كلام هادئ إلى العهد وحرّاسه

بدون شروحٍ مضجرة، أو سفسطات إنشائية، أدعو العهد وحرّاسه إلى التفكّر ملياً في السياسات التنفيذية والقضائية المتبعة، على كلّ المستويات، وفي كلّ المناطق، وخصوصاً المتبعة منها في مجال ترتيب الظروف لتأمين استمرار العهد في عهد آخر، من خلال الاستيلاء على مجلس النواب، بوسائل وأساليب “شرعية” و”ديموقراطية”، هي في الحقيقة غير شرعية وغير ديموقراطية.

أدعوكم إلى الآتي:

أوقِفوا هذه المسخرة السياسية المتمادية.

فلن يفيدكم في شيء، تشديد الخناق على الحرية والأحرار.

كما لن يفيدكم في شيء، إبرام الصفقات، ومراكمة العقود، واستجلاب الحلفاء والمحاسيب والأزلام.

عما قريب، لن يفيدكم في شيء أيضاً، خوض الانتخابات بلوائح مدجّجة، ولا بلوائح مفخخة، بهدف إحكام السيطرة على الحياة السياسية في السنوات المقبلة.

كلّ المصائر السياسية معروفة سلفاً.

اقرأ أيضاً: لبنان والبوصلة والـCorridor

كلّ النتائج المباشرة، المترتبة على الممارسات المشهودة والوقائع، معروفة سلفاً: مظالم كثيرة، أرباح كثيرة، مؤيدون كثر، مجلس للنوّاب وسلطة تنفيذية بأكثرية ساحقة، وسلطة قضائية لا حول لها ولا قوة.

ماذا بعد؟

التاريخ يتقدّم إلى الأمام. أما الماضي فالعِبَر فيه ملأى بالوقائع والوثائق، وبحكايات المصائر المظلمة والمحزنة التي انتهت إليها عهود لبنان الاستقلالي برمّتها. ولا استثناء.

أنا شاعرٌ، صحّ. لكن هذا الكلام ليس شعرياً.

إنه كلامٌ سياسيّ موجّه إلى العهد وحرّاسه، صادرٌ من مواطن، هو كاتبٌ وصحافي، غير “مغرم” بأحد الأحزاب والزعماء والطوائف والمذاهب والميليشيات، وليس لأحدٍ من أهل الفساد مطلقاً، ولا من أهل الطبقة السياسية تحديداً، تأثيرٌ مباشر، أو غير مباشر عليه.

يمكنكم أن تأخذوا هذا الكلام على محمل الهزل، أو الازدراء، أو السخرية.

اصطفلوا.

لكني أدعوكم إلى وقفة تأمل وإعادة نظر في الحسابات.

صحيحٌ أني مواطنٌ فرد، ولستُ مدعوماً – والحمد لله من أحد – لكن هذا الكلام الذي أُطلقه، يختزن في طيّاته وجعاً كيانياً ووطنياً هائلاً، لا بدّ من أن يتحوّل إلى زلزال.

عاجلاً أم آجلاً، لا بدّ من أن يتحوّل إلى زلزال.

قد لا أكون “مقنعاً”. ربما.

بتواضع، لكن “بكل أسف”، ليس عندي من سبل “الإقناع” سوى سبيل واحد: كلّ الذين سبقوكم، انتهوا إلى مسخرة التاريخ.

لا أحد يذكرهم بالخير.

شو صاير عليكم؟! لحِّقوا حالكم قبل فوات الأوان.

الوعود التي أطلقتموها للناس، يجب أن تكونوا على قدّها.

الحبل قصير.

جملة واحدة تختصر الكلام كلّه:

لو دامت لغيرك، ما وصلت إليك.

رصاصة الرحمة متأهبة. وتنتظر.

الإعدام السياسي لا مفرّ منه.

أنتم، فقط، تؤجلون موعد هذا الإعدام… السياسي.

السابق
في مصر سيارات تسير دون الحاجة إلى وقود النفطي
التالي
نجل النائب حسن فضل الله يعتذر ويستقيل قبل مباشرة العمل في وظيفته