وجه آخر لجولة قائد لواء الباقر السوري أبو العباس السوري

زيارة أبو العباس السوري أو قائد لواء الباقر في سوريا إلى جنوب لبنان، تأتي ضمن سلسلة زيارات لمسؤولين في ميليشيات عراقية وسورية ولاحقاً يمكن أن نشهد زيارة لأحد مسؤولي الألوية الحوثية في اليمن ومن لواء فاطميين الباكستاني وآخر أفغاني. نتوقف عند لواء الباقر السوري، كما نقل ناشطون في حزب الله على وسائل التواصل الاجتماعي في شرح لصورة الرجل الواقف وهو يصوب بسبابته نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لا نريد أن نتوقف عند الجدل حول النأي بالنفس وإن كانت هذه الزيارة فيها تجاوز للقرارات الدولية، ما أود الإشارة إليه، يتصل بموضوع آخر، لا بالاطمئنان الإسرائيلي ولا بالحرج اللبناني الشكلي، الموضوع هنا هو أنّ الميليشيات التي أنشأتها إيران في سوريا لم تستطع أن تتجاوز في تأسيسها البعد المذهبي ولو في الشكل، فسوريا التي لا يشكل الشيعة فيها نسبة واحد في المئة أو اثنان في أحسن الأحوال، تؤسس القيادة الإيرانية فيها ميليشيات مقاتلة بأسماء ورموز شيعية، الإمام محمد الباقر عليه السلام هو الإمام الخامس لدى الشيعة الإثني عشرية، ولكن العقل الإيراني الإسلامي الوحدوي كما يروج أحياناً في المنطقة العربية وفي سوريا تحديداً، موغل في استخدام العنصر المذهبي حتى في بلد لا وجود للشيعة فيه كما هو حال سوريا.
يكشف هذا الملمح كم أنّ المشروع الإيراني لم يعد لديه إلاّ المقامرة بالشيعة العرب، وزعزعة استقرارهم ضمن الدائرة الوطنية والقومية، لواء الباقر السوري دليل على عجز الإيديولوجيا الايرانية على أن تتآلف مع البيئة السنية العربية، وتعكس إذا حسنت النوايا، عدم فهم للمكون العربي الإسلامي والوطني، هذا إذا لم يكن المشروع الإيراني أصلاً قائم على الإيغال في اختراق المنطقة العربية برماح مذهبية وهي وسيلة لا تبشر إلاّ بالمزيد من الغرق في الحرفة الإيرانية الوحيدة في المنطقة العربية صناعة الخوف وتعميمه والترويج له، أمّا بناء الدول والمجتمعات فسيبقى قدر وطني بأفق عربي.

السابق
فقراء طرابلس يتناولون لحوم فاسدة مخصصة للخنازير!
التالي
مخاطرها الجهنمية علينا لا عليكم