإلحاق الضرر بالآلاف من المتقاعدين لاسيما في مدينة مشهد والتي خرجت منها أولى الاحتجاجات.

في هذا السياق وللتوقف عند التفاصيل، تواصل موقع “جنوبية” مع الخبير بالشؤون الإيرانية الأستاذ حسن فحص الذي أكّد لنا أنّ المصدر الوحيد للخبر هو الصحافي الإيراني نجاح محمد علي.

مشيراً إلى أنّه في حال لم يصدر الإيراني بياناً رسمياً أو تسريباً في هذا الشأن، فإنّ هذا الخبر يوضع في إطار تلفيقات محمد علي.

في المقابل لم يستبعد فحص أن يصحّ هذا النبأ حيث أنّ “الاتهامات التي صدرت عن مسؤولين إيرانيين قد لمحت لأحمدي نجاد، فيما سماه بعضها محملاً إياه مسؤولية ما حدث”.

موضحاً أنّ “المؤتمر الصحافي لقائد الحرس الثوري محمد الجعفري قد لمّح لأحمدي نجاد دون تسميته أو ذكر صفته، حينما قال أنّ أحد المسؤولين الكبار في الدولة يتحمل جزءاً من مسوؤلية ما حدث، في المقابل هناك مستشارين للرئيس الإيراني حسن روحاني قد عمدوا إلى تسمية نجاد، إلا أنّه وحتى الآن ما من بيان رسمي حول اعتقاله أو وضعه في الإقامة الجبرية، كل ما رأيناه معلومة مصدرها نجاح محمد علي وتناقلتها صحيفة القدس العربي وبعض المواقع الالكترونية العربية والفارسية”.

معلقاً “حسب معرفتي بنجاح محمد علي فهو يلفق أخبار”.

إقرأ أيضاً: ركائز النظام الإيراني تتكسّر!

ورأى فحص أنّه في حال صحّت معلومة الاعتقال فإنّ هذا سيؤدي إلى ارتياح العديد من الأطراف في إيران حيث أنّها خطوة كانت يجب أن تؤخذ منذ 8 سنوات ولكن تأخرت كثيراً.

مشيراً إلى أنّه “كان من المفترض أن يعزل نجاد من الرئاسة وأن يحاسب على الفساد وعلى التخريب الذي سببه في إيران، ولكن ولضرورات النظام، ولضرورات المرشد لم يقال ومنعت عنه المحاكمات”.

إقرأ أيضاً: إيران إلى أين؟

ولفت فحص إلى أنّ “النظام حاول أن يوصل إلى نجاد العديد من الرسائل عبر محاكمة مساعديه وإجراء تحقيقات بالفساد لجماعته، غير أنّه وقح إلى درجة أنّه تحدى الجميع وما زال متابعاً في سياسته هذه رغم فساده”.

وخلص فحص بالقول “إذا حدث الاعتقال فهو سيرضي الجميع ولاسيما الإصلاحيين وفي مقدمتهم  الرئيس حسن روحاني”.

السابق
السيد محمد حسن الأمين لـ«أوائل»: إيران تتجه أن تكون دولة علمانية
التالي
«عين دارة» تحاصر مشروع معمل الإسمنت قانونياً وتحذير من مجاراة فتوش