في إيران: ثورة مستضعفين جديدة ضدّ حكام السّلطة الإسلامية

بعد 40 عاما من انتصار الثورة الاسلامية في ايران بقيادة الامام الخميني والتي أسماها ثورة المستضعفين (الشعب) على المستكبرين (الشاه واعوانه)، ها هي اليوم ثورة جديدة تطل ولكن ضدّ مستكبري اليوم الذين استغلوا شعارات الخميني ليستحكموا بالسلطة ويستبدوا بها.

‏أرجع الكاتب والناشط الإيراني محمد مجيد الأحوازي أسباب ما يحدث في ايران الى غضب شعبي في مدينة مشهد التي خسرت 160 الف عائلة منها اموالها في مشروع شانديز السكني وكان هذا المشروع عبارة عن أكبر عملية نصب واحتيال والمتورط في هذه السرقة مسؤولين في النظام لم يتم محاسبتهم وخسر أهالي مشهد أموالهم وحلمهم بالحصول على السكن.

هذه الاسباب الاقتصادية للاحتجاجات يدعمها أن أكثر البنوك الايرانية التي اعلنت افلاسها هي من مدينة مشهد الايرانية وفقد الناس اموالهم بسبب اعلان هذه البنوك عن افلاسها والحكومة الايرانية تجاهلت مطالب الشعب الايراني في قضية افلاس البنوك وركزت على الاتفاق النووي الايراني !

‏فمن هنا كل الاسباب الموضوعية توفر بيئة جاهزة لانطلاقة أي حراك شعبي ضد الفقر والبطالة وما يعاني منه أهالي مشهد .

‏نفس المطالب التي خرج لأجلها اهالي مشهد تتوفر ايضا في كل اغلب المدن الايرانية لهذا نرى بأن مدن الاطراف انجذبت للاحتجاجات والمظاهرات اكثر من المركز عكس ثورة عام 2009م.”

ويضيف الناشط “ان ما يميز هذه الحركة المجتمعية عن الثورة الخضراء التي شهدتها ايران في عام 2009 هي أنها لا تعتمد على المركز في حراكها الثوري عكس ثورة عام 2009 حيث كان الثقل الثوري في طهران وشيراز والمدن الفارسية الاخرى وهمشت الاطراف لاسباب قومية ومذهبية .”

 

هل يرحل النظام الايراني؟

وانشغلت الصحف العالمية في تحليل ما ستخلفه التظاهرات الايرانية من أضرار مباشرة على الداخل الايراني. وبهذا الشأن عنونت الصحيفة البريطانية “الغارديان”، بـ”اعداء ايران يجب ان يكونوا حكماء، وأن لا يتمنوا رحيل النظام الإيراني.”

يقول كاتب المقال سيمون تيسدال، ان اعداء ايران اصطفوا مثل الصقور لمراقبة الحراك الذي يحصل في المدن الإيرانية، بحيث يتمنون سقوط النظام إلا ان بحسب الصحيفة البريطانية من المبكر تمني هذه الأمنية.

قد تؤدي التظاهرات إلى إضطرابات داخلية جمة، ستؤدي إلى مضاعفات إقليمية، خصوصاً ان إيران عالقة في الصراع السوري والعراقي واليمني، بحيث إستطاع شيعة إيران إحراز تقدماً عبر فرض نفوذهم في تحديد مصير الدول العربية، ما أكسبهم عدد من الاعداء.

إقرأ أيضاً:  هذه أسباب التظاهرات في إيران ولذا تختلف عن ثورة 2009

لقد وضعت ايران يدها الكاملة على العراق بعد سقوط صدام حسين وانهيار الامبراطورية البريطانية والاميركية عام 2009، وتسللت القيادة الايرانية الى داخل المملكة العربية السعودية، يضيف سيمون تيسدال، ان هذا العداء دفع السعوديين والاميركيين والاسرائيليين إلى مراقبة التظاهرات، وهو ما ادى إلى مسارعة السلطة الايرانية لإتهام السعودية واميركا بدعم الاحتجاجات المطلبية للإيرانيين.

واشارت صحيفة “اتلنتك “الى صعوبة التنبّؤ مسار المظاهرات، فهي مختلفة جداً عن الثورة الخضراء التي قادها الاصلاحيون والتي حملت شعارات استعادة اسس الثورة الاسلامية، بينما التظاهرات الحالية ظهرات في مشهد، المدينة المقدسة عند الشيعة، وطالب المتظاهرون في قم بعودة حكم الشاه.

في السياق نفسه قال شارلي موور في مقاله الاسبوعي في صحيفة “تلغراف”، “علينا ان لا ننفعل، وذلك سيساعد الايرانيين“.

 إقرأ أيضاً: احتجاجات إيران الاقتصادية هل تحتاج لشعارات سياسية؟

يقول الكاتب، تتكرر المشاهد بعد 40 عام ولكن بشكل مغاير، “هذه المرة في ايران، يطالب الناس بسحق الاسلام السياسي، ويقوم الاسلاميون بقمع الناس”، على عكس مطالبتهم” قبل 40 عام بالتخلص من الشاه رضا بهلوي وإقامة دولة ذات طابع اسلامي“.

ينصح الكاتب ان تكف اميركا ودول اخرى دعمها للمتظاهرين لأن ذلك سيحقق مصالح الشعب الايراني الموجود في الشارع.

السابق
ماذا توقع سمير طنب للرئيس نبيه برّي؟
التالي
الحريري: عادت بيروت!