انتخابات مجلس «خبر گان»

عبد الجليل النداوي
كتب أخونا ‏الشيخ عباس حطيط‏ على صفحته مُتهكماً: {وأخيرا.. مسلموا العراق يشاركون في انتخاب الولي الفقيه، وفقهاء النجف يترشحون لهذا المنصب..}.

وهو ما ذكّرني بقصّة حدثت مع أخي (السيد أبو ياسر المگوطر) حيث أخبرني أنّه كان قد قدِم إلى زيارة السيدة معصومة (ع) في #مدينةقُم ـ في تسعينيات القرن المنصرم ـ وبعد الزيارة توجه إلى مكتب السيدكاظم الحائري (دام ظله) وكان السيد يُقيم ندوة إسبوعية في ليالي الجُمعة، يقول أبو ياسر وجدتُ السيد الحائري يجلس في مكتبه يتلقى أسئلة الناس واستفتاءاتهم فرفعت يدي أسأله: (سيدنا آني عندي سؤال)
السيد الحائري: تفضل على أن لا يكون سؤالك توريطيّاً.

اقرأ أيضاً: خدعة ولاية الفقيه

ويبدو من كلام السيد الحائري أن لأبي ياسر حوارات أخرى كان السيد الحائري يعتبرها توريطيّة فهو وبحسب المقربين منه يعيش حالة من التقيّة المُكثفة في ظل حكومة الولي الفقيه وهذا ما يُفسّر إفتاءه بخلاف قناعاته في الكثير من الأحيان، فهو ممن يرون أن الولاية للأعلم، ويرى في نفسه الأعلم، لذلك أصدر بياناً 2004 قال فيه أن ولايته في (عرض) ولاية الخامنئي، أي أنها منفصلة عن ولاية خامنئي، وأنه ولاية الفقيه في العراق له، وعلى هذا الأساس أعطى وكالة عامّة لسماحة السيد مقتدى الصدر (أعزّه الله) ولكن عندما بدأت الاطلاعات تتردد على مكتبه في قم أصر بياناً آخر يقول فيه أن ولايته في (طول) ولاية خامنئي أي أنها جزء من ولاية خامنئي، وبما أن خامنئي غير راضٍ عن الصدر لذلك سحب الوكالة منه والحرب قائمة مع الأمريكان…!!
بل لقد وصل الأمر إلى حد أن #السيد_الاشكوري ـ وكيل الحائري في #العراق ـ يقول إنه والمرجع الحائري ليسا سوى جنديان في جيش القائد خامنئي، ولا أدري كيف يُصبح الأعلم جنديا تحت من لا يرى فيه العلم، إلا إذا عمل بالتقيّة وهو ظاهر حال الحائري..!!
المهم.. يقول أبو ياسر قلت: سيدنا عند قدومي إلى مكتبكم شاهدت طابوراً يقف بالصف، وظننت أنهم يوزعون المواد الغذائية ـ بالكابون، وهو أشبه بالحصة التموينية في العراق حيث توزع المواد الغذائية بأسعار مُدعمة ـ وهكذا وقفت في الطابور أنتظر دوري وكان أمامي، يهودياً ونصرانيّاً وزرادشتياً وما أن وصل الدور لي حتى قالوا لي: (شناسنامة) أي جنسيّة.

قلتُ: أنا لا أملك الجنسية الإيرانية لكنني مجاهد عراقي تركتُ بلدي والتحقت في صفوف المجاهدين لأقاتل إلى جانب #الجمهورية_الإسلاميّة أيام الحرب.
قالوا لي: (إينا إنتخابات مجلس خبرگان رهبري…) هذه انتخابات مجلس خبراء القيادة ويجب أن تكون إيرانيا لتُشارك فيها..!!
يقول أبو ياسر راح السيد الحائري يتململ وهو يقول: أين هو سؤالك..؟
أبو ياسر: سيدنا الولي الفقيه الذي ينتخبه اليهودي والنصران والزرادشتي لأنهم يحملون جنسية إيران ولا يحق لي انتخابه لأنني لستُ إيرانياً أله ولاية عليَّ بعد ذلك..؟!
يقول أبو ياسر فما كان من السيد الحائري إلا أن شهق شهقة كبيرة ومدد رجليه من وقع صدمة السؤال فقام اثنين من على جانبيه أحدهما شيخ (مشسور لحيته ومدهنها ومبين بالاطلاعات) وتوجها نحوي لكنني كُنت قريباً من الباب فخرجتُ مُسرعا حتى إنني لم ألبس حذائي بل اكتفيت بوضعها تحت إبطي لأطلق لساقي العنان وألوذ بالفرار في أزقّة قُم القديمة.

 

السابق
الأمراء المحتجزون يكبدون السعودية 51 مليون دولار!
التالي
أكثر من 10 الأف مسلح داعشي انتقل من العراق وسورية ولبنان الى أفغانستان