الشيخ التقي يتهم الإمام المهدي؟!

وظيفة رجال الدين في بعض مجتمعاتنا، وكيف يسيطرون على الجماعات.

نذر الشيخ التقي نفسه لكي يصلي جماعة في المسجد بعموم المصلين ويصلي صلاة الميت في المقبرة على من أدركهم الموت في الضيعة ولكي يلقي الموعظة في النادي الحسيني على جموع المستمعين ؛ وإن /99 % / من مواعظه تقوم على تخويف الناس من الدنيا وإغراءاتها المادية ويقذف الرعب في قلوبهم من جهنم إن لم يدفعوا له خمس أموالهم أي 20 بالمئة من أموالهم وإلا ستكون عباداتهم أي صلاتهم وصيامهم وحجهم عبادات باطلة فاسدة إن لم يدفعوا له هذا الخمس واجبا قربة إلى الله تعالى.
وهذه طبيعة وظيفة عالم الدين في كل ضيعة بغض النظر عن صحتها أو عدم صحتها .
وبمرور الأيام جمع مالا عظيما نتيجة ثقة الناس بإيمانه وورعه وتقواه وتأثرها بكلامه الوعظي الإرشادي ؛ وبعدما ادخر منه مبلغا عظيما وقعت نفسه تحت إغراء هذه الأموال ليتصرف فيها وفق رغباته الشخصية ، ورغبات أولاده وزوجته الموقرة ، مستنداً بذلك إلى جملة مبررات شيطانية.
والإنسان كل إنسان يملك قدرات خارقة لتبرير أعماله الشيطانية الإجرامية ولا أعلم مطلقا لماذا الله سبحانه منح الإنسان هذه القدرة التي أفسدت الأديان والأمن والسلام والقيم الإنسانية وخربتها.
أقنعته نفسه الأمارة بالسؤ بشرعية تصرفه بأموال الخمس الدينية ، وأن يتذاكى بخلق التبريرات ككثير من المخلوقات الذين يتذاكون ويتحايلون على النصوص الدينية لكي يبرروا شناعة ما يفعلون ، وهذه طبيعة كل عالم دين وكل إنسان
العجيبة الغريبة المريبة.

إقرأ أيضاً: كان يصلي جماعة خلف الإمام المهدي؟

أقنعته نفسه الأمارة بالسوء أن يدخر منها مبلغا كبيرا ليقضي به حوائجه وحوائج زوجته وأولاده الكمالية ( لا الضرورية ) في ظل أفواج من الفقراء يعيشون في مساكن بائسة في جوار بيته في الضيعة ، وفي ليلة القدر دخل الشيخ التقي إلى المسجد لإحيائها مع الراكعين والساجدين والداعين خلفه ، وتفجرت عيناه بالدموع حين الدعاء لله تعالى في محرابه التي راحت تنهمر على خديه ، طالبا من الله تعالى أن يُرِيه الإمام المهدي، لِيُكَحل بصره برؤية وجهه المبارك، وبعد الفراغ من إحياء الليلة بالدعاء عاد إلى بيته ، وحينها طرق باب منزله رجل ، ففتح له الباب وسأله عن إسمه وعما يريد منه ، فأجابه الرجل بقوله :
أنا الإمام المهدي ولقد بعثني الله سبحانه إليك استجابة منه تعالى لدعائك الليلة في المسجد ،
قال له أريد معجزة منك حتى أتيقن بأنك أنت حقاً الإمام المهدي سفير الله إلي .
فأجابه أنا أعلم الغيب فإذا أخبرتك بأمر غيبي يتعلق بأسرارك الخاصة فهل تؤمن حينئذ بأنني أنا المهدي ؟
فقال له نعم أخبرني.

إقرأ أيضاً: معاون الإمام المهدي يشن حرباً على زنازين ولاية الفقيه وقضائها؟!

فقال له لقد بعثني الله تعالى إليك وأخبرني بأنك أودعت باسمك الخاص 200 ألف دولارا من أموال الخمس في بنك بيبلوس في مدينة النبطية و100 ألف دولار صدقات في البنك اللبناني الكندي في صيدا.
وبما أنني أنا الإمام المهدي وصي الله على هذه الأموال فأطلب منك تسليمها إلي.
حينئذ صرخ الشيخ التقي بأعلى صوته بوجه المهدي قائلاً:
لص وحرامي يا ناس
لص وحرامي يا عالم أنقذوني.

[ البشر أمام المال كلهم من دين واحد ] ڤولتير

 

السابق
رسائل الجنوب
التالي
قناة الجديد تسترجع توقعات ليلى عبد اللطيف السابقة