خسرنا فرحة فقراء

«القدس - فلسطين»
عمليا فان هذا التصويت يضعف فقط مكانة القدس، والاسوار حول المدينة ارتفعت فقط أمس.

لا شك عندنا: القدس هي عاصمتنا، ولا نحتاج الى تأكيد من أحد. ولكن فضلا عن مشاعرنا الخاصة، توجد ايضا سياسة خارجية – وهذه السياسة الخارجية يجب أن تقوم على اساس الفكر العقلاني، المسنود بفهم عميق للمحيط الاستراتيجي الذي نعيش فيه.
بعد أن نمجد على رأس فرحتنا حقيقة أن 35 دولة امتنعت عن التصويت امس، سنبقى مع نتيجة مدوية: 128 دولة اعربت في تصويتها عن استيائها من نمط السلوك الذي يتصدره ترامب ومن قراره الاعتراف بالقدس كعاصمة اسرائيل. الدول العربية، سواء المعتدلة ام المتطرفة منها، اتحدت وصوتت ضد الاعتراف الامريكي بالقدس. عمليا، اعلنت بان مصير القدس متعلق باستعداد اسرائيل لتقاسم المسؤولية على الاماكن المقدسة للاديان الثلاثة في اطار اتفاق اطار دولي او كل تسوية اخرى متفق عليها.
ان معنى النتائج، بالتالي، هو أن مكانة القدس في المستقبل ستتقرر في المفاوضات بين الطرفين، وليس في التهديدات التي يطلقها رئيس امريكي ضد الدول التي تتجرأ على التصويت ضد اعلاناته. وهكذا عمليا فان هذا التصويت يضعف فقط مكانة القدس، والاسوار حول المدينة ارتفعت فقط أمس. ترامب، حاليا، سيضطر الى الاكتفاء بقرار رئيس بلدية كريات يام تسمية حديقة الالعاب في المدينة على اسمه – ولن تنتقل اي سفارة، ربما فقط سفارة المسيحيين الافنجيليين، في الزمن القريب القادم الى مبنى في القدس.

اقرأ أيضاً: طفلة العزم

في هذه الساعة، التي يغرق فيها نتنياهو عميقا في ورطة التحقيقات وفي المعركة من اجل بقائه السياسي، مسموح بل وينبغي التساؤل حول تفكره وحول اهليته لادارة سياسة خارجية ذات آثار محملة بالمصير لدولة اسرائيل ولامن الاسرائيليين. صحيح أن اعتراف ترامب بالقدس كعاصمة اسرائيل أثر فينا، ولكن هل كان يساوي آثاره؟ 14 عضو في مجلس الامن صوتوا ضد الاعلان الامريكي، وامس اطلقت صوت مشابه 128 من دول العالم. هل بالتالي وضعنا افضل مما كان قبل اعلان ترامب؟ لقد درج نتنياهو على الاعلان بانه حلت ثورة بمكانة اسرائيل في العالم، ولكن حسب نتائج التصويت في الامم المتحدة، فان هذا التحول محدود للغاية.

السابق
طفلة العزم
التالي
غانم استقبل رئيس «التيار الأخضر» وبحث معه في قضايا بيئية