«المقاومة الإقليمية».. إستراتيجية جديدة ضد إسرائيل

بعد تراجع الحرب السورية عادت ايران لتنظيم محورها الذي كان تصدّع بخروج حماس، وبعض الكيانات العربية منه، فكانت محاولة انشاء "المقاومة الاقليمية" التي سوف تحتفي بعودة حماس للعمل كفريق واحد إلى جانب الحشد الشعبي العراقية وحزب الله والقوى العسكرية السورية.

على بعد أمتار قليلة من المستوطنات الإسرائيلية، ألقى القائد الأعلى للحشد الشعبي العراقي قيس الخزعلي نظرته إلى مواقع الجيش الإسرائيلي، حينها فُسر سلوكه على أنه رسالة من مُسَيّره  قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، بالتحضير لإستراتيجية قتالية جديدة ضد الإسرائيليين، تضع جميع القوى والكيانات العسكرية في سوريا والعراق وفلسطين على جبهة موحدة في حال قررت وزارة الحرب الإسرائيلية شن هجوم على إحد الأطراف.

من جهة اخرى،  تزامن اعلان ايران عن هزيمتها لداعش في سوريا والعراق، مع إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، للقدس عاصمة للإسرائيليين، المستجدات الدبلوماسية والعسكرية، استثمرها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله للمطالبة بوضع خطة استراتيجية موحدة تضم قوى “المقاومة” ضد اسرائيل، بعد ان فرغ محور ايران من الحرب السورية.

فرضية “المقاومة الاقليمية”، ناقشها موقع “المونيتور”، عبر الاشارة إلى اللقاءات التي تعقد في الضفة الغربية وقطاع غزة وضاحية بيروت الجنوبية ودمشق وبغداد، وعنوانها العريض، إستنباط إستراتيجية جديدة توحد القوى العسكرية الموالية لإيران.

إقرأ أيضاً: اسرائيل تراقب تقدم حزب الله إلى بلدة «بيت جن» الحدودية

تطرق الموقع  إلى عودة التقارب بين حركة حماس وحزب الله. فقد ابدت حماس نيّتها التراجع عن وثيقتها التي كشفتها منتصف عام 2016، والتي تضمنت إعترافاً ضمنياً بإسرائيل، مقابل تعزيز دورها لدى ايران وضمها إلى محور المقاومة من جديد الذذي يعيد تشكيله قاسم سليماني.

تقول “المونيتر” أن مدبر العمليات العسكرية ضد الكيان الاسرائيلي؛ القيادي في حركة حماس صالح العورى، زار ايران مرتين في فترة وجيزة، بسعي إلى تجديد دماء العلاقة بين الطرفين، وأشار الموقع إلى حصول مناقشات حول استراتيجية جديدة لمواجهة اسرائيل.

إقرأ أيضاً: حزب الله لن ينسحب من الجولان

وفي اواخر  شهر آب المنصرم، طلبت دولة قطر من العورى مغادرة اراضيها، فإستقر في مكتبه في بيروت، وكشف قيادي بارز للمونيتور أن في الزيارة الاخيرة التي جرت في شهر تشرين الاول للعورى إلى إيران إلتقى فيها قاسم سليماني، واكد الاخير ان حماس جزء من رؤية الحرس الثوري بوجه اسرائيل.

وبتاريخ 1 تشرين الثاني توجه العورى مباشرة للقاء السيد حسن نصرالله في الضاحية الجنوبية، وصدر عن لقائهما بيان، شددا فيه على توحيد الكيانات العسكرية ضد الإسرائيليين، وقام الطرفان بإنشاء خط إتصال ساخن لبحث القضايا المشتركة بعد إجماعهما على طوي مرحلة الخلاف الذي نشأ بينهما بسبب الحرب السورية.

والآن، وبعد تراجع الحرب في سوريا، يتطلع حزب الله لمعاودة الظهور كلاعب رئيسي داخل الأراضي الفلسطينية وإيجاد قواعد جديدة للمشاركة والاشتباك، وتشهد الآونة الاخيرة زيارات متكررة لقيادات عسكرية رديفة لحزب الله الى الأراضي الجنوبية اللبنانية، فبعد زيارة قيس الخزعلي، نشرت وسائل إعلامية تابعة للحشد صورا  لقائد لواء الإمام الباقر السوري، المدعو الحاج حمزة والملقب بأبو عباس.

ومن المتوقع ان يحرز حزب الله في الأسبوع المقبل مزيداً من التقدم في المعركة التي يقودها مع الجيش السوري على الجانب الحدودي مع إسرائيل، ما تراه القيادة في تل ابيب تطوراً خطيراً يستدعي القلق ودراسة اساليب الردّ عليها.

 

السابق
المادة 54 بين مجلس النواب ورئاسة الجمهورية: نصّان دستوريان مختلفان!
التالي
اميركا تعاقب الأمم المتحدة بعد التصويت حول القدس..