الاحتجاجات لن تتوقف في إيران بعد ان تجرّأت على «قدسية خامنئي»

تظاهرات عمّت المدن الإيرانية، بدأت ضد الغلاء لتتحول الى شعارات ضد النظام.

اتسعت دائرة التظاهرات الاحتجاجية التي بدأت في مدينة مشهد (ثاني أكبر المدن الإيرانية)، لتصل إلى كل من طهران وقم وأصفهان ورشت وبندر عباس وكرمنشاه و الأهواز، حيث خرج مئات المواطنين الذي رددوا بداية شعارات مناهضة لارتفاع الأسعار ولإرتفاع معدلات البطالة، ولاحقا برزت شعارات منددة بالنظام نالت تحديداً من رموزه ومن قدسية مرشده السيد علي خامنئي.

هذه الاحتجاجات التي بدأت سلمية في يومها الأولى، تحوّلت لاحقاً إلى أعمال عنف، وذلك بحسب الصور وأشرطة الفيديو التي يتمّ تداولها.

 

وفيما اتهمت وسائل إعلام معارضة الشرطة الإيرانية بقتل اثنين من المتظاهرين في مدينة دورود الليلة الماضية، نفى مسؤول إيراني هذا الاتهام، مؤكداً أنّ وراء هذه الجرائم عملاء أجانب.

وردد المتظاهرون في تظاهراتهم شعارات مستفزة للسلطة الإيرانية من بينها “الموت للدكتاتور”، و“لا غزة، لا لبنان، حياتي في إيران”، و “الموت للشاه”.

في المقابل حذرت الداخلية الإيرانية على لسان وزيرها عبد الرضا رحماني فضلي المواطنين من المشاركة في التجمعات غير القانونية، مؤكدة أنّها سترد بحزم على أعمال العنف والتخريب.

في سياق متصل، وفيما ربط متابعون بين المشاهد الاحتجاجية والأحكام القضائية التي صدرت بحق مستشار الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد، أكد الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله لـ”جنوبية” أنّه “لا علاقة للتحرك الشعبي الذي تشهده إيران بأحمدي نجاد او غيره، هناك أزمة عميقة يعاني منها النظام الإيراني الذي ليس لديه ما يقدمه للمواطن ياستثناء الشعارات”.

مضيفاً “لم يرد الإيرانيون أصلاً الدخول في مواجهة مع النظام لذلك صبروا طويلًا، لكن الواضح الآن أنّ الكيل طفح ولم يعد في استطاعة المواطن العادي التحمّل. في النهاية ايران بلد غني وأكثر من نصف سكانه يعيشون تحت خطّ الفقر، وهذا وضع غير طبيعي ولا يمكن إلّا أن يجرّ إلى ثورة عاجلاً أم آجلاً”.

إقرأ أيضاً: احتجاجات إيران بدأها نجاد وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام

ولفت خيرالله إلى أنّ “الربيع العربي قد وصل إلى إيران باكراً، الربيع الايراني كان في 2009، لكنّ الآلة القمعية للنظام قويّة جداً، خصوصاً أنّ لا دعم للمواطن الإيراني المعذّب من أيّ جهة خارجية، فيما كان موقف إدارة اوباما من ثورة الشعب الايراني في العام 2009 فضيحة الفضائح وكان دليلاً على الرغبة الاميركية في مسايرة النظام الايراني والخضوع إلى مطالبه إلى أبعد حدود”.

ليخلص بالقول:
“في كلّ الاحوال كشفت الأحداث الأخيرة أنّ النظام الايراني مكروه من الإيرانيين. إذا لم يتخلصوا منه هذه المرّة ستكون هناك جولة أخرى، علماً أنّ ما يميز التحرك الاخير هو رقعته الواسعة من جهة والشعارات التي رفعت من جهة اخرى. وهي شعارات جريئة تستهدف “المرشد” مباشرة”.

إقرأ أيضاً: 2018: ربّما إيران؟

يذكر أنّ “الانتفاضة الخضراء” قد ولدت في إيران بعد الانتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة في العام 2009، حيث عمّت المدن الإيرانية تظاهرات ضخمة ومنظّمة احتجاجاً على فوز محمود أحمدي نجاد المثير للجدل، وتمّ قمعها لاحقاً وسقط المئات من القتلى وتمً زج الالاف في السجون، ووضع عدد من قادتها في ال‘قامة الجبرية.

السابق
2018: ربّما إيران؟
التالي
مسيحيو لبنان أقوى من أحزابهم و أحزاب الطوائف الأخرى