احتجاجات «مشهد» سياسية ضد خامنئي أم إقتصادية ضد روحاني؟

كيف رأى كل من المحلل السياسي اللبناني الخبير بالشؤون الايرانية قاسم قصير، والمحلل السياسي الإيراني مجيد مرادي، الاحتجاجات في إيران يوم أمس؟

بعد تظاهرات شعبيّة شهدتها مدينة مشهد، ثاني أكبر مدن الجمهورية الإسلامية الإيرانية، احتجاجا على ارتفاع الأسعار، اعتقلت السلطات الأمنيّة حوالي 100 متظاهر ومتظاهرة، بحجة ان التظاهرة “غير مرخصة ومن إعداد أعداء الثورة”.

إقرأ ايضا: صراع الأجنحة يحتدم في إيران: شقيق روحاني خلف القضبان!

وبحسب مراقبين إيرانيين مستقلين، من أسباب اندلاع التظاهرات تحت “شعار لا للغلاء”، هو إعلان حكومة الرئيس حسن روحاني نيتّها رفع أسعار الوقود والخبز وعدد من المواد الغذائية. لكن اللافت هو ترداد بعض المتظاهرين لهتافات “غادروا سورية”، في انتقاد لسياسة طهران في المنطقة.

فاضافة الى تظاهرات مشهد، شهدت مدن نيسابور، وشاهرود، وخراسان رضوي، مظاهرات قدّر عدد المشاركين فيها بالآلاف، مع هتافات معادية لكل من روحاني وخامنئي. وتعود الاحتجاجات الى العقوبات المفروضة على ايران رغم التزامها بالاتفاق النووي عام 2015، مما سبّب ضائقة اقتصادية طالت الجميع حيث بلغت نسبة البطالة 12.4% خلال 2017، ووصل عدد العاطلين من العمل 3.2 ملايين من أصل 80 مليون ايراني.

وفي اتصال مع المحلل السياسي قاسم قصير، قال لـ”جنوبية”: “إن هذا التحرك هو تحرك موضعي، بمعنى ان هناك مشكلة محلية، كما حصل عندنا في حيّ السلم منذ شهور، ولو كان ثمة نقمة عامة لكنا شهدنا تحركات كبيرة. فالمسألة الاقتصادية هي السبب. وهذه التحركات لا تؤشر الى ان الدولة الايرانية ستفرط. والسؤال يطرح نفسه هل من جهة ما تحرّض ضد الرئيس حسن روحاني، أقول لا أعلم، او اذا ما كانت هذه التحركات ترتبط بتحركات عام 2009. لكنه تحرك اقتصادي معيشي لتحسّن الحكومة سياستها”.

وبرأي قصير، ان “سبب الشعارات السياسية التي اطلقت، يعود الى مشاركة قوميين إيرانيين في المظاهرات بهذه الشعارات، لكن لا أحد يعرف أن أمن إيران يبدأ من أمن المتوسط، والدول التي تدعمها إيران هي دول متوسطيّة تحمي ايران”.

من جهة ثانية، يرى المحلل السياسي الإيراني، مجيد مرادي، ان “التحركات جرت في عدة مدن منها مشهد وزنجان في جنوب ايران. وهي احتجاجات ضد غلاء الاسعار، خاصة ان ضد أسعار المحروقات للسنة المقبلة التي قدمتها الحكومة الايرانية في ميزانيتها، مما سببّ اعتراضات واحتجاجات، وقام الاعلام والاقتصاديين بالتحذير من الغلاء”.

ويضيف مرادي، بالقول “البارحة اعتصم سائقو الشاحنات في م زنجان احتجاجا على تدنيّ الاجور، اما في مشهد فقد شهدت تحركات، مخطط لها من قبل محافظين متشددين، ومبرمجة من قبل خاسرين في الانتخابات الاخيرة، وهم لا يزيدون على ألفي متظاهر، رفعوا شعارات ضد الرئيس حسن روحاني وليس ضد النظام. اذ لم يكن داخل المظاهرة شعارات ضد النظام، لكن رفعت شعارات “الموت لروحاني” الذي حصل على الاغلبية في الانتخابات الرئاسية الاخيرة، التي كانت نزيهة، ولا مجال للشك فيها”.

ويتابع مرادي القول “كان هناك شعارات هامشية، منها ضد غزة وسوريا ولبنان، وهؤلاء التحقوا بالمظاهرة بعد اطلاقها، حيث اعتقدوا انها موجهة ضد النظام، لكن الشعار الاساسي كان ضد الحكومة، واطلقوا مطالبهم الاقتصادية وكانوا سياسيين محافظين متشددين بذريعة المطالب الاقتصادية، وكان مطلبهم الاصلي اسقاط روحاني، وليس النظام ولا المطالب الاقتصادية”.

إقرأ ايضا: ايران و«العالم الشيعي» ونموذج التعددية التراتبية

وختم مجيد مرادي المحلل السياسي الايراني، بالقول “التحقوا بالمظاهرة للاستفادة من الإعتراض، والمعارضة الايرانية تضّخم التظاهرة، وهي محدودة وذات مطالب محقة. وثمة امتعاض لدى الشعب وهو محق، ولا أحد يشك ان الشعب يعاني من ضغوط اقتصادية، لكن هذا ليس دليلا على ان الشعب يريد اسقاط النظام، فالاصلاحيون يشكلون غالبية الشعب الايراني، و80% منه اصلاحيونز وقد علقوا آمالا كبيرة على الرئيس روحاني. وهم يعرفون ان حكومة روحاني أنقذت  إيران من الحصار ومن العقوبات، حيث بدأت الانفراجات مع وجود  المشاكل المتشنجة بالمنطقة، ولكن الاوضاع مستقرة”.

السابق
جرائم 2017.. غيّرت صورة المجتمع اللبناني عن نفسه
التالي
٢٢ قتيلاً بغارات للنظام وروسيا على ريف إدلب