«قم» مدينة الحوزات الدينية في قبضة المحتجين الايرانيين

قم
مدينة "قُم المقدسة" إحدى مدن إيران التي تعتبر مقرّا للحوزات الدينية التي يتخرج منها رجال الدين الشيعة. تقع على بعد 157 كم جنوب العاصمة طهران، انتقلت اليها التظاهرات المعارضة للنظام رغم انها كانت محسوبة على التيار المحافظ.

في اتصال مع الشيخ محمد زراقط، مدير مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، وخرّيج حوزات قم المقدسة، ومقرّب من حزب الله، حول الموضوع، قال لـ”جنوبية”: “بتقديري هذه أمور طبيعية وهي ذات طابع اقتصادي، فالناس لها مطالب، ومن هؤلاء المطالبين مجموعات قد تعكر الجو. ولا اشعر ان في الموضوع أمر خطير او مستهجن، وهذا طبيعي وهذا هو تقديري. فالاعلام العربي يجعل ايّ تحرك اعتراضي او مطلبي ذو منحى اعتراضي على النظام، مع انه من الممكن لأيّ شعب غير راض او معترض على سياسة حكومته ان يتحرك”.

اقرأ أيضاً: إيران إلى أين؟

ويتابع سماحته، بالقول “ثمة موالين للنظام لكن لهم مطالب ومآخذ على السياسة الحكومية، اضافة الى وجود منافقين كـ”مجاهدي خلق” ومعارضين للنظام ايضا. وانا ارى، وبحسب المعلومات المتوفرة لدي، انه ليس هناك أي خطر او أمر استثنائي او غير متوقع في هذه التحركات. لكن يتم استغلال هذه التجمعات من قبل جماعات مناهضة للنظام، فالايرانيون انفسهم شعب لا يسكت خاصة ان لا شعب يسكت على سياسات الدولة، وثمة معارضين، وهذا طبيعي في ظل وجود معارضة في هذه الدولة. لذا من الطبيعي سماع صوتهم، ولكن ان يصرّ البعض على ان ما يجري في ايران هو خارج سياقه الطبيعي فهو أمر غير طبيعي”.

في حين، يرى الشيخ محمد حسين الحاج، رئيس المجمع الثقافي الجعفري، الذي قضى في حوزات قم سنوات للدراسة وطلب العلم، ومقرب من المرجع الشيخ جعفر سبحاني انه “من الامور الطبيعية، انه عندما ترتفع نسبة البطالة لابد من ان تخلق ازمة، لان الشعب الايراني لا يسكت على الازمات. ثانيا، ان المظاهرات في نجف آباد وأصفهان التي هي معقل مؤيدي الشيخ حسين منتظري الذي توفي وهو معارض للنظام. اما بالنسبة لمدينة مشهد فهي مسألة تابعة لمنافس حسن روحاني الشرس السيد ابراهيم رئيسي. ومن الطبيعي ان يتعاطف هؤلاء مع هذا الجو المعارض. اما بالنسبة لمدينة قم المقدسة فالوضع ليس كالسابق كما في عصر السيد الخميني، حيث كانت مدينة الحوزة العلمية، ويعيش فيها نسبة عالية من رجال الدين، فحتى العاملين فيها من الاقتصاديين هم من ابناء رجال الدين والعلماء، ولم يكن من وجود لأغراب بين السكان، ولكن منذ عشرة سنين تقريبا اصبح وضع قم عبارة عن نسيج متعدد، حيث خرجت من الجو الحوزوي واصبحت مدينة عامة تضم الحوزة بين جنباتها وباتت الحوزة جزءا من الوجود القمي ولا تختزلها، واصبحت تضم عددا من المواطنين قد لا يلتزمون بالطقوس الدينية أصلا. لذا من الطبيعي ان تخرج مجموعات من “زمبيل أباد” ومتظاهرون، وهي منطقة على اطراف قم تحوي مناطق سكنية جديدة”.

الشيخ محمد حسين الحاج
الشيخ محمد حسين الحاج

اقرأ أيضاً: نصرالله غير مرغوب به في إيران حتى لو صافح بوتين في حميميم!

وردا على سؤال حول دلالة خروج تظاهرة معارضين في قم؟ قال العلامة الحاج “لا أظن ان ذلك يشكّل خطرا، لكن المظاهرات في إيران عموما طبيعية حتى انه أيام الرئيس محمد خاتمي حصل شجار خلال خطابه في احد مساجد قم”.

وبرأي سماحته “هذه الاعتراضات تحصل في كل الدول ولا تؤثر على النظام والدولة. ففي فرنسا وتركيا والبحرين والسعودية حصل ولا يزال الكثير من الاعتراضات التي لا يمكن البناء عليها”.

وختم العلامة الحاج، بالقول “لكن أظن ان التوجه العام، الموّجه من أميركا واسرائيل، والاتهام بافتعال المشاكل جعل السلطات الايرانية تتكاتف وتتناسى مشاكلها”.

السابق
العرب والغرب… لا يريدون سقوط النظام الإيراني!
التالي
جعجع يرّد على كلام نصرالله: يتصرف وكأن لا شعب لبناني ولا وطن اسمه لبنان