جعجع وآخرون في خطر عزلة؟

 

الكلام لا يتوقف عن العلاقات بين “المستقبل” و”القوات اللبنانية” من زاوية الازمة التي مرت بها بعد الرابع من تشرين الثاني الماضي عندما أعلن الرئيس سعد الحريري إستقالته من رئاسة الحكومة ليعود عنها بعد أسابيع ,لكن ذلك لم ينسحب على هذه العلاقات التي لم تعد حتى الان الى مجاريها فما هي القصة؟

في المعلومات المتداولة لدى اوساط سياسية بارزة ان حصيلة أزمة الاستقالة منحت رئيس الجمهورية ميشال عون قوة إستثنائية نتيجة إصراره على رفض الاستقالة فتحقق له ما أراد الامر الذي لم يحظ به جعجع بسبب تأييد الاخير لها. ونتيجة لذلك ,ينطلق عون الى السباق الانتخابي مزوّدا بهذه القوة التي يراكم فوقها أوراقا جديدة وآخرها ورقة ترقيات الضباط ما يجعله مرة أخرى الزعيم المسيحي الاول في ممارسة دور الرئيس القوي,وأيضا الزعيم الوطني الاول في ممارسة دوره كرئيس للجمهورية الراعي للعلاقات مع الطوائف الاخرى ولاسيما مع الطائفة السنيّة التي لطالما تعامل معها بجفاء طوال عقود.

إقرأ أيضاً: جعجع: من يحاول عزلنا سيعرف النتيجة

في زيادة على هذا الواقع الداخلي ,يطل واقع دولي هبت رياحه لمصلحة العهد عندما تدخل الرئيس الفرنسي فرانسوا ماكرون لرعاية جهد عالمي وفّر للبنان مظلة إستقرار إعادت الحكومة برئاسة الحريري الى ممارسة دورها وبزخم أقوى تجلّى بمؤتمر باريس وبسائر المؤتمرات المماثلة المرتقبة خلال الاشهر المقبلة. وإذا كان  يصح القول ,ان الدعم الدولي الذي ناله الحريري فصار وجوده في الرئاسة الثالثة متلازما مع الاستقرار في لبنان,كذلك يصح القول ان الرئيس عون سيبقى وحتى إشعار آخر شريكا أساسيا في جنّي منافع هذا الدعم الذي سيجري تظهيره في مجالات عدة داخليا وخارجيا.

احمد عياش

وعلمت “النهار” ان شخصية سياسية فاتحت أخيرا مراجع اوروبية حول إمكان الذهاب الى الانتخابات النيابية من منطلق المعارضة للحكم فسمعت جوابا غير مشجع مفاده ان التسوية التي تحكم الحياة السياسية في لبنان يجب عدم النيل منها.كما ان توسل موضوع سلاح “حزب الله” للنفاذ الى هذه المعارضة لن يصل الى أهدافه لكون هذا السلاح في نظر الرعاة الغربيين لهذه التسوية ليس مشكلة في الوقت الراهن.

إقرأ أيضاً: جعجع: أي عاقل يصدّق ان المملكة تنتظر ان «تشي» القوات بالحريري؟

كما علمت “النهار” ان مشاروات بدأت على خطوط قوى مسيحية ستكون في معسكر المواجهة مع العهد من أجل سبر أغوار قيام تحالف يحد من تقدم الفريق العوني في الدوائر التي تضم أكثرية ناخبة من المسيحيين فتبيّن ان لا حظوظ لمثل هذا التحالف حتى الان.

بالطبع لا يزال هناك متسعا من الوقت لجلاء الصورة الشاملة على صعيد الانتخابات المقبلة.إلا ان الامر الذي سيبقى في دائرة الضوء هو كيف يمكن للعلاقات بين الحريري وجعجع ان تعود الى طبيعتها السابقة؟حتى ذلك الحين, يبدو ان جعجع يواجه خطر عزلة سياسية ومعه قوى مسيحية أخرى بسبب رياح غير مؤاتية هبّت بعد 4 تشرين الثاني الماضي؟

السابق
«وول ستريت»: 6 مليار دولار للإفراج عن الوليد بن طلال!
التالي
جنبلاط يتساءل: ما الهدف اليوم من إسقاط اسطورة التوطين؟