احتجاجات إيران بدأها نجاد وانتهت بالمطالبة بإسقاط النظام

التظاهرات والتحركات الشعبية المفاجئة التي جرت في عدد من المدن الايرانية قبل يومين، اثارت الاوساط السياسية المراقبة حول سبب تلك التحركات ومداها، وما اذا كانت سوف تؤدي الى تغيير النظام الاسلامي القائم منذ 39 عاما.

تتوسع الاحتجاجات الشعبية ضد ما اعلن عن انه بسبب الغلاء والفساد في إيران، حيث يواصل المتظاهرون تحركاتهم في عدد من مدن جنوب ايران منذ يومين في خراسان. حيث ظهرت شعارات سياسية تخطت المطلبية، منها “الموت للديكتاتور”، و”الموت لحزب الله”، و”الموت لروحاني”.

وهذا اعاد الذاكرة الى انتفاضة “الثورة الخضراء” عام 2009، لدرجة اضطر معها الحرس الثوري حينها الى اصدار بيان بمناسبة ذكرى إخماد انتفاضة العام 2009.

وكانت إيران قد شهدت أوسع احتجاجات في تاريخها أدت الى انقلاب اسلامي عام 1979، واعتبرت تحركات حزيران 2009 كثاني انقلاب ضد تزوير الانتخابات الرئاسية قبل ان يقمعها النظام الاسلامي. فهل يكون هذا التحرك المناهض للفساد مدخلا لثورة ثالثة تقلب شكل الحكم في إيران؟

في اتصال مع الصحافيّة بادية فحص، المتابعة للشؤون الايرانية، قالت ردا على سؤال لـ”جنوبية” أن “من المؤكد ان هذه التحركات ستتفاقم أكثر، ولكن من المبكر الحسم بأنها ستمتد. ولكن ثورة 2009 كانت طبيعية. وهذه التحركات مشكوك بأمرها لأنه قد يكون الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد متضايق من الأحكام القضائية التي صدرت بحق مساعده ومستشاره، وقد يكون هذا ما حرّك جمهوره، وهو قادر على تحريك هذه الفئات على العكس من الرئيس حسن روحاني، اذ ان الرئيس نجاد لا زال له جمهوره، وهو قد يكون من حرّك هذا الجمهور كي يقوم بهزة أمنية بوجه من يريد محاكمة فريق عمله”.

وتضيف الزميلة بادية فحص، بالقول “انطلقت هذه التظاهرات في مدن نيشابور ومشهد وخراسان، حيث ان امام الجمعة في خراسان، الشيخ علم الهدى، الذي يُعد بمثابة حاكم، هو صاحب السلطة الفعلية في محافظة خراسان معروف بشراسته ومعارضته للرئيس حسن روحاني، ويريد ان ينتقم منه جراء نظرة “علم الهدى” المتشددة لكل اساليب الحياة المعاكسة لنظرة روحاني”.

 

وبحسب، فحص، “قام علم الهدى بالإيعاز لجماعته بالتحرك في مشهد عاصمة خراسان، والتظاهر ضد الرئيس روحاني، فتظاهر هؤلاء، لكن توسعت التحركات وفلتت الأمور من بين أيديه وانقلب الهتاف الى تأييد لرضا شاه ابن الشاه المعزول بسبب النقمه العارمة للشعب على النظام الاسلامي، مما دعا الامن الى التدخل مباشرة بعد ان كانت هذه التحركات برعاية القوى الأمنية، مما ادى الى اعتقال 52 شخصا وسقوط عشرات الجرحى”.

“هذا الوضع ادى الى الفلتان وانتقلت الشعارات من شعارات مطلبية حياتية وضد الفساد الى شعارات سياسية مناهضة لوليّ الفقيه علي خامنئي، وضد السياسة الايرانية حيث طالب المتظاهرون بـ”الملكية”، وبعودة الاسرة “البهلوية”.

إقرأ أيضاً: احتجاجات «مشهد» سياسية ضد خامنئي أم إقتصادية ضد روحاني؟

وتلفت الخبيرة بالشأن الايراني، الى ان “هذه المسألة ليست بسهلة، وليست بجديدة. فالايرانيون يتحركون كثيرا وتحركهم عبارة عن ردة فعل على الحكم الاسلامي الذي يرفضونه حيث يرون ان رجال الدين سرقوا الثورة”.

وترى فحص، ردا على سؤال، “يخشى ان تتطور الامور، وان تفلت من بين أيديهم وان تتحول عكس ما جرى عام 2009 حيث كانت القاعدة تقف بمواجهة نتائج انتخابات العام 2009. ولا تزال المعلومات غير حيادية لتكوين صورة واضحة، فهذه التحركات قد يقمعها الحرس الثوري”. فـ”الايرانيون، يستأهلون نظاما أفضل من هذا النظام، فهم شعب يحب الحياة”.

إقرأ أيضاً: المدن الإيرانية ترفع شعار «الموت لروحاني» و«الموت للدكتاتور»

وتختم بادية فحص، بالقول، “ثمة حسابات كثيرة ترد الى بال المراقبين فيما يخصّ تبعات هذا التحرك على الدول المرتبطة بإيران كلبنان والعراق واليمن، فايران لا تصرف من أموال خزينتها على الميليشيات التي تقاتل في الخارج، بل من الخزينة العراقية، فليسمح لنا الايرانيون بذلك. لان مصادر الحرس الثوري المالية بنسبة 60% منها كانت تأتيه من العراق، والنسبة الباقية يقدمها رجال الدين. لكن يبقى السبب الاساس للتحركات هو مواجهة الفساد ليس أكثر“.

السابق
بعد الحملة ضدّها: بلدية الغبيري ستتقدم بشكوى جزائية
التالي
وزير الداخلية الإيراني يحذر المتظاهرين