هل اصبحت «المثالثة» أمراً واقعاً لإنقاذ المسيحيين في لبنان؟

تتضارب الاحصاءات حول أعداد المسيحيين المتبقين في الشرق، لاسيما في المنطقة العربية، لكن كل الأرقام تظهر تراجعا كبيرا لتلك الأعداد لاسيما في العراق وسوريا. والسبب الأزمات السياسية والاجتماعية والحروب المتلاحقة فضلا عن التطرف.

وتقول الارقام ان نسبة المسيحيين كانت تبلغ 20% فوصلت الى 5% فقد بقي 14 مليون مسيحي فقط في الشرق، بحسب جمعية الرعاية الكاثوليكية. وكان العراق قد شهد تراجعا من مليون و200 ألف الى مليون و100 ألف مسيحي. وفي سوريا من مليونين و200 ألف الى مليون و100 ألف عام 2017. وفي مصر تراجعت نسبة المسيحيين من 19%  الى 10%.

إقرأ أيضا: لقاء #إسلامي_مسيحي في «منتدى الشرق للتعددية»: لتعزيز المحبة

رغم ان لبنان هو التجمع المسيحي الأعلى في الشرق الأوسط الا ان السياسة لعبت دورها في خروج المسيحيين منه نحو الغرب لظروف الحرب الأهلية.

وبحسب، رئيس منتدى التعددية في الشرق، الدكتور كميل شمعون، قال لـ”جنوبية” حول اسباب تناقص اعداد المسيحيين في لبنان وسبل مواجهة ذلك، قال “لا نريد ان نقول ان اسباب التناقص في لبنان تطال المسيحيين فقط، بل تطال المسلمين في كل الاطار الموجودة، فكلهم يواجهون مشكلة الهجرة. لذا لا اريد ربط هجرة المسيحيين الى اوروبا واميركا، دون ان اؤكد انه يتعلق بالانسان العربي وليس بالمسيحيين والمسلمين. وثمة جدل في فرنسا حول تحديد عدد الوافدين الى فرنسا حيث ميّز الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بين الاسباب الاقتصادية والاسباب السياسية للهجره الى بلاده. وهي مشكلة تنسحب على الطرفين، فالسبب السياسي يعود للتوترات، وهي تطال الجميع”.

ويتابع الدكتور شمعون، بالقول “العربي يخاطر بحياته، كما نرى على الشواطىء المتوسطية، مع ما يتأتى عليه من ذل وقتل. ونصل الى السبب السياسي المتمثّل بعدم اطمئنان او مشاركة المسلمين في البلاد العربية للمسيحيين كشركاء في بناء الاوطان. والشق الثاني، يتعلق بالطمأنة، ففي لبنان هناك مناصفة. وديموغرافيّا لا يسمح لهم عددهم بالمطالبة بالمناصفة، مما يخلق سببا لعدم طمأنتهم، وهذا يحتاج الى استقرار سياسي بين كل المكونات السياسية بعيدا عن التكاذب. واحزابنا اللبنانية هي احزاب طائفية. فتركيبة المناصفة يجب ان تكون مكرّسة، ونحن في “منتدى الشرق للتعددية” لا نعاني أي نوع من (تابو) عدم البحث في طروحات أخرى، وان نبحث مرحلة التفاوض في التوافق الوطني”.

و”ديموغرافيا، يجب ان يكون طرح المثالثة هو الحل، وليس المناصفة، وفريضة التوافق يجب ان تطرح الطروحات كلها، وبالواقع هي المثالثة. وبالتوافق الكلامي هي المناصفة، وهذا يحفز لطمأنة المكونات كلها، وان النظام نظام مستقر على ان تكون المثالثة طرح رسمي فوق الطاولة”.

و”من بعد اتفاق الطائف كرست المناصفة، وعلينا تحمّل تبعاتها لسنوات الى الامام عبر حلول واقعية تطمئن. وما يضمن هو النصوص الواضحة واقعا وحقيقة”.

ويوضح شمعون “الشراكة الفعليّة في لبنان ليست راضية من هذا الواقع، طالما ان هناك نوعا من التشكيك ان المناصفة هي المناصفة اللازمة. ويهمنا في المستقبل ونريد البحث في 2020 و2040 هل سيظل هذه الكلام موجودا؟ فلكي نستطيع ان نحافظ على الاستقرار، يجب ان تكون القوانين نابعة من واقع ديموغرافي معيّن، فيجب ان نحافظ على التركيبة المسيحية الجامعة من خلال اللجوء للواقع. وهذا الكلام جميل على مسمع الكثير من المسيحيين. وهذا ما يؤسس لمستقبل قريب وهو طرح خطر. واذا أبقينا على اتفاق الطائف سيكون الجواب اصمتوا واقبلوا بالمناصفة، وهو خطر، لذا علينا ان نقبل بالمثالثة”.

إقرأ ايضا: هل أعاد الراعي العلاقات مع «حزب الله» إلى ما كانت عليه في عهد صفير ؟

وبرأي شمعون “حتى نبقي المسيحيين في المنطقة، يجب ان نعمل على تجذيرهم، والوجود المسيحي في الشرق ليس منّة من أحد، بل هو توافق ونحن شركاء ببناء الشرق، ويجب ان يكون المسيحيون ضرورة مع المحافظة على النموذح اللبناني. فالطرفان ضرورة، والدول العربية دول موجودة بكنف الموت”.

وختم الدكتور كميل شمعون، بالقول “لا يجب ان تكون ثمة مواجهة، فالبيئة اللبنانية بيئة طائفية، اذ لا وجود حاليا لأحزاب علمانية”.

السابق
إعتقال «عهد التميمي» لن يجعل القدس عاصمة اسرائيل!
التالي
اللبنانيون بصوت ساخر: #شكرا_جبران_باسيل