قضاء «القضاء والقدر»

بعدما طلب منه الرئيس ميشال عون اللجوء إلى القضاء.. أجاب برّي "الضعيف يلجأ"!

” الضعيف هو الذي يلجأ الى القضاء”، احسنت يا دولة الرئيس نبيه بري. معلومة ليست جديدة على اللبنانيين ولكن هي المرة الاولى التي يسمعونها من شخصية سياسية بحجم دولتك وعلى العلن ودون مجاملة او مناورة.

قلتها يا دولة الرئيس وانت المحامي وابن القضاء والعدل والمحاكم وتدري في هذا القضاء من اين تؤكل الكتف. وصفت من يلجأ الى القضاء بالضعيف وانت محق، فهذا القضاء في لبنان لا يقوى سوى على الضعفاء الذين لا ظهر لهم ولا حيل ولا قوة. انه قانون القوي على الضعيف، القوي الذي يعرف القاضي والمحامي والمدعي العام وجميعم يجتمعون على الحق وليس نصرة له.

نعم يا دولة الرئيس، لقد كفر الناس بقضاء دولتك منذ زمن بعيد، ولكن البسيط منهم من كان يصدق انه في قضاة اوادم ويمكن ان يحصل على حقه قضائيا ولكن ان يصل بك الحد ان تكفر انت به فهذا الغريب في الموضوع. فبهذا القضاء لك حصة الاسد مثلك مثل غيرك، لك حصة في المجلس الدستوري ، مجلس شورى الدولة والمجلس العدلي، لك عيون واذان واياد على امتداد مناطق نفوذك في الجنوب والبقاع وبيروت ولا يصدر حكم بأسم الشعب اللبناني من غير ان يكون مختوما بالحبر السري وحائزا على حكم دولتك.

جميعنا يعرف يا دولة الرئيس انك لست من الضعفاء كي تلجأ الى القضاء وان ميزان العدل هذا لم ولن يميل ابدأ الى ” ميلة” الحق والانصاف بل على العكس فأن مقياس العدل يتم احتسابه بقياس الواسطة والمال والمحسوبية.

ان هذا القضاء يا دولة الرئيس لا يقوى الا على الحاجة المسنة صاحبة الـ 78 عاما خديجة اسعد حينما قررتم تطبيق قانون البناء على حسابها فجرى احتجازها في مخفر الدوير ايام خمس لقيامها ببناء بعض الجدران الاسمنتية لها او لابناءها لا يهم. في الوقت الذي يغض فيه هذا القضاء عينيه واذنيه على مئات المخالفات والاعتداءات على الاملاك البحرية من الاولي حتى الناقورة، اما الجرافات والشاحنات المحسوبة على مناصري دولتك والمشوهة لاحراج الريحان والعيشية وكفرحونة وغيرها فهي في مأمن طالما ان المعتدى عليهم هم من الضعفاء.

إقرأ أيضاً: اعتراض برّي على «دورة عون» يهدد الوفاق الحكومي

ان لهذا القضاء يا دولة الرئيس ضحاياه وهو غالبا ما يختارهم من الضعفاء، هو القضاء القوي على الشاعر مصطفى سبيتي لتهجمه بعد حالة سكر على السيدة العذراء فيجرح بذلك مشاعر حراس الهيكل من ارباب القضاء، اما من ينشر اللحوم والاذية والمبيدات المسرطنة ويوزع موت “القضاء والقدر” على اللبنانيين فهؤلاء تحت حماية القضاء.

هو القضاء الذي يؤمن لامير الكبتاغون السعودي فندق خمس نجوم في مخفر حبيش، هاتف خليوي، ديلفيري اراكيل وطعام، حتى باسورد الواي فاي الخاص بالمخفر يستخدمه سمو الامير للتواصل مع العائلة والاحتفال في عيد ميلاد ه مباشرة بالصوت والصورة من قلب بيروت.

إقرأ أيضاً: بكركي تساند عون بـ «مرسوم الأقدمية».. وبرّي:لن يمرّ!

لا يهم يا دولة الرئيس ان كانت وزارة العدل من حصة خصومك اليوم فقبلا كانت من حصة حلفاءك وغدا ربما ستصبح من حصتك ولكن في النهاية لن تكون من حصة المواطن اللبناني الاعزل والمجرد من الواسطة والبعيد عن المحسوبيات.

اعانك الله يا دولة الرئيس على هذه الايام العصيبة بدون عدل وان الصبر لموعد الانتخابات النيابية هو مفتاح الفرج.

السابق
فيسبوك يغلق صفحة الإعلام الحربي المركزي
التالي
الرئيس الحريري في 2018 يقود الإعمار والإنماء في لبنان