الثور بين «الرئيس القوي» و«الرئيس العتيق»

رئيس الجمهورية يريد ورئيس مجلس النواب لا يريد، ماذا يريد الأول وماذا يرفض الثاني ليس مهماً، المهم أنّ ثمّة حاجة لإبراز القدرة والقوة ومن يستطيع تحشيد الجمهور وراءه، والأهم من يستطيع فرض رأيه فيما الآخر متشبثٌ هو أيضاً بموقفه، الدولة غائبة، فيما صراع الديكة هو الذي يقدم للبنانيين في خضم أزماتهم، الإثارة والحماسة والنكاية هو المطلوب، الرئيس القوي هو الذي يستطيع أن يوقف بقية الرؤساء عند حدودهم، والرئيس المخضرم هو أيضاً يحتاج إلى زخم واختبار القوة واستعراض عضلات جسمه السياسي والطائفي، فمن غيره يستطيع الوقوف في وجه الرئيس القوي غير الرئيس العتيق.
اللبنانيون هم الوليمة التي يجري تناتشها، بالقوة الفارغة، بحقوق الطائفة، بالعصبية التي ابتلعت القانون والدستور والدولة.

هذا ما تحتاجه الانتخابات النيابية المقبلة لإعادة تزييت مفاصل المكنة الانتخابية، ومفاصل العصبيات، السلطة لن ترمي الفتات للشعب، ستستخدم الرسن لشدهم وتلوح بخرقة الحمراء لإثارتهم واستثارتهم، حال اللبنانيين كالثور الهائج لا لشيء فقط بسبب خرقة حمراء أمّا النتيجة فغالباً طعنة من مصارع تودي به. الرئيس القوي والرئيس العتيق لا فرق الفرق كله في الثور الذي يجري تهييجه ولجائزة موته مضرجاً بالدم والخيبة.

السابق
بعد سقوطه في البحر فرق الإنقاذ في الصليب الأحمر تنقذه
التالي
عكاظ: السعودية تُطلق سراح محتجزين في قضايا الفساد وتحاكم آخرين