صراع بن سلمان وبن طلال.. أبعد من المليارات

حملة مكافحة الفساد في السعودية، بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، تهدف الى ما هو أبعد من مجرد الحصول على المليارات من المحتجزين في اوتيل "ريتز كارلتون"، بتهم الفساد، بحسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية.

هذه الحملة، التي تشنها السلطات السعودية، لا تستهدف مجرد استرجاع المبالغ الطائلة، التي جناها الموقوفون من رجال اعمال وامراء جراء الفساد وغسيل الأموال، وخاصة الوليد بن طلال، أثرى أثرياء الشرق الأوسط.

فالسلطات السعودية، تهدف من وراء توقيف الوليد بن طلال، الى تحجيم دوره بعدما أقام وأدار إمبراطوريته الكبرى.

إقرأ ايضا: احتجاز الأمير الوليد بن طلال سبّب هزّة اقتصادية تجاوزت السعودية

علما ان الوليد بن طلال، ابن شقيق الملك سلمان، البالغ من العمر 62 عاما، يضع يده على شركات استثمار في الصناعات، الى القطاع المصرفي، إلى الطيران الى الضيافة، والعقارات.

لذا، تطالبه السلطات الرسمية السعودية بما لا يقل عن ستة مليارات دولار من أجل الافراج عنه. حيث انخفضت قيمة ثروته  منذ اعتقاله، الى ما يساوي 2 مليار دولار من أصل 18 مليار دولار.

وقد اشارت معلومات غربية، الى ان محمد بن سلمان، يريد تحجيم كل من يمكن ان يشكّل خطرا على سلطته عبر تعنت غير مسبوق. هذا التحجيم يدفع الوليد الطموح الى التغييرالسياسي في بلاده الى رفض الخضوع للابتزاز.

لذا، يقف الوليد بوجه الضغوطات، ويقاوم كل اقتراح يمكن أن يؤثر ولوعرضا على سمعته، ويدافع بكل قوة عن براءته، ويرفض كافة المحاولات للتخلي عن نسبته الأكبر في مجموعته التجارية  في بلده وضمن بقية الشركات العالميّة.

في حين اعتبرت شركة “ستراتفور” الأميركية أن قضية الوليد تشكل بوصلة للمستثمرين الغربيين، بخصوص وجود حملة قمع ضد رجال الأعمال. حيث ستتحول المسألة الى حملة تطهير ضد الاستثمار في حال طال أمد الاعتقال.

رغم ان الأمير الوليد بن طلال قوي، ولديه علاقات جيدة، وسيخوض معركته الشرسة بحسب مراقبين غربيين.

لكن الأمير محمد بن سلمان، المعروف باسم (MBS) لدى الصحافة الغربية عزز من سلطته عبر تهميش كبار الأمراء  مقابل  نشره خطته الإصلاحية لاقتصاد يعتمد كليّا على “البترودولار”.

من جهة اخرى، تظهر تطورات الأحداث في السعودية، ان ولي العهد محمد بن سلمان يسعى للتفرد بالسلطة، ولا يبالي بكل العقبات التي تقف بطريقه مهما بلغ به الأمر، بحسب “فورين أفيرز” الأميركية. حيث انه ثمة علاقة بين اعتقال الامراء ومحاولته توطيد سلطته والتمتع بقوة غير مقيدة في سدة الحكم.

فهذه الإجراءات في السعودية تشبه إلى حد كبير ما كان يقوم به الرئيس الصيني “شين جين بينغ” منذ فترة طويلة بحجة مكافحة الفساد.

فمعظم الخبراء في الصين يعتقدون أن حملة الرئيس الصيني حدّت جزئيا من الفساد المستشري في الصين، لكنها ثبتت سلطة الرئيس الشخصية، وفي سيطرة الحزب الشيوعي على كل شيء. فمحمد بن سلمان أراد منع انقلاب متوقع من منافسين محتملين، كما نقلت “الجزيرة. نت”.

إقرأ ايضا: سرّ تخليّ العالم عن الوليد بن طلال!

فهذه الفرضية معقولة، لكون اعتقال وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبد الله، الذي كان ينظر إليه على أنه منافس محتمل للعرش السعودي، اضافة الى الوليد بن طلال اغنى اغنياء الشرق الاوسط وصاحب العلاقات الوسعة مع كافة الحكومات الغربية. يؤكد هذه الفرضية.

السابق
تسميم الكلاب في الغبيري «عمل فردي».. والجمعيات تستنكر‎
التالي
حملات متبادلة بين انصار امل والتيار الحر بسبب تصريح باسيل عن اسرائيل