العلاقات الأميركية – الإيرانية في كتاب «بين الشّاه والفقيه» لوسام ياسين

كتاب الشاه والفقيه
"بين الشّاه والفقيه – العلاقات الأميركية – الإيرانية (1950 – 2010)"، هو عنوان الكتاب الصادر حديثاً (عن دار الأمير" في بيروت، في طبعة أولى 2017). للكاتب والباحث اللبناني الدكتور وسام ناصيف ياسين.

يبحث المؤلِّف في هذا الكتاب، ومن خلال الاستقصاء والتحليل، الأسباب البنيوية للثورة الإيرانية، بالعودة إلى جذور تكوّنها في العقود الثلاثة التي قضاها الشاه على “عرش الطاووس”، ومآل التّجاذب في علاقاته بين واقع البلاد في الداخل، والعلاقات الإقليمية في محيط الخليج، والتشابكات في المصالح مع الدول الأخرى ذات التأثير المباشر، كالاتحاد السوفيات وبريطانيا أولاً، ثم الولايات المتحدة بشكل أساسي وحاسم.

اقرأ أيضاً: «جيرمين وإخوانها»… مجموعة قصصية للصحافي حازم صاغية

وهذا الكتاب يسعى لتسليط الضوء على العلاقات الإيرانية – الأميركية خلال فترة مهمة من تاريخ التحولات الداخلية في إيران، وانعكاساتها على علاقاتها الخارجية،، لا سيما مع الغرب عموماً، والولايات المتحدة الأميركية على وجه الخصوص، في ظل هيمنة العولمة المتوحشة والدور الأميركي القيادي المتفرد فيها، وهو ما يفسر نقطة انطلاق البحث من بداية عهد الشاه، ثم الحراك الثوري وانتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1979 كمفصل انقلابي بالكامل لمسار علاقات طهران مع الخارج وعلى امتداد ثلاثة عقود تفردت فيها الولايات المتحدة بقيادة العالم وفق مشيئتها ومسار مصالحها – بعد انهيار المنظومة الاشتراكية – وحتى بداية الزلزال الكبير الذي ضرب المنطقة العربية بإسم ملتبس دعي “الربيع العربي”، بدءاً من تونس في 18 كانون الأول 2010، مع التركيز على الملف النووي الإيراني الذي جمع كل فروع الصراع في حزمة واحدة.

في زمن تقاطعت وتضاربت فيه المصالح الإيرانية – الأميركية في مختلف أوجهها، وعلى المدى المتقدم ذكره، إلى أن ازدادت الأمور حدة في الأجواء الساخنة التي هبّت على مساحة الوطن العربي من محيطه إلى خليجه، فتسارعت الأحداث في ظل الصراع العربي – الصهيوني، واصطفاف المحورين: المقاوم – الممانع من جهة، والإمبريالي – الصهيوني – العربي الرجعي من جهة أخرى، مضافاً إليهما محور فاعل ناشئ على الساحة الدولية، قوامه دول “البريكس” بثقلها النوعي في الجيوستراتيجيا والديمغرافيا والعوامل الاقتصادية المؤثرة شرقاً وغرباً.

كتاب الشاه والفقيه

وعلى الجملة فإن هذا الكتاب ترتكز محوريّته على النقاط التالية:

تتبع لجذور الثورة الإسلامية في إيران ودوافعها، وظروف تعرجات مسارها المتصاعد الذي أوصل حكومة مصدّق إلى مرحلة التأميم للنفط. ثم التواطؤ الإنكليزي – الأميركي لإجهاض الحكومة الوطنية بعناصرها ومفاعيلها.
تسليط للضوء على تنامي نضال الشعب الإيراني، ودور الحوزات العلمية وعلمائها، وعلى رأسهم الإمام الخميني، في استنهاض الروح الجهادية ضد “عرش الطاووس” الاستبدادي، والدول الداعمة له لا سيما أميركا.
العلاقات الأميركية – الإيرانية أثناء حكم “الشاه” وبعد انهياره، ومحاولات واشنطن المتكررة والمتنوعة للقضاء على الجمهورية الإسلامية الناشئة، مباشرة وغير مباشرة، وحرب الخليج الأولى، ثم حلقات الحصار الأميركي – الدولي لإيران، المدعّمة بقوانين “مجلس الأمن” و”الشرعية الدولية”.

اقرأ أيضاً: «الإرهاب كما نشرحه لأولادنا» كتاب للطاهر بن جلّون

التصدي الإيراني ودخول “الطلبة المسلمين” للسفارة الأميركية في طهران، ثم تشعبات العلاقات على مسرح الشرق الأوسط (أفغانستان، العراق، لبنان..)، ومنها ما يتعلق بالكيان الصهيوني ومضاعفاته داخل فلسطين المحتلة وخارجها.
ابتداع التهم الأميركية – الدولية حول “حقوق الإنسان” في إيران، وإلصاق وصمة “رعاية الإرهاب” بها.. والترهات حول الملف النووي الإيراني، بهدف “شيطنة” النظام تمهيداً لـ”تليين” قيادته أو إسقاطها.
الصمود الصلب الذي أدهش العالم وكسر هيبة “الشيطان الأكبر” وأرغم “حلف الأطلسي” والمتعاونين معه على الاعتراف الكامل بحق إيران في استقلالها وامتلاكها الطاقة النووية للأغراض السلمية، ودورها الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
عناوين متشعبة وتفصيلية أخرى.. ودعوة الشباب التواق للحرية للتيقن بأن حياة العزة والكرامة ممكنة إذا أرادها الشعب لنفسه وعمل لأجلها في ظل قيادة حكيمة تؤمن بحقه وتعمل له.

السابق
غواتيمالا.. أول دولة تنفذ قرار ترامب وتنقل سفارتها في إسرائيل إلى القدس
التالي
اختتام فعاليات مهرجان لبنان السينمائي الدولي بمشاركة 52 فيلماً من 27 بلداً