حفلات رأس السنة في لبنان تنتظر السائحين وتخضع لحسومات مغرية!

العدّ العكسي للعام الجديد بدأ، وبدأت معه الإستعدادات لتوديع 2017 وإستقبال العام الجديد الذي لا يفصلنا عن الإحتفال به سوى يوم واحد.

مع إقتراب نهاية العام الحالي، وكما كلّ سنة، يتهافت الناس للإحتفال بالعام الجديد 2018 كل منهم على طريقته، ومهما كانت الأحوال الإقتصادية والأمنية يحتفل اللبنانييون كل حسب مقدرته بقدوم العام الجديد بسعادة وتفاؤل مع الأهل والمحبين، آملين أن تكون سنة خير تحمل الأمل والبحبوحة والاستقرار للبنان الذي عم أخيرا ولو عكّرة صفوه أخيرا الإشتباك بين الرئاسة الأولى والثانية.

وفيما الجزء الأكبر من اللبنانيين يختارون المنزل مكانا لتوديع عام 2017 مع العائلة والمقربين، بينما يفضل البعض الآخر إرتياد اماكن السهر المختلفة في المطاعم والفنادق والملاهي مع نجومهم المفضلين.

اقرأ أيضاً: الرئيس الحريري يشرف بنفسه على تنظيم احتفال رأس السنة في ساحة النجمة

وهذا العام تتعد الخيارات لمحبّي السهر ليلة الأحد المقبل، والأسعار تتفاوت بين ما هو “تشجيعي” ومحسوم لأصحاب المداخيل المحدودة تبدأ أقل من 100$ وبين ما هو مسعّر للطبقة الميسورة بحوالي الـ 1000$ للشخص. وهذا العام أيضًا يفتقد لبنان نجومه حيث فضل عدد منه إحياء حفلات رأس السنة في الخارج، حيث إقتصر على بعض الفنانين فقط ككارول سماحة ومروان خوري كما عاصي الحلاني وميشال قزي الذان يقدمان حفل في فندق “Hilton Beirut Metropolitan Palace ” بيروت والأسعار تراوح بين 200 و600 دولار للشخص. كما يحيي كل من نادر الأتات، جوزيف عطية وناجي الأسطا في فندق، “Orizon” والبطاقات من 100 إلى 200 دولار. هذا وسيقدم الفنان نادر الأتات، خفلا خاص في مطعم “المندلون” والتكلفة تراوح بين 400 و750 دولاراً للشخص. هذا ويعتبر الـ “Music Hall ” ستاركو الأغلى في بيروت، إذ يصل سعر البطاقة إلى 1000 دولار.

هذا ولا يقتصر الأمر على الفنادق والمطاعم فقط، إنما يفضل البعض قضاء سهرة رأس السنة في “الشاليهات” الواقعة في المناطق الجبلية السياحية حيث تبلغ تكلفة قضاء الليلة بها 2000$ دولار، وهي تتسع لشخصين الي عشرة أشخاص.

وفيما ينتظر الناس قدوم راس السنة للإحتفال ينتظر أيضًا أصحاب الفنادق والملاهي والمطاعم هذه المناسبة علّها لتعويض خسائرهم خلال العام خصوصا مع تراجع السياحة في لبنان في السنوات الأخيرة بفعل الأحداث السياسية والأمنية. فكيف كانت الحجوزات لهذا العام؟

وفي هذا السياق، كان لـ “جنوبية” حديث مع نقيب اصحاب الفنادق في لبنان بيار الاشقر الذي أشار إلى أن “هذا العام الحجوزات أفضل بقليل من العام الفائت ،إلّأ أنها ليست بقدر إمكانياتنا وطموحاتنا. وبالمقارنة مع السنوات التي كان فها لبنان مزدهرا سياحيا في 2009 -2010 لا نزال بعيدين عن هذا الواقع بدرجة كبيرة”.

مشيرا إلى ان “أغلب الفنانين من الدرجة الأولى يحيون حفلاتهم خارج لبنان”.

كما أكّد الأشقر أن “التركيز في هذه المناسبات على السياح القادمين إلى لبنان من أجل الإحتفال برأس السنة، مشيرا إلى أنه اصبح اليوم الحجوزات الأكبر لللبنانيين خصوصا في المطاعم”. وأضاف “المشكلة الأساسية هي مع عدد السياح ومدة إقامتهم التي تراجعت فبعدما كان لبنان وجهة أولى للسياحة في المنطقة العربية وكانت الحجوزات تبدأ من 22 كانون أول وتنتهي في 2 – 3 كانون الثاني بينما أصبحت اليوم الإقامة 3 ايام فقط”.

وفيما يتعلّق بالأسعار المعتمدة لغرف الفنادق، شدد على أنها عادية وليست أسعار أعياد بسبب المضاربات خصوصا أن السوق متعطش لأعداد السياح”.

ورأى الأشقر أن “الإستقرار السياسي والأمني أثر على تراجع القطاع السياحي، لافتا إلى أن الخليج العربي كان العامود الفقري للسياحة في لبنان في آخر الخمسين سنة الماضية”.

كما لفت انه “من الطبيعي بعدما يقاطع الخليجي لبنان لا نستطيع أن ننتظر أن يكون البلد مزهر كما كان، خصوصا أنه كان سائحا على مدار السنة وفي الأعياد والعطلة الطويلة خصوصا في موسم الإصطياف إذ كانت تمتد فترة الإقامة بين الشهر والشهرين”. مؤكّدا أن “هذه المشكلة الأساسية التي أثرت على هذا القطع”.

كذلك نوّه الأشقر “بجهود وزارة السياحة والقطاع الخاص السياحي الهادفة إلى استقطاب دول أخرى غير الخليج لتنشيط السياحة في لبنان وهذا عمل تظهر تنائجه على المدى الطويل والمتوسط”.

من جهة ثانية، أكّد نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسيري في لبنان طوني الرامي لـ “جنوبية” أن ” أنّ “نسبة التراجع تجاوزت الـ 30 إلى 40 % من الإنفاق السياحي 50”. مشيرا إلى أن “الأسعار تمّ مراعاتها في سهرة رأس السنة واصفا بأنها مدروسة وتشجيعية إذ 50 % من السهرات هي” a la carte””.

وفي بيان صادر عنه قبل يومين لفت إلى “إنّ المؤشرات خلال الاعياد لا تبشر بنهاية عام سعيدة رغم الأهمية التي كنا نعلقها على هذه الأعياد”، مؤكدا أنّ الأسباب في تراجع القدرة الشرائية لدى المواطن اللبناني المقيم والمنتشر الذي يعمل في الخليج وافريقيا هي الأوضاع الإقتصادية. وأعلن عن “ظاهرة جديدة هذا العام، تمثلت بانتقال الفنانين الكبار لإقامة حفلاتهم في الخارج، ما أدى إلى عدم اكتمال حجز الحفلات في لبنان حتى الآن رغم أنّ أسعار حفلات لبنان مدروسة وتشجيعية”.

اقرأ أيضاً: فيديو لسهرة رأس السنة الشرعية التي أحياها المنشد الديني محمد رمال

ورأى “إن تأخر سقوط الأمطار أدى إلى انعدام موسم التزلج في لبنان وانتقال العديد من اللبنانيين إلى أوروبا لممارسة هوايتهم، أثر على الحركة السياحية في منطقة الجبل التي تراجعت بشكل كبير ورتبت خسائر جسيمة على أصحاب المطاعم والفنادق هناك”، مثنياً على جهود وزارة السياحة. وطالب “بنهضة اقتصادية تحرك الدورة الاقتصادية من جديد”. وختم: “هذا الموسم لا يشبه الموسم الماضي، لكننا نأمل أن يكون العام المقبل عام العودة إلى النشاط السياحي الذي نريده”.

السابق
هذه حقيقة «الأرقام الغريبة» التي يتلاقها اللبنانيون على هواتفهم
التالي
كيف أعالج لحظة الاكتئاب بالاغتراب؟